تكهنات كثيرة وترشيحات لمنصب المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، بعد رحيل الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله، وعلمت «البوابة» أن الاسم الأكثر ترددًا داخل المهرجان ووزارة الثقافة، الناقد الشاب أحمد شوقي، نائب المدير الفنى للمهرجان، لعدة أسباب أهمها، السيرة الذاتية لشوقى الحافلة بالمشاركة فى عدد كبير من المهرجانات المحلية والعالمية، بجانب قربه بسبب عمله كنائب لرزق الله جعلته أكثر دراية بخطة العمل التى وضعها الراحل، والتى بدأ المهرجان تنفيذها خلال الشهور الماضية، حيث تجمع علاقة عمل بين شوقى ورزق الله تصل إلى ٦ سنوات، بدأت عندما كان «شوقي» عام ٢٠١٣ مسئولا عن الجانب الفنى المتعلق باختيار أفلام مهرجان الإسماعيلية وإدارة لجنة المشاهدة، وتم اختيار رزق الله حينها لوضع برنامج العروض حيث تطوع لتلك المهمة لمساعدة إدارة المهرجان، ليعرض عليه بعد ذلك يوسف شريف رزق الله والدكتورة ماجدة واصف العمل معهما فى الدورة الثانية من مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية، والذى كان قد تم إطلاقه فى سبتمبر ٢٠١٢، وكان العمل المطلوب منه تولى مراسلات المهرجان مع الموزعين الدوليين وأصحاب الأفلام، تنظيم لجنة المشاهدة وإدارتها، والإشراف على مسابقة الأفلام الطويلة للمهرجان.
وفى منتصف عامل ٢٠١٥ كلف يوسف شريف رزق الله أحمد شوقى بالإشراف الفنى والإدارى على برنامج ضيف الشرف (السينما اليابانية)، فى فعاليات الدورة الـ ٣٧ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، وملف ندوات الأفلام خلال عروض الدورة.
ومع بداية الدورة ٣٨ أصبح شوقى نائبًا للمدير الفنى للمهرجان، ويوكل إليه من صلاحياته، واستمر هكذا فى الدورات ٣٨ و٣٩ و٤٠، وخلال تلك الفترة كان يتم توكيل شوقى ومن حوله بالقيام بمهام أساسية فى المهرجان بسبب تدهور الحالة الصحية لرزق الله، والذى كان يضع يده فى كل كبيرة وصغيرة داخل المهرجان رغم تعبه الشديد.
وكان شوقى كان قد كتب عبر حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك: سأظل أذكر ما حييت أن الأستاذ يوسف شريف رزق الله هو أكثر شخص تعلمت منه مهنيًا، بينما هو الشخص الوحيد الذى لم يقدم لى وعلى مدار ست سنوات من التواصل شبه اليومى أى نصيحة من أى نوع. لم يعش للحظة دور الحكيم الذى يعلق على تصرفات الآخرين فيقومهم ويسدى لهم النصائح، كان يُقدم لنا الدروس بأكثر الطرق صدقًا: كان يعمل، أراه يفعل الأشياء فأتعلم، يناقش الموضوعات معى مناقشة الزملاء فأتعلم، نتحدث عن الحياة والذكريات وعن الأفلام وصناعها فأتعلم. كل هذا دون لحظة واحدة أشعرنى فيها بأى قدر من الأستاذية المباشرة رغم أنه لو فعلها لما اعترضت أو غضبت.
وأكدت بعض المصادر داخل وزارة الثقافة لـ«البوابة» أنه لا نية لحذف اسم يوسف شريف رزق الله من المهرجان هذا العام، وسيظل اسمه كمدير فنى موجود، ولكن سوف يستكمل مهامه أحد تلاميذه الذين كانوا معه من البداية، لخروج الدورة الجديدة فى موعدها، خاصة أن المهرجان استقبل أكثر من ٥٠٠ فيلم حتى الآن، جارى مشاهدتهم بجانب الأفلام التى تم مخاطبة المهرجانات العالمية لمشاهدتها، وشركات الإنتاج الكبرى لمشاركة تلك الأعمال، وأنه سوف يتم الإعلان عن ذلك القرار خلال أيام معدودة.
