السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

هدى درويش رئيس قسم مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق: وسطية الإسلام درع أساسية لمواجهة الإرهاب.. التنشئة السليمة للأطفال ضرورة لسلامة الأسرة والمجتمع.. «الإرهابي» «والملحد» يعيشان في صراع نفسي مستمر

هدى درويش رئيس قسم
هدى درويش رئيس قسم مقارنة الأديان بجامعة الزقازيق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأديان بريئة من كل أنواع العنف.. والتطرف لا يتفق مع فطرة الإنسان..
التوافق بين علماء الأزهر والفكر الصوفى «إيجابى».. والإلحاد لا يقل خطرًا عن التطرف
وجدنا إقبالًا كبيرًا على الدراسة بأكاديمية «ليون» المهتمة بالثقافة الإسلامية
يجب التوسع فى إنشاء أقسام مقارنة الأديان بالجامعات.
إظهار الجوانب الإنسانية والروحية للإسلام هدف مهم


تمثل الأستاذة الدكتورة هدى درويش، رئيس قسم الأديان المقارنة، بمعهد الدراسات الآسيوية فى جامعة الزقازيق، وعميد المعهد الأسبق، ومؤسس ومدير مركز الدراسات الإسرائيلية بنفس الجامعة، واحدة من أهم العلماء فى مجال مقارنة الأديان، ويعد هذا العلم من الفروع العلمية الإنسانية القادرة على حل الكثير من الأزمات التى يعانى منها البشر، والناجمة عن الإفراط المفضى إلى التطرف والإرهاب، أو التفريط المؤدى للانحلال والإلحاد.
وترى الدكتورة هدى درويش، أن أكثر الأزمات فى هذا المجال تعود إلى الصراع المفتعل بين الحضارات، والناجم عن عدم الإلمام الكافى بحقيقة كل دين، سواء لدى أتباعه أو أتباع الديانات الأخرى.
«البوابة نيوز» التقت الدكتورة هدى درويش فى حوار مفتوح للتعرف على طبيعة علم مقارنة الأديان، ودوره فى مواجهة التشدد والإلحاد باعتبارهما وجهين لعملة واحدة.



■ فى البداية نود التعرف على أهمية علم مقارنة الأديان؟
- أولا أود أن أوضح أن قسم الأديان بمعهد الدراسات والبحوث الآسيوية، فى جامعة الزقازيق، يعد أول تخصص من نوعه فى الشرق الأوسط، حيث يهتم بدراسة ما هو مشترك بين الأديان، لإيجاد سبل التوافق فيما بينها، وكذلك إيجاد أرض مشتركة بين الحضارات، ويكشف محاولات استغلال ما قد يبدو من اختلافات بين الثقافات الدينية واستغلالها فى نشر الفتنة بين أتباعها، كما يهتم هذا العلم بمنع توظيف الدين، ومواجهة التستر الذى يتخذه البعض الآن.
وأرى أنه يجب التوسع فى إنشاء أقسام مقارنة الأديان بالجامعات، لما لذلك من مردود إيجابى على تحسين لغة التفاهم المشتركة بين أتباع الديانات المختلفة.
■ من المعروف أنك شاركت فى التدريس فى أكاديمية «ليون»، فحدثينا عن تلك التجربة؟
- بالفعل، اشتركت فى الفترة الأخيرة بالتدريس فى أكاديمية ليون، المهتمة بالثقافة الإسلامية، وتوسيع دائرة الفهم الصحيح لها، بين الشعوب الغربية، ووجدت إقبالا كبيرا على الدراسة، من جميع الجنسيات، خاصة أنها أنشئت بالتعاون مع جامعة مونستر الألمانية، ومعهد الدراسات، وعند الإعلان عنها أقبل عليها عدد كبير من الطلاب من جميع الجنسيات، وبخاصة طلاب الأزهر.
■ ما أبرز موضوعات الدراسة فى الأكاديمية؟
- الدراسة تهتم بإلقاء الضوء على كيفية تعامل الإسلام مع الأديان الأخرى، وتأكيد إيمان المسلمين بكل الرسل والأنبياء، وإيضاح أن الإسلام يعلم أتباعه ألا يفرقوا بين أحد من رسل الله كافة، وأن يؤمنوا بنبوتهم ورسالاتهم جميعا، كما حرصنا على إعداد دعاة مهيئين علميا لتوصيل الصورة الصحيحة عن الإسلام للغرب.


■ التجربة تكررت فى أكاديمية الحوار الدولية فما تفاصيلها؟
- هذه الأكاديمية أنشأها الدكتور ثروت قادس، وهى تابعة لمنتدى الحوار الإبراهيمي، وتهتم بإطلاع المجتمع الغربي، على الجوانب الإنسانية والروحية فى الإسلام، وشارك فيها مهتمون من ألمانيا وسويسرا والدنمارك والمجر، وكانوا سعداء بالحوار.
■ باعتبارك أحد العلماء الكبار فى مجال مقارنة الأديان، كيف ترين أثر التشدد والإلحاد على المجتمعات بشكل عام؟
- يجب أن نعى أولا أن التشدد والإلحاد وجهان لعملة واحدة، ويعودان إلى غياب القيم الدينية النبيلة، وثانيا يجب أن نكون على ثقة من أن الأديان بريئة من كل أنواع العنف، أما إذا أردنا أن نتحدث عن أسباب انتشار مثل هذه الظواهر الشاذة، فى مجتمعنا، فسنجد أن الإلحاد وجد بيئة خصبة بعد حالة التراجع الأخلاقى التى يعيشها المجتمع منذ فترة ليست قصيرة، بالإضافة إلى الاضطرابات التى صاحبت ثورة يناير، وما تلاها من أحداث أفقدت الناس الثقة فى التيار السياسى الذى ينسب نفسه للإسلام، ويدعى الحديث باسمه، والتمسك بقيمه، وهم بعيدون عن هذا تماما، لذا فإننى أعتبر أن خطايا الإسلام السياسي، والتردى الأخلاقي، هما أهم أسباب انتشار الإلحاد بمجتمعنا، لأنهما زعزعا الوازع الدينى لدى المجتمع، وأصبح الناس لا يجدون توجهات دينية سليمة.
■ وكيف يمكن مواجهة هذه الظواهر السلبية، وما روشتة الإصلاح؟
- يجب أن نعتنى بآليات التنشئة السليمة للأطفال، ونهتم بتعزيز مكانة وأخلاقيات الأسرة فى المجتمع، ونرتقى بالتعليم ومحو الأمية، وإثراء حصص الدين فى المدارس، وتنمية الأنشطة الثقافية والرياضية لدى الطلاب خاصة فى سن التعليم قبل الجامعي.


■ هل التعليم وحده كافٍ للقضاء على التطرف والإرهاب؟
- لا بالطبع، فالتعليم لا يكفى وحده لهزيمة الإرهاب، وإنما يجب أيضا أن نستوعب أن التعليم لا يعود بالفائدة دون الثقافة، ويجب أن نغرس فى نفوس أبنائها بمراحل التعليم الثقافة التى تعتمد على المعلومات الحقيقية، ومنها مثلا: أن التطرف والإرهاب لا يرتبطان بالإسلام، وأن العصور الوسطى شهدت صراعات دموية عنيفة فى أوروبا، من أجل السلطة، أى أن الإرهاب لا يرتبط بالإسلام كما يريد البعض أن يصدر لنا هذا الفكر، حتى نبقى دائما فى موقف الدفاع عن أنفسنا، من تهمة لا نستحقها، فلا تخلو حقبة تاريخية من التطرف والإرهاب، لأسباب سياسية وأيديولوجية وعقائدية واقتصادية، كما لم يخل مجتمع منها.
فالإرهاب ينتقل بين الدول والقارات فى مواسم متجددة، ورأينا كيف ضرب فرنسا وبريطانيا، وفنلندا وإسبانيا، بل وحتى دول شرق آسيا مثل: سريلانكا، ومن أجل ذلك نحن بحاجة إلى التكاتف الثقافى عالميا، من أجل مواجهة مصادر الفكر الضار بالأوطان والمجتمعات، وتحييدها، ومحاسبة المسئولين عن نشرها، وتغيير المناخ الذى أسهم فى هذا الانتشار فكريا وسياسيا، فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة والعالم بأسره.


■ نعود إلى علم مقارنة الأديان، لنسأل عن أهميته فى تعزيز فرص التعايش السلمى بين الحضارات المختلفة؟
- كما أسلفنا، فإن علم مقارنة الأديان يهدف إلى إيجاد أوجه التشابه بين الأديان، ونقاط التلاقى بين أتباعها وهى أمور تصب فى مصلحة فهم كل طرف لثقافة الآخر، وبالتالى استيعاب أنه لا مجال للتناحر، وأن الأرض تسع الجميع، كما يجب أن ندرك أن دراسة الأديان لها أهمية كبيرة، فى التعرف على مدى التشابه أو التباين فيما بينها بما يفتح الطريق أمام إحداث طفرة، تمكن أتباع كل دين من تلقى المعلومات الكافية عن أتباع الديانات الأخرى.
فاليهود مثلا يعرفون عن الإسلام أكثر مما يعرف المسلمون، كما أن المسلمين معلوماتهم ضعيفة عن الأديان الأخرى، وذلك من أجل معرفة المشترك بينا، حتى نعيش فى تسامح، وبخاصة أن الأديان كلها مشتركة فى قيم واحدة تخدم الإنسانية.
■ ما دور مقارنة الأديان فى تخفيف حدة التعصب الدينى الذى يؤدى للإرهاب؟
- إذا استوعبنا أن الدين هو أحد ركائز حياة البشر، فالإنسان يحتاج فطريا إلى الإيمان بوجود قوة عليا عليه الخضوع لها، وبالتالى فلا يمكن فهم الثقافات المختلفة، دون فهم الأديان التى تنبثق منها هذه الثقافات، لا سيما فى ظل أن تعدد الأديان هو واقع حي، لا يخلو منه فى بلد فى العالم، فنجد، اليهودى والمسيحى والمسلم والبوذى والهندوسى يعيشون على أرض واحدة، كما أن كل ديانة تتفرع إلى فرق ومذاهب، ولذلك فإن دراسة الأديان أمر مهم لقبول فكرة التعايش السلمي.
■ هل نطمع فى مزيد من التوضيح؟
- إن قبول فكرة وجود أديان أخرى مع تعددها، يسهم فى إيجاد فرصة للتعايش السلمي، لذا فإن الفهم العلمى الصحيح للأديان يساعد على تطوير هذه الفكرة بوجه عام، ويمكن من الفهم بشكل أوسع وأشمل للإنسانية ومشكلاتها الحياتية، وهذا يعنى أن الدراسة المقارنة بين الأديان والعقائد والمذاهب والفرق المختلفة مجتمعة، تساعد على تحقيق مستوى عال من الإدراك والمعرفة الكلية الشاملة للديانات، وتدفع نحو استنباط النتائج الصحيحة المنضبطة، المعتمدة على الحجج القوية والبراهين والأدلة العلمية، لإثبات ما يتم التوصل إليه من علم صحيح، يدحض الفكر المتعصب والتحيز المخالف للمنطق العقلى المقبول بعيدًا عن أى هوى أو انحرافٍ ذهني، بما يؤدى إلى استخلاص أوجه الشبه والاختلاف بين الأديان، ويساعد فى التعرف بشكل صحيح على مصادر وأساسيات الصلة مع الله، بما يحفظ العقل البشرى من السقوط فى هوة الفتن سواء بالإفراط المفضى للتطرف والإرهاب، أو التفريط المؤدى للانحلال والإلحاد.


■ وهل هناك تأثير لثورة الاتصالات على الحاجة لعلم مقارنة الأديان؟
- بالفعل، فالعالم على اتساعه أصبح مثل القرية الصغيرة، ما يجعل الاشتباك بين الحضارات القائمة أمرا محتوما، ويجعل تحقيق التعايش السلمى بين جميع الأجناس أمرا بالغ الأهمية، سواء على أرض البلد الواحد، أو بين الدول فى القارات الست.
■ كيف ترين دور المرأة فى مواجهة الإرهاب؟
- يجب توعية المرأة بالقيم الأخلاقية الدينية، التى تنبذ العنف والإرهاب، وتحرم قتل الأبرياء، وتحث على الرحمة والتسامح باعتبارها السبيل لإقامة مجتمع آمن ومستقر، وهذه الركائز الأساسية فى أصول الأديان، يجب أن تنقلها المرأة إلى أبنائها فى سن النشء، وذلك لأن فهم أسباب التطرف والإرهاب يعد أساسا لوضع استراتيجيات فعالة لمكافحته، كما أن المرأة تتحمل فى الديانات والحضارات المتنوعة مسئولية المعالجة القيمية للإرهاب والتطرف.
■ وهل يعيش الشخص المتطرف صراعا نفسيا؟
- أعتقد أنه يعيش بالفعل هذا الصراع، نظرا إلى أن التطرف والإرهاب، لا يتفقان أبدا مع الطبيعة الفطرية التى خلق الإنسان عليها، لا سيما وأن الإسلام الذى يسوس فطرة الإنسان، لا يمت بصلة للفكر المتطرف، الذى يجافى العقل والتطور الثقافى، لذا فإن الشخص المتطرف يخالف كل الطبائع التى جبل الإنسان عليها لذا فهو فى صراع نفسى مستمر.


■ نعود لقضية الإلحاد، فمن أين يستمد الملحدون عقيدتهم؟
- الملحدون، يستمدون فكرتهم من الثقافات الغربية بعد أن صارت الأخيرة البديل لدى الكثير من الشباب، عن عقيدتهم الأصلية، حتى بدا الإلحاد كموضة العصر، التى يحرص عليها هؤلاء لتأكيد تقدمهم الفكرى والحضاري، ويجب أن يفهم أن هذه الفكرة خاطئة لأنها تدل على أن الشباب يهتمون فقط بنقل سلبيات الحضارة الغربية، وأن سيادة الأخلاق هى المعيار الوحيد لبقاء الأمم واستمرار قوتها.
■ هل ترتفع نسبة الإلحاد فى مصر؟ وهل يعانى الملحد هو الآخر من أزمات نفسية؟
- النسبة ترتفع بالفعل، مما يشكل أزمة لا تقل خطورة عن أزمة التطرف، أما نفسيا فبلا شك يعيش الملحد أزمة نفسية خانقة، لأنه أيضا يجافى الطبيعة البشرية، التى خلق عليها الإنسان، والتى تؤكد أن له رب لا بد أن يخضع له، وإلا فبماذا نفسر أن كفار القرون الأولى كانوا يعبدون الأصنام، إذ إن السؤال الذى يدور فى الذهن هو لماذا يعبدون شيئا؟ هم لا يعترفون بوجود الله فلماذا يخالفون العقل والمنطق ويصنعون أصناما يعبدونها؟
وهذه الأسئلة تشير إلى أن الإنسان جبل على العبادة، حتى أنه يوجد لنفسه معبودا لو لم يكن مقتنعا بالإله الواحد المستحق للعبادة، وهذه القضية تشير أيضا إلى أن الملحد لا يتسق أبدا مع نفسه، لأن الإنسان جُبل على أن يكون عبدا لإله، لكن مشكلته أنه يريد إلها لا يكلفه بأوامر ونواهٍ تحد من شهواته وتحمله واجبات، لذا يعبد أصناما لا تكلفه شيئا، أو يدعى أنه لا يعبد إلها، ولعل أكبر دليل على ذلك أن الملحد عندما يحضره الموت، أو يقع فى أزمة ومحنة تهدد بقاءه، نجده يعترف بالحقيقة التى يخفيها فى داخله، ويرفع يديه إلى السماء داعيا الله أن ينجيه، فى مفارقة عجيبة تثبت أنه يكذب على نفسه.
■ قضية أخرى، وهى التوافق الواضح بين علماء الأزهر وأصحاب الفكر الصوفى وما لهذا من أثر على الفكر الدينى فى مصر؟
- أرى أن هذا التوافق إيجابي، بل ومهم لأن كلا الفكرين يستمد وجوده من وسطية الإسلام، وهذه هى الدرع الأساسية فى مواجهة الإرهاب.


■ بشكل عام، ما التصوف الصحيح؟
- التصوف الإسلامى الصحيح هو القائم على القرآن والسنة الصحيحة، وهو وسيلة للتأسى بالأخلاق التى يريدها الله لعباده، وهو التوجه بقلب سليم لطاعة الله، والبذل والعطاء والإيثار، والتسامح ونبذ العداء والكراهية، والعمل والاندماج فى الكيان الإنساني.
■ لكن عند ذكر التصوف، يتبادر إلى العقل ممارسات مرفوضة لبعض من ينتسبون ظاهريا إلى التصوف؟
- هذا صحيح إلى حد كبير، لكن يجب أن نعى أن التصوف من الأشياء التى شابها الخلل الفكري، الذى شاب كل شيء فى ظل الظروف الراهنة من توترات غير مسبوقة، تأتى رياحها من فئات ضالة معادية لاستقرار الشعوب.
لكن يجب أن نستوعب أن المنهج الصوفى يمكن أن يسهم فى تفكيك الأزمات، وإيجاد حلول للمشكلات بالمرونة والاعتدال والإقناع الفكرى والروحي، والذى هو أصل أصيل من مبادئه.
■ تأسس تحت رئاستك مركز الدراسات الإسرائيلية، وهو أول مركز على مستوى الجامعات المصرية، الذى يعمل كوحدة مستقلة ذات طابع خاص، فما أبرز أهدافه؟
- يهدف المركز إلى متابعة التطورات السياسية الإسرائيلية الداخلية والخارجية، للإحاطة بأبعادها على مختلف المستويات، كما أن من أولوياتنا عقد مؤتمرات إقليمية ودولية لخدمة أهداف المركز، إلى جانب عقد الندوات والحلقات النقاشية، وتقديم البحوث والمشروعات الأكاديمية، التى تدعم الأمن القومى المصري، فضلا عن فتح المجال لتقديم الخدمات العلمية والتعليمية، إلى الجهات والمراكز المعنية بالدراسات الإسرائيلية.


■ بصفتك متخصصة أيضا فى الشئون الإسرائيلية، ما تقييمك للتعاون مع منظمة «ألكسو» فى مواجهة محاولات تهويد القدس؟
- التعاون مع هذه المنظمة المهمة يصب فى صالح الثقافة العربية والتراث، ومواجهة المخططات الإسرائيلية لتهويد القدس، وأود أن أوضح أن مركز الدراسات الإسرائيلية، الذى أسسته، يعتبر أول مؤسسة أكاديمية بحثية لدراسة المجتمع الإسرائيلى من الداخل، وتعريف العالم العربى باستراتيجية إسرائيل فى التعامل مع المنطقة العربية، وبيان أهدافها ووسائلها بشكل علمي.
■ أخيرا، ما رسالتك لكل المهتمين بمحاربة الإرهاب؟
- أدعو الجميع إلى الاهتمام بعلم مقارنة الأديان باعتباره من مفاتيح علاج هذه المشكلة العويصة، التى لا يمكن مواجهتها إلا بالعلم، وإدراك أبعاد التشابه والاختلاف بين الثقافات الاجتماعية، المستمدة من الدين، وهو أمر إن حصل على ما يستحقه من اهتمام، فسيكون كفيلا بتغيير مجريات الأحداث فى العالم، على نحو يحسن من الوضع فى مجال التعايش بين الحضارات المختلفة، ويسمح بنشر التسامح والتعاون، بما يحفظ البشرية من ويلات الإرهاب، والتطرف، وأيضا الإلحاد والانحلال.
التعليم لا يكفى وحده لهزيمة الإرهاب.. وتوعية المرأة بالقيم الأخلاقية الدينية يساهم فى نبذ العنف




مؤشر مهم
تُشكل نسبة الإلحاد فى مصر أزمة لا تقل خطورة عن أزمة التطرف، أما نفسيا فبلا شك يعيش الملحد أزمة نفسية خانقة، لأنه أيضا يجافى الطبيعة البشرية، التى خلق عليها الإنسان، والتى تؤكد أن له رب لا بد أن يخضع له، وإلا فبماذا نفسر أن كفار القرون الأولى كانوا يعبدون الأصنام، إذ إن السؤال الذى يدور فى الذهن هو لماذا يعبدون شيئا؟ هم لا يعترفون بوجود الله فلماذا يخالفون العقل والمنطق ويصنعون أصناما يعبدونها؟
وهذه الأسئلة تشير إلى أن الإنسان جبل على العبادة، حتى أنه يوجد لنفسه معبودا لو لم يكن مقتنعا بالإله الواحد المستحق للعبادة، وهذه القضية تشير أيضا إلى أن الملحد لا يتسق أبدا مع نفسه، لأن الإنسان جُبل على أن يكون عبدا لإله، لكن مشكلته أنه يريد إلها لا يكلفه بأوامر ونواهٍ تحد من شهواته وتحمله واجبات، لذا يعبد أصناما لا تكلفه شيئا، أو يدعى أنه لا يعبد إلها، ولعل أكبر دليل على ذلك أن الملحد عندما يحضره الموت، أو يقع فى أزمة ومحنة تهدد بقاءه، نجده يعترف بالحقيقة التى يخفيها فى داخله، ويرفع يديه إلى السماء داعيا الله أن ينجيه، فى مفارقة عجيبة تثبت أنه يكذب على نفسه.

تعزيز مكانة الأسرة يواجه الظواهر السلبية بالمجتمع الإرهاب لا يرتبط بالإسلام.. وعصور أوروبا الوسطى شهدت صراعات دموية على السلطة