الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

تصريحات رئيس وزراء باكستان تكشف الوجه الآخر للاستخبارات الأمريكية

 رئيس الوزراء الباكستاني،
رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، عن الوجه الآخر للاستخبارات الأمريكية، التي تدعي معرفتها بأسرار العالم، وتنسب لنفسها قدراته خارقة للعادة، لم يظهر عليها أي دليل منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 الشهير، على برجي مركز التجارة العالمي في قلب الولايات المتحدة الأمريكية.
الفشل الذي طارد مسئولي أجهزة الأمن الأمريكية، لم يقف عند عدم توقع كارثة الهجوم الإرهابي الذي تبناه آنذاك تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، وإنما امتد لنحو عشر سنوات كاملة، سعت فيها واشنطن إلى الوصول لـ"بن لادن"، والانتقام منه، دون فائدة.
وبحلول عام 2011 أعلنت أمريكا بشكل مفاجئ تصفية أسامة بن لادن بعد أن تمكنت من تحديد مكانه، لكنها من أجل أن تحافظ على هيبتها أمام العالم لم تكشف عن الطريقة التي توصلت بها لمكان زعيم القاعدة، حتى توحي للعالم بأنها فعلت ذلك اعتمادا على قدراتها وحدها.
كان الاعتقاد السائد لدى الجميع، هو أن جهود الولايات المتحدة الأمريكية، وإن طالت، فإنها نجحت تماما في الإجهاز على عدوها الأخطر في الألفية الثالثة، لكن الساعات القليلة الماضية، كشفت زيف هذا الاعتقاد تماما، بعد أن أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، عبر حديث لقناة فوكس نيوز الأمريكية، أن مخابرات بلاده مدّت نظيرتها الأمريكية "CIA" بمعلومات مكنتها من الوصول إلى أسامة بن لادن وتصفيته!
المعلومات التي أعلنها عمران خان، كشفت بجلاء عن عدم جدية الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم القاعدة، بل وعدم قدرتها على حسم هذه المواجهة التي امتدت لأكثر من عشر سنوات، وهو ما يشير إلى العديد من التساؤلات حول أسباب الحرب الأمريكية في أفغانستان، ونتائجها، طالما أنها لم تكن في النهاية السبب في كشف مكان بن لادن وتصفيته، كما يطرح ما كشفه رئيس الوزراء الباكستاني، سؤالا أكثر خطورة، حول قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وهل ستبقى في مطاردته سنوات طويلة أخرى، انتظارا لمصادفة تقودها إليها معلومات ترد من مخابرات إحدى الدول الصديقة لأمريكا؟!
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أكد في مقابلته مع قناة "فوكس نيوز"، أن الاستخبارات الباكستانية، قدمت لنظيرتها الأمريكية المعلومات، التي سمحت لها بالعثور على قائد تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.
هذه التصريحات كشفت أيضا عن كذب مسئولي باكستان، الذين كانوا ينفون تماما أي علم لهم بمكان وجود أسامة بن لادن، حتى تمت تصفيته، في مطلع شهر مايو 201، داخل مخبئه في أبوت أباد، شمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد.
وقال الدكتور طه علي الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن المخابرات الأمريكية اعتادت على إضفاء هالة زائدة من القوة على قدراتها، بهدف تخويف العالم، من المواجهات المحتملة معها، في ظل التشابك والتضارب المعتادين في المصالح بين الدول.
وأضاف في تصريح لـ"البوابة"، أن الولايات المتحدة أثبتت فشلها أكثر من مرة، على الصعيد الاستخباراتي، مشيرا إلى أن الخبراء يطرحون منذ فترة، التساؤلات حول مستقبل الصراع بين واشنطن، وزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، في ظل ما عرف عن الولايات المتحدة من تهويل في قدراتها الاستخباراتية.
وقال الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: "رغم ما تتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية، من قدرات تقنية عالية، لا يمكن إنكارها، فإنها تعاني من غطرسة القوة، وهو ما يمنعها من تحقيق الاستفادة المثلى بالإمكانات المتوفرة لديها، تاركة ثغرات تمكن الآخرين من النفاذ عبرها، وتوجيه ضربات استخباراتية لها، بحجب معلومات مهمة، تصل إليها استخبارات دول أخرى لإدراكها طبيعة الإمكانات الحقيقية التي تتمتع بها، واعتمادها على العنصر البشري، الذي يعد أكثر العناصر فعالية في مجال جلب المعلومات".
وشكك طه في قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى أبو بكر البغدادي بمفردها، ودون مساعدة من دول صديقة، كما جرى في قضية "بن لادن"، مؤكدا أن وجهة النظر المصرية، التي دعت أكثر من مرة إلى تعاون معلوماتي عالمي، لوأد الإرهاب، هي الأكثر صحة، والتي يحتاج العالم كله لتبنيها حاليا، قبل أن يواجه موجة إرهابية جديدة قد تكون أشد عنفا من سابقتها.