الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سمر سعيد: الروتين "خنق" فرقة رضا وقتل روح الفنانين

فرقة رضا
فرقة رضا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت الدكتورة سمر سعيد، أستاذ الرقص الشعبى بالمعهد العالى للفنون الشعبية، وعضو المكتب الفنى بفرقة رضا، أن الفرقة استطاعت فى بدايتها تحقيق نجاح باهر، وأن تكون معبرة بشكل كبير عن التراث والموروث الثقافى المصري، من خلال جيل الرواد للفرقة، وحتى نهاية فترة رئاسة محمود رضا لها، والتى قدمت خلالها أعظم التابلوهات والاستعراضات الفنية، ولكن الجيل الجديد من الفرقة، للأسف لم يعرف الكثير عن الفرقة ولا عن تاريخها، سوى الاسم فقط، رغم أن الحركات والتدريبات الخاصة بالفنان محمود رضا ما زالت تدرس حتى الآن، وجميع أعضاء الفرقة الحاليين يحفظونها ويؤدونها. 
وتابعت سعيد: "على سبيل المثال الرقصة النوبية التى قدمها الفنان محمود رضا، كانت مبهرة، ولكن لم تستطع الأجيال المتلاحقة فى الفرقة تطويرها، أو تقديم شكل آخر للرقصة، علمًا بأن النوبة مليئة بالموروث الثقافى، كما أن هناك تطورات كبيرة حدثت فى المجتمع وعلى المصممين العودة للمجتمع والبيئة لاستلهام العديد من الرقصات، والتى تعود بالنفع على الفرقة".
وعما إذا كان هناك فرق فى تحول الفرقة من فرقة خاصة إلى فرقة تابعة للدولة، قالت: "فى الحقيقة أن الفترة التى كان فيها محمود رضا رئيسًا للفرقة، لم يكن هناك أى مشاكل، بل على العكس حتى اللحظات الأخيرة كان محمود رضا يقدم رقصات جديدة، أما الآن فأصبح الوضع مختلفًا فتحول هدف الفرقة من الفن لأجل الفن، لتحول الفنان بداخل الفرقة إلى مجرد موظف، وبالتالى تم قتل الفنان الذى بداخله، حيث إن الوظيفة تقتل الإبداع مع مرور الوقت، وتحولت إلى مجرد روتين، واقتصر الأمر على التوقيع فى سجلات الحضور والانصراف، حيث أصبح أكثر من نصف أعضاء الفرقة إداريين".
وأكملت: "الروتين عمل على «خنق» الفرقة وقتل الفنان، فعلى سبيل المثال، إذا كان يتم مناقشة بند الملابس، فنجد أننا أمام قائمة من الروتين والميزانية والبند وعدم سماح البند بتجديد الملابس، فيجد الفنان نفسه أمام قائمة مطولة من الروتين والعراقيل التى تعوقه عن استكمال إبداعه وفنه، خاصة أن فرقة رضا تتميز بأسلوب مختلف عن باقى الفرق الأخرى".

وأشارت «سعيد» إلى أن هناك بعض المحاولات التى يقوم بها البيت الفنى للفنون الشعبية، وهى جميعها مبادرات محمودة، ولكن يغيب عنها وجود الاستراتيجية والرؤية الواضحة، والخطة الزمنية، وطرق التنفيذ، فعلى سبيل المثال، فكرة ضخ دماء جديدة لفرقة رضا، والتى تمثلت فى عرض «فرحانة»، الذى عرض فى افتتاح مسرح محمد عبدالوهاب بالإسكندرية، لم يكن فى الحقيقة على المستوى المطلوب، والمعروف عن فرقة رضا لا سيما أنه تمت الاستعانة بعناصر جديدة للفرقة، كما أن اختيار العناصر التى تقود الفرقة فى الفترات المتعاقبة، لم ترق للمستوى المطلوب، والتى تعانى غياب الرؤية، حيث كان الروتين هو الغالب على هؤلاء المديرين، وكان عامل اختيارهم وفقًا للأقدمية أو على حسب الهوى، أو وفقًا للقواعد الفنية التى تحكمها، بغض النظر عن مدى صلاحيته لقيادة تلك الفرقة العظيمة، أو يكون ملمًا بكل ما يتعلق بالفرقة وتاريخها، والتى تحتاج إلى شخص يمسك بيدها لتخرج من تلك الكبوة. 
وأشارت إلى أن الراقصين الحاليين لم يخرج منهم من يستطيع استكمال مسيرة الرواد، وعدم ضخ دماء جديدة للفرقة، واقتصار الأدوار الرئيسية للراقصين القدامى، بمعنى أدق احتكار الرقصات المتميزة للفرقة على الراقصين الذى لهم عدد سنوات كثيرة، فمن الصعب أن نجد راقصة جديدة تأخذ دورًا فى الرقصات المهمة للفرقة، مهما كانت متميزة أو راقصة ماهرة، كما أن الراقصين الجدد لا يتاح لهم السفر للخارج.. إلخ. وهنا يجب التنويه على ضرورة أخذ رأى المتخصصين والاستعانة بهم سواء من داخل وزارة الثقافة، أو أكاديمية الفنون لا سيما معهد الفنون الشعبية.