الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" تجيب عن السؤال الصعب.. كيف تدهورت عروض فرقة رضا؟

فرقة رضا
فرقة رضا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«قلب فى الروبابيكيا» أعاد محمود رضا بعد غياب 20 عامًا إلى «فرحانة»!



تستمر «البوابة» فى فتح الملفات الشائكة لفرقة رضا، فى إطار احتفالاتها بمرور 60 عامًا على إنشاء الفرقة الاستعراضية الأهم والأقدم فى العالم العربى والشرق الأوسط. 
وتستعرض «البوابة» ما قدمته الفرقة على مدار تاريخها منذ نشأتها حتى الآن، وكيف تدهور المحتوى منذ زمن الرائد محمود رضا إلى الآن، بعد أن كانت للفرقة مكانتها الرائدة فى الفنون الشعبية المصرية، كما أنها أول فرقة تأخذ على عاتقها رسالة الفن الشعبى المصرى المستوحى من البيئة المصرية. 
فخلال رحلة محمود رضا مع فرقته قدم 5 أعمال مسرحية متكاملة، منها: وفاء النيل، ورنة الخلخال، وعلى بابا والأربعين حرامي، وأخيرًا عرض قلب فى الروبابيكيا، وهو العرض الذى قدمه محمود رضا بعد توقف 20 عامًا. 
وعلى مدار قيادة محمود رضا للفرقة لأكثر من أربعين عامًا، قدم خلالها أروع ما تم استلهامه من البيئة المصرية، حتى كان آخر محطات محمود رضا هو الوادى الجديد، والتى سجل خلالها تراث الوادى الجديد بالفيديو والصور الفوتوغرافية، فاهتمت الفرقة بالشخصيات المستوحاة من البيئة المصرية كبائع العرقسوس، وبائع الروبابيكيا، ومرحلة الاهتمام بالتقاليد والعادات الشعبية المصرية، والاهتمام بالرقصات والألعاب الشعبية بالمحافظات المختلفة واستلهامها، بينما وصلنا إلى مرحلة قدمت الفرقة فيها مسرحية «فرحانة» التى فشلت إدارة الفنون الشعبية فى أن تستكمل ليالى عرضها.


حسين العزبى: هناك محاولات لإعادة إحياء فرق الفنون الشعبية 
محمود رضا كان متخوفًا من التعامل معى.. «قلب فى الروبابيكيا» لقى نجاحًا كبيرًا واستمر لفترة طويلة
تُعد مسرحية «قلب فى الروبابيكيا» هى العرض الذى انتظره الجميع، بعد توقف دام ٢٠ عامًا، عن تقديم عروض جديدة للفرقة، وعُرض فى عام ١٩٩٩ على مسرح البالون، وحقق نجاحًا كبيرًا، وكان بمثابة العودة الكبيرة للفنان محمود رضا، بمشاركة عدد من الأسماء الجديدة معه لأول مرة، وعمل على التأليف الموسيقى منير الوسيمي، وقام بتصميم الديكور الدكتور حسين العزبي، أما تصميم الملابس فكان للفنانة فريدة فهمي، والإضاءة والإخراج والقصة من تأليف محمود رضا. 
تدور أحداث المسرحية فى أربعة فصول فى أحد أحياء الصيادين بمحافظة بورسعيد، حيث يعيش شيخ الصيادين «الحاج رمضان»، مع ابنته «هنية»، والتى تقع فى حب أحد الصيادين «سعد» وقبل إتمام الزواج ذهب سعد إلى رحلة صيد؛ ليقع فى غرام «جنية البحر» التى تبهره بجمالها، ليقفز فى البحر حتى ينقذه الصيادون من الغرق، وبعد عودته إلى الشاطئ يظل سعد مفتونًا بجنية البحر، نسى حبه لهنية، وهو ما جعلها تشعر بتحطم قلبها وتقرر أن تبيع قلبها إلى بائع الروبابيكيا، حتى يقرر «شيخ الصيادين» تزويج ابنته من ابن عمها، وهو ما أفاق عليه «سعد» ليتذكر حبه لهنية، ليتصدم بأنها قامت ببيع قلبها وأصبحت بلا قلب، ويقرر فى أن يتبع بائع الروبابيكيا ليستعيد قلب «هنية»، ومن هنا تبدأ رحلة سعد فى البحث عن قلب حبيبته المُبيع، ليجوب البلدان من الصعيد، إلى البادية، ويصاب سعد بخيبة الأمل بعدما يذهب لشيخ البادية ولم يجده، ليعود منكسرًا بخيبة الأمل، حتى تجده جنية البحر وتحاول أن تأخذه معها، ولكن يحدث صراع بين هنية وجنية البحر حتى ينجح الصيادون فى إنقاذ سعد مرة أخرى، ويطلب يد هنية للزواج من أبيها، لتنتهى القصة بالزواج السعيد وفرحة أهل الحي. 
وعن التجربة، يقول الدكتور حسين العزبي مصمم ديكور العرض، إنه تم ترشيحه للعمل مع محمود رضا لتصميم الديكورات والمناظر الخاصة بالعرض، وإنه قد تسلم مجرد سيناريو للعرض يتضمن الفكرة، وكان مقتصدا جدًا، على خلاف العروض المسرحية التقليدية المتعارف عليها، وكان مطلوبًا تنفيذ ديكورات لتصميم مشاهد عدة، تتناول رحلة سعد التى يقوم بها للبحث عن قلب «هنية» من الصعيد لوجه بحري، وهى تنويعة مختلفة لكل نجوع مصر، وحتى الوصول ودخوله القاهرة. 


قال: «إن محمود رضا قد أمهلنى ٣ شهور للانتهاء من التصميم، فكان لدى الكثير من الوقت، حيث قمت بعمل «ماكيت» وهو عبارة عن نموذج مصغر للمسرح، وعليه الإضاءة الخاصة بكل موقف، فقمت بتصميم أكثر من ٨٠ صورة، ليستقر عليه محمود رضا، والذى كان دائمًا ما يردد: «أنا خايف منك تبوظ التجربة»، بل إنه ظل قلقًا حتى بدأت فى تنفيذ مشاهد المسرحية، وقمت بالفعل فى التنفيذ، لكنه قام بإلغاء بعض الديكورات، وهو ما جعلنى وقتها أشعر بالغضب، لكن بعدما شاهدت العرض، ذهبت إلى محمود رضا وهنأته، وهو ما جعل الفرقة تحترمنى بشدة، خاصة العناصر القديمة بالفرقة، والمساعدين، والذين يفهمون طبيعة محمود رضا، وطريقته فى العمل». واعتمد الفنان حسين العزبى فى تصميم الديكور على إظهار وتوضيح البيئات المصرية المختلفة التى يتعرض لها العمل من صيادين، وفلاحين وبدو وصعايدة، حيث تم نقل المشاهد إلى كل تلك الأماكن دون أن يتحرك أى شيء من مكانه باستثناء عربة بائع الروبابيكيا، وهى الشيء الوحيد الذى كان يتحرك على خشبة المسرح، واستطاع أن ينفذ الديكور ببراعة حتى يتناسب مع حركة الراقصين، وهو الشيء الذى كان متخوفا منه محمود رضا بأن يقوم العزبى بتصميم ديكورات ضخمة لا تتناسب مع حركة الراقصين. 
وفى هذا السياق، يقول العزبي: «إن الفنان محمود رضا كان يعطى وقتًا كبيرًا لكل شيء حتى يتم إنجازه على أكمل وجه ممكن، فهو قامة كبيرة وأستاذ، ويجب تكريمه باعتباره رائد الفن الشعبى فى مصر، فكان يعتبر أن حركة الراقصين هى البطل فى العرض، ولا يريد أى شيء آخر أن يشد اجتذاب الجمهور سوى الرقصات، وهو ما جعله يقوم بإلغاء بعض المشاهد الخاصة بالديكور فى ليلة «العامة» قبل العرض بيوم، ولاقت المسرحية وقتها نجاحًا كبيرًا، واستمر عرض البرنامج لعدة مواسم، فالعمل مع فرق الرقص هو بمثابة السهل الممتنع، خاصة أن محمود رضا شخص استثنائى والعمل معه ممتع للغاية، فقد أعطانى وقتا كبيرا للمعايشة، خاصة البيئة التى يتم الاستلهام منها، كما ساهمت دراساتى السابقة بشكل كبير فى رسم المناظر الخاصة بالديكورات، لا سيما المتعلقة بالمأثور الشعبي، والحفاظ على الهوية المصرية، فشعرت بأننى وأنا أرسم لوحات ومناظر المشاهد بأننى أحد الراقصين بالفرقة، فكنت أرسم وأنا أرقص، وأشعر بانسياب فى الحركة». 
وأضاف العزبى قائلًا: «إن محمود رضا لم يكن مجرد راقص أو مصمم رقصات فكان سابقا عصره، فهو مولع بالتصوير الفوتوغرافى، ويحث الجميع على البحث فى الموروث الثقافى قبل البدء بالعمل، ولهذا توفر للعرض كل الإمكانيات الفنية، فكان رضا يترك الوقت والفرصة للجميع للإبداع». 
وأضاف العزبي: «إن هناك محاولات يقوم بها الدكتور عادل عبده فى إحياء فرقة رضا والفرقة القومية، عن طريق ضخ دماء جديدة، وهى محاولات محمودة، ولكن يجب عودة مدارس الرقص التى كانت تابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية، والبحث عن آليات لضخ شباب الرقصين الجدد لتلك الفرق، سواء فرقة رضا أو الفرقة القومية، وأعتقد أن الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لها رغبة قوية فى إصلاح الوضع القائم، وأنها لن تتأخر عن تقديم كل الدعم لتلك الفرق والنهوض بها». 
واختتم العزبى بأنه كان أحد المهووسين بفرقة رضا، حيث إن معرضه الأخير كان مستوحى كله من أعمال فرقة رضا، كما أتمنى أن يكون معرضى الأخير عن محمود رضا، وأتمنى أن يحضر ويفتتح المعرض بنفسه». 

أما «أوبريت فرحانة»، والذى قدمته الفرقة فى افتتاح مسرح عبدالوهاب فى سبتمبر ٢٠١٨، وعرض غنائى استعراضى كوميدى من إنتاج فرقه رضا، تأليف وأشعار محمد الصواف، إخراج حسام الدين صلاح، وقام ببطولته الفنان أحمد سلامة، ونخبة كبيرة من شباب فرقة رضا، لم يكن على مستوى العروض التى قدمتها فرقة رضا من قبل، بل إنه لم يستطع استكمال موسم واحد، وعرض لمدة ١٧ يومًا فقط، على مسرح عبدالوهاب بالإسكندرية، وكان من المفترض أن يكون هذا العمل هو العودة من جديد لفرقة رضا بعد تقديمها عرض «قلب فى الروبابيكيا»، وعلى الرغم من أن التيمة الأساسية للعرض هى استعراض الأفراح الشعبية بالمحافظات المصرية، لكنه لم يكن على مستوى العروض التى قدمتها فرقة رضا من قبل. 



«فرحانة» لم يكمل موسمه المسرحى.. ومخرج العرض: متشابه مع «قلب فى الروبابيكيا»
حسام الدين صلاح: واجهنا صعوبات عديدة منها عزوف العازفين عن المشاركة فى العرض
قال المخرج حسام الدين صلاح، مخرج عرض «فرحانة»، علمت أن هناك تشابها بين «أوبريت فرحانة» وبين العرض المسرحى «قلب فى الروبابيكيا» لمحمود رضا، وكان الغرض من العرض هو تجديد نشاط الفرقة، واكتشاف مصممى رقصات جدد، وعمل استعراضات جديدة لفرقة رضا، وفقا لتعليمات الدكتور عادل عبده، رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية
وتابع صلاح، أن العرض قد واجه العديد من الإشكاليات، والتى كان على رأسها عزوف العازفين بالفرقة عن المشاركة فى العرض، لأن متطلبات العرض كانت تريد العزف «لايف» وهو ما استحال تحقيقه، مع أعضاء الفرقة، وقائد الأوركسترا والذين رفضوا المشاركة، لأسباب منها ضعف الأجر، وبدل الانتقال، والعرض فى مدينة الإسكندرية، بعيدًا عن القاهرة وارتباط العازفين بأعمال أخرى فى الموسم الصيفي، وهو الشيء الذى قام بعمله الدكتور عادل عبده، وأصر على وجود عازفين ورفض فكرة التسجيل، وقام بالاستعانة بعازفين من الخارج». 
أما عن سبب توقف العرض بعد ١٨ ليلة عرض وعدم استكمال موسمه المسرحي، هو واقعة طلوع المطرب الشعبى أحمد شيبه إلى خشبة المسرح وقيامه بالغناء، دون أن يكون من أحد أعضاء العرض، -على سبيل تحية زملائه المغنين- وهو ما رأته الإدارة بأنه مخالف لتقاليد العرض المسرحي، ما أدى لتوقفه». 
كما أشار مخرج عرض «فرحانة» إلى أنه تم اكتشاف خلل بخشبة مسرح محمد عبدالوهاب، رغم التكاليف المادية الباهظة التى صرفت على تجديده، حيث فوجئنا فى رابع ليالى العرض بوجود أثار أقدام الراقصين على خشبة المسرح، وهذا فيما يُعد بمثابة وجود عيوب فى الخشبة، وكان من المفترض عدم تسلم المسرح، على هذا النحو، بالإضافة إلى قلة عدد العمالة الفنية بالمسرح، والأجهزة الخاصة بالصوت، كما أن مدير المسرح يفتقر إلى الإمكانيات الفنية التى تؤهله لإدارة هذا الصرح الذى له تاريخ طويل.


على الجندي مؤسس «الإسكندرية للفنون الشعبية»: فرقة «رضا» صفحة فى كتاب المأساة.. وما حدث مع محمود رضا وفريدة فهمى جريمة
غياب مشروع قومى ينظر إلى الفنون الشعبية باعتبارها قضية قومية ووطنية
للفنان القدير على الجندى، رئيس ومؤسس فرقة الإسكندرية للفنون الشعبية، المفوض العام للإدارة المركزية لقطاع الفنون الشعبية بوزارة الثقافة بالإسكندرية، صولات وجولات، وأحد أهم الأسماء الساطعة فى سماء الفنون الشعبية فى مصر.
فـ«الجندي» حاصل على جائزة الدولة عام ٨٧، ووسام الامتياز من الطبقة الأولى من رئيس الجمهورية عام ٨١، والعديد من الجوائز العالمية فى مجال الفنون الشعبية، كانت بداية علاقته بفرقة محمود رضا مع فيلم «أجازة نصف السنة»، وربطته بالفنان محمود رضا علاقة وطيدة، إن محمود رضا هو رائد ومؤسس فن الرقص الشعبى المسرحى فى مصر، ويرجع له الفضل بإنشاء هذا الفن الاستثنائي، منذ إنشاء الفرقة فى عام ١٩٥٩
استطلعنا رأى الجندي، حول مستوى فرقة رضا فى هذه المرحلة، فقال فى تصريحات خاصة لـ «البوابة»: إن دور محمود رضا فى الفن الشعبى لا يقل أهمية عن دور سيد درويش فى الموسيقى المصرية، وللأسف الدولة بعد ذلك لم تقدر هذا الدور الريادى لمحمود رضا وتحمى تراثه، ولم توفه حقه، على الرغم من ترشحه لجائزة مبارك وجائزة النيل مرتين من قبل نقابة المهن التمثيلية، وهى الصوت الشرعى للفنانين المصريين، وهو ما يعطى مؤشرًا تجاه النظرة التى ينظر بها «المجلس الأعلى للثقافة» لفنونه الوطنية والفن الشعبى المصرى والقائمين عليه فى مصر، ففى عصر الرئيس جمال عبدالناصر، كان يتم اختيار فرقة رضا وأم كلثوم، لكى يمثلا مصر أمام الملوك ورؤساء الدول، لنعرف كيف كان يتم تقييم وتقدير الدولة للفن الشعبي، بل إنه قد قام بمنح محمود رضا وعلى رضا والفنانة فريدة فهمى والموسيقار على إسماعيل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى
وأكد الجندي أنه ليس صحيحًا ما يُشاع حول أن فرقة رضا قد قُضى عليها منذ قرار انضمام الفرقة للدولة فى عام ١٩٦١، بل على العكس، حيث إن فرقة رضا كانت فى بداياتها، وانضمامها للدولة فى ظل عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر استطاعت أن تحقق ازدهارًا كبيرًا من حيث زيادة أعداد الراقصين، والعازفين، والسفر للخارج، كما شهدت فترة الستينيات ازدهارا كبيرًا فى الارتقاء بالفن الشعبي، وكانت هناك إرادة سياسية واهتمام حقيقى بالفنون الشعبية، ووفرت الدولة للفرقة كل الإمكانيات التى كانت تفتقر إليها، حيث وصل عدد الراقصين فيها إلى ما يقرب من ثمانين راقصًا، ووصل أعضاء الفرقة الموسيقية إلى ما يقرب من ١٠٠ عازف وكورال، كما عملت الفرقة على تطوير برنامجها واستطاع محمود رضا أن يقدم أعمال الفرقة الضخمة بدعم من الدولة، مثل رنة خلخال، والسد العالى وعلى بابا والأربعين حرامي،... إلخ».
وتساءل «الجندي» حول الوضع الذى آل إليه حال فرقة رضا الآن، وأرجع هذا التراجع إلى عدم وجود إرادة حقيقية فى التغيير والنهوض بالفن الشعبى المصرى حيث قال: «إن ما تُعانيه فرقة رضا ليس وليد اليوم، إنما هو نتاج تراكم الإهمال، وأن ملف «فرقة رضا» ليس إلا صفحة فى كتاب المأساة التى يعانى منها قطاع الفنون الشعبية ككل، والذى بدأ من محاولات تنحية محمود رضا عن قيادة الفرقة وريادتها، وأن ما حدث معه ومع الفنانة فريدة فهمى جريمة بكل المقاييس، كما أن عدم وجود مشروع دال للثقافة المصرية يقتضى به من يتولون الإدارة الثقافية من وزراء أو رؤساء قطاعات، فعدم وجود مشروع قومى ينظر إلى الفنون الشعبية باعتبارها قضية قومية ووطنية، لن يستقيم الوضع! وللعلم أنه قد صدر القرار الوزارى رقم ٢١٢ لسنة ٢٠١٢ بتشكيل مجلس إدارة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، وكان من بين أعضائه معى الدكتورة إيناس عبدالدايم، والدكتور مجدى صابر، والدكتور حسن حماد، والدكتور عاطف إمام، على سبيل الذكر، لكن هذا القرار لم يفعل، وهو قرار وزير ثقافة، ولم يدع للاجتماع مرة واحدة منذ صدوره وحتى اليوم، رغم تنبيهنا إلى أهمية تفعيل هذا القرار، إلا أنه لم يتحرك أحد فى هذا الاتجاه، وظل القرار حبيس الأدراج، وتم طمسه».
كما تساءل الجندى أيضًا قائلًا: «ووسط كل هذا أين دور المجلس الأعلى للثقافة؟ والذى من شأنه رسم السياسات الثقافية، لتوطيد أركان الثقافة المصرية، فأصبح دوره يقتصر على جوائز الدولة وبعض المؤتمرات والندوات؟ كما تساءل أين الهيئة العامة لقصور الثقافة، وهى أكبر جهاز للثقافة فى مصر، وأخطره.. ودور الجماهير الحقيقى بها، ورأيهم فيما يتم تقديمه من سياسات ثقافية باتساع المساحة الجغرافية المصرية، ووفقا لاحتياجات تلك الجماهير؟ باختصار الإشكالية لا تتعلق بفرقة رضا فحسب، إنما بالمنظومة الثقافية بوجه عام». 
وعن الحلول التى يراها «الجندي» بشأن الارتقاء بالفن الشعبى المصرى أوضح قائلا: «إن الإشكالية الكبرى لا تكمن فى عمل تصميمات جديدة لفرقة رضا، فقد ترك محمود رضا إرثًا من الرقصات خلده على مدار أربعين عامًا، ولا بد أن يقتصر دور فرقة رضا على تقديم أعمال محمود رضا مع تغيير البرنامج، كل فترة، ولن يؤتى أى مشروع ثماره فى مجال الفن الشعبى المصرى إلا عن طريق إنشاء مشروع يعتمد على البحث الميداني، عن طريق الاستعانة بالهيئات والمؤسسات الثقافية المصرية، لإنقاذ ما تبقى لدينا من موروث، حيث إننا لدينا من الفنون شعبية الكثير والكثير، ولكى نستعيد ما تم طمسه والتشويش عليه ودفنه من التراث الشعبى المصري، والعمل على إعادته والحفاظ عليه، وإننى أرى أن هذه المهمة الأولى الرئيسة التى يجب أن يلتف حولها كل العاملين بجمع التراث المصرى وتقديمه من خلال فرقه، وذلك فى مواجهة ما قضت عليه التكنولوجيا الحديثة، حيث إنه من الصعب الآن أن تجد الألعاب الشعبية أو الرقص الشعبى فى بيئته الطبيعية، ويجب أن يتم البحث الآن من خلال دراسات الدكتوراه والجمع الميدانى والبحوث التى قام بها المهتمون بالثقافة الشعبية الوطنية فى الفترات السابقة.