يمكن لعمل واحد كبير وعظيم أن يُخلد اسم صانعه مهما مرت السنوات، وهذا ما حدث مع النحات والمهندس المعماري الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي بنحته تمثال الحرية والموضوع حاليًا في نيويورك، وتحل اليوم 2 أغسطس ذكرى ميلاده منذ عام 1834.
وُلد أوجست بارتولدي بأحد الأقاليم الفرنسية المجاورة للحدود مع ألمانيا، وتلقى تعليمه الثانوي بإحدى مدارس العاصمة باريس وهي مدرسة لويس الكبير، ليستكمل من بعدها العمارة والرسم، حيث لحقها بعد ذلك بالسفر إلى مجموعة من البلدان العربية والأجنبية.
ذاع صيت بارتولدي وأصبح من الفنانين الأكثر شهرة حول العالم بعد صناعته لتمثال الحرية، والذي تم اهداؤه بعد ذلك في عام 1886 من شعب فرنسا إلى شعب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سافر الفنان وقتها للإشراف بنفسه على اختيار الموقع الذي تم وضع التمثال به.
ودارت وقتها بعض الشائعات حول وجه التمثال وأنه يشابه وجه والدة النحات بارتولدي، ومن بعدها اتجه الفنان إلى مصر وقد تزامن هذا الوقت مع وقت شق قناة السويس، فطرأت له فكرة وجود منارة ضخمة على مدخل القناة لإرشاد السفن، على هيئة آلهة الحرية في الأساطير الرومانية، وتم تصميمها مرتدية ملابس فلاحة مصرية ترفع يدها حاملة شعلة يخرج منها ضوء لإرشاد السفن.
صنع النحات والفنان بارتولدي العديد من التماثيل الشهيرة الأخرى مثل "أسد بلفور" الموجود بمدينة بلفور الفرنسية، هذا إلى جانب أعمال أخرى عدة وضعته بقائمة أشهر النحاتين حول العالم، واستمر كذلك حتى وافته المنية بعد إصابته بالسل، وفارق الحياة في عام 1904 وهو في السبعين من عمره.
