الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"أحمد التوني".. ساقي الأرواح وسلطان المنشدين

أحمد التوني
أحمد التوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحتفي أبناء الطرق الصوفية في صعيد مصر، اليوم الثلاثاء، الموافق الـ23 من يوليو لعام 2019، بالذكرى الـ 102، على ميلاد أحد أعلام الإنشاد والمديح في مصر والعالم الإسلامي الشيخ أحمد التوني.
ولد أحمد التوني سليمان الشيخ، الذي ينتهي نسبه إلى عائلة الشيخ الأشراف، في عام 1922 على أرجح الأقوال، حيث لم يكن هنالك تسجيل للمواليد في حينه، بقرية الحوتكة مركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ورحل عن عالمنا في عام 2014 عن عمر ناهز الـ97، وخلال تلك الفترة خدم الشيخ آل البيت والمحبين.
يلقبه الصوفية بألقاب لا يمكن حصرها، فقد عاش موحد الفرقاء وجامع قلوب الطرق حسبما يعرفونه، بـ "ساقي الأرواح"، "سلطان المنشدين"،" حبيب المجاذيب"، حيث استطاع بتفرده وبفضل أدائه أن ينقل الغناء الصوفي من المحلية إلى العالمية، ودعيا للمشاركة في العديد من المهرجانات الموسيقية الروحية في الخارج.
يلخص "التوني" الموسيقى بقوله: "تجلب الجمهور، وتقرب المعنى، وتطرب النفس، وترقق المشاعر، تؤدي لأن يسود سهرات الإنشاد الصوفي نوع من الصفاء والحب، والإبداع والتشويق". هدف سلطان المنشدين من خلال رحلته في الإنشاد والموسيقى الروحية إيصال رسالة التصوف الإسلامي إلى العالم كله، وكان يؤمن بأن التصوف صالح لجميع الأديان وليس حكرًا على المسلمين وحدهم.
ركز الشيخ إنشاده على الكلام، لا على الألحان حيث تكون الألحان مجرد خلفية مرافقة، وهو ينشد بشكل فطري قائم بصورة أساسية على الارتجال مما يحفظه من أشعار كبار أئمة التصوف، ومنهم: "أبو العزايم وابن الفارض والحلاج.. ويتبع الشيخ تختًا موسيقيًا شرقيًا بسيطًا مؤلفًا من "الرق والناي والكمان.." يعزفون وراءه وفقًا لما يفيض على شيخهم من تجليات شعرًا وتنويعًا بين المقامات الموسيقية، وقد يتولى بنفسه ضبط الإيقاع من خلال النقر بمسبحةٍ على كأس زجاجي، وبهذا يعود الشيخ "أحمد التوني" إلى طريقته الأصلية في الإنشاد التي بدأها الشيخ السبعيني قبل حوالي الستين عامًا.
يقدم الشيخ التراث القديم كما هو كما جاء على ألسنة الأولياء والعارفين بالله والسالكين في مدارجهم ومنهم: "البدوى، الرفاعي، الدسوقي، والجيلاني، وغيرهم من أهل الله. ويقول عن الموالد: "ما زال مولد السيد البدوي بمدينة "طنطا" شمالي "مصر" المولد الوحيد الذي يحافظ على تقاليده الأًصلية لا سيما "الدورة" وهي نوع من الحركات تتبع في الحضرات الصوفية".
كان الشيخ ينشد مرتجلًا من دون مرافقة الألحان إلى أن أدرك أهمية استخدام الموسيقا في نشر رسالة التصوف التي يحملها والتي بلغت عبر صوته مسارح "باريس، عموم أوروبا والولايات المتحدة، البرازيل، الأرجنتين، وسائر دول الشمال الإفريقي، وسوريا".
يقول حفيده أحمد التوني لـ"البوابة نيوز": "جدي متعدد الأداءات، صاحب أسلوب متفرد، جمع الفرقاء، ووحد الصوفية على فنٍ واحد، بصوته الذي يجذب القلوب والأسماع، يستمتع به المريدين حيًا وميتا، فلا يمكن لذكرى أو مولدٍ يمر دون سماع إنشاده، الجميع هنا من تلاميذه ولا يمكن لتلميذ أن يعلو مقام أستاذه".
ويضيف: "عاش جدي طويلًا، فقد ولد في زمن لا تسجل فيه المواليد، لذا قام بالتسجيل بعدها بفترة، ولا يذكر له تاريخ ميلادٍ صحيح، إلا أنه كما حكى لنا أنه صاحب الـ97 من الأعوام في عام رحيله 2014"، موضحًا أن إحياء ذكراه تتمثل في استماع المريدين من محبي الصوفية جميعًا للسلطان التوني في حضرته، من خلال مولد واحتفال كبير ومنصة عليها كبار المنشدين والقارئين.
ويختتم: "جميعنا أجيال التوني ومدرسته المدرسة الأولى في الإنشاد الديني التي جمع فيها بين جيلين، فهو الخالد الذي لا يرحل من قلوب محبيه، تعلمت منه، فسقى روحي وأشبعها، فهو الوالد والمربي".