الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

محاكمة عاجلة لمدير مستشفى بلطيم المركزي و29 طبيبًا.. التحقيقات: الأطباء غادروا.. وأحدهم أجرى عملية قيصرية بواسطة "كشاف تليفون محمول".. والمدير كان على علم بعطل مولّد الكهرباء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أمرت النيابة الإدارية، بإحالة ثلاثين من العاملين بمستشفى بلطيم المركزي، للمحاكمة العاجلة، وهم: مدير المستشفى، مسئول الصيانة، ٢٠ طبيبًا، ٤ أطباء أسنان، و٤ صيادلة، على خلفية الإهمال الجسيم فى أداء واجباتهم حيال انقطاع التيار الكهربائى عن وحدة الغسيل الكلوي، مما عرض حياة المرضى المترددين على الوحدة للخطر الجسيم، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا جميعًا بمغادرة مقر عملهم فى ذلك اليوم، تاركين طاقم التمريض بمفرده للتعامل مع الوضع الذى كان يشكل خطورة بالغة على أرواح المرضى.
وحصلت «البوابة» على نص التحقيقات مع المتهمين فى القضية رقم ١٥٧ لسنة ٢٠١٨، والتى تمت بمعرفة المستشار محمد الشافعي، وكيل النيابة، تحت إشراف المستشار محمد صبحي، مدير النيابة، بناءً على اتصال تليفونى عاجل من التفتيش المالى والإدارى بمديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ، يوم ٣١ مارس ٢٠١٨، المتضمن انقطاع التيار الكهربائى عن وحدة الغسيل الكلوى بمستشفى بلطيم المركزي.
وتبين من معاينة النيابة أن وحدة الغسيل الكلوى بها عدد كبير من المرضى يقومون بعملية الغسيل عن طريق تشغيل مولد كهربائي، نظرًا لانقطاع التيار الكهربائى عن المستشفى بالكامل، ومغادرة كل المتهمين للمستشفى.
وبسؤال المفتش المالى والإدارى بمديرية الشئون الصحية بكفر الشيخ، قالت إن بعض المرضى الذين يقومون بإجراء عملية الغسيل الكلوى بوحدة الكلى الصناعى بمستشفى بلطيم المركزي، اتصلوا بها يستغيثون بانقطاع التيار الكهربى بالمستشفى حال إجرائهم العملية وعلى الفور قام بإبلاغ النيابة.
وبسؤال جميع العاملين بالمستشفى، أكدوا أن التيار الكهربائى انقطع عن المستشفى لمدة ٥ ساعات، ولا يجوز انقطاعه بأى شكل لتشكيله خطورة على حياة المرضى، وأن شركة الكهرباء أبلغتهم بانقطاع الكهرباء قبلها بمدة كافية، وفى العادة عندما يتم فصل التيار «أتوماتيكي»، يتم تشغيل مولد كهربائي، ولكن هذا لم يحدث، وتقاعس المختصين بالمستشفى عن توفير البديل وتوفير بطاريات أخري، منعا لتعرض المرضى وحياتهم للخطر.
وأكدوا أن مدير المستشفى كان على علم بانقطاع التيار، حيث قام بالتأشير على الإشارة الواردة من الوحدة المحلية ببلطيم، وحيث تقاعس المتهم الثانى مسئول الصيانة عن اتخاذ إجراءات توفير ديزل مولد كهرباء للمستشفى.
وبسؤال المتهم الأول مدير مستشفى بلطيم المركزي، أنكر ما هو منسوب إليه، وأضاف أنه أبلغ بانقطاع التيار الكهربائى قبل انقطاعه بساعة تقريبا، وأنه قام بإبلاغ مسئول الصيانة وتم الاستعانة ببطارية أحد المواطنين، وتم تشغيله بعدها بساعة ولم يتضرر أحد من المرضى من انقطاع التيار الكهربائي، وقال إن انصراف الأطباء عن المستشفى كان فى المواعيد المقررة، وأنه قام بإعداد مذكرة حيال مسئول الصيانة وإحالته للتحقيق.
وبسؤال المتهم الثانى مسئول الصيانة، اعترف بما هو منسوب إليه، وأكد أن الديزل الموجود بالمستشفى كان معطلا بسبب هلاك البطارية الموجودة به، حيث توجد بطاريتان إحداهما معطلة والأخرى صالحة، إلا أنها لم تقم بتشغيله، وأنه لم يقم بأى إجراء لطلب بطارية بديلة للمتهالكة لأن البطارية كانت صالحة إلا أنها عطلت فجأة فى ذلك اليوم.
وبسؤاله عما إذا كان مدير المستشفى على علم بالعطل الخاص بديزل مولد الكهرباء؛ حيث إن ذلك ترتب عليه عدم اتخاذه الإجراءات حيال إصلاح الديزل وإهماله فى الإشراف والمتابعة على أعمال مسئول الصيانة، ما كان من شأنه تعريض حياة المرضى للخطر، إذ إنه لا يجوز انقطاع الكهرباء عن وحدة الغسيل الكلوى دقيقة واحدة، إذ إن عملية الغسيل تتم عن طريق أجهزة تقوم بغسيل دم المريض عن طريق سحبه فى الجهاز بواسطة خراطيم ثم تقوم بإعادته مرة أخرى له، وحال انقطاع التيار الكهربائى توقف الجهاز، وتم إرجاع الدم يدويا بمعرفة مشرفات التمريض لولا جهودهم لحدثت وفيات، كما أن الساعات المقررة للغسيل فى الفترة الصباحية هى من الساعة السابعة والنصف صباحا حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، وهذا الانقطاع أدى إلى نقص عدد الساعات المقررة للغسيل بمقدار ساعة ونصف تقريبا، إذ أن إنقاص عدد ساعات الغسيل يؤدى إلى أضرار بالغة على المريض.
وبسؤال رئيس التمريض بمستشفى بلطيم المركزي، قالت إن أقسام المستشفى كالحضانات، والتى كان يوجد بها ثلاث حالات من الأطفال كان يعانى أحدهم من وجود صفراء ومسلط عليه الأضواء كعلاج له، ثم تم فتح الشبابيك أثناء انقطاع التيار الكهربائي، رغم عدم وجوب ذلك، فضلا عن قسم العمليات والتى أجرى فيه عملية قيصرية لإحدى السيدات بواسطة كشاف تليفون محمول وتم إثبات ذلك بدفتر الأحوال.
وبسؤال المتهمين من الثالث وحتى الثلاثين، اعترفوا جميعا بما هو منسوب إليهم ومغادرتهم المستشفى حال انقطاع التيار الكهربائى وقبل انتهاء مواعيد العمل المقررة قانونا.
كما كشفت التحقيقات، عدم وجود طبيب متخصص بوحدة الغسيل الكلوى لكى يتخذ اللازم حيال نقص عدد ساعات الغسيل للمرضى، والتقرير نحو عرضهم على مستشفى آخر لاستكمال العلاج، وعدم اتخاذ مدير المستشفى- المتهم الأول- الإجراءات حيال توفير طبيب مختص بوحدة الغسيل الكلوى بمستشفى بلطيم المركزى، حال إبلاغ إحدى الطبيبات بإجازة مرضى فى ٢٢ مارس ٢٠١٨، وهو ما ترتب عليه خلو الوحدة من طبيب مختص يوم الواقعة الماثلة.
وأظهرت تحقيقات النيابة الإدارية أن مدير المستشفى ومعه كل المتهمين، غادروا مقر عملهم دون إذن أو مبرر قانونى فى يوم انقطاع التيار الكهربائى ٣١ مارس ٢٠١٨، تاركين المستشفى رغم خطورة الوضع على حياة المرضى. 
وبناءً عليه، واجهت النيابة المتهمين بما نسب إليهم من اتهامات، وبعرض الأوراق على فرع الدعوى التأديبية بطنطا، أعدت المستشارة علياء الحلاج عضو الفرع، مذكرة بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة.