قال الكاتب سمير الفيل: منذ بدأت الكتابة ولدي ولع بالواقعية، فقد عملت منذ طفولتى فى مهن مختلفة، داخل ورش الموبيليا أو دكاكين الأحذية، وتأملت العلاقات الإنسانية المتأزمة، فقد كانت الوقائع تحدث أمامى مباشرة بلا خفاء.
وأَضاف الفيل: تحمل ذاكرتى أسرارا كثيرة، ولدى حدس بما تحمله الأنفس الحائرة من دلائل حيرة وتعب وشعور بالأسى؛ فكل الأفراح مؤجلة لزمن آت، لا يعرف أحد توقيته بشكل صحيح.
وأوضح أنه فى الحارة الدمياطية تغلب علاقات العمل على أى علاقات أخرى وتهمشها، والحياة مليئة بالمآسى التى يتعرض لها الرجل والمرأة على حد سواء، وتلك هي قماشة السرد التى أعمل عليها بدأب وإخلاص منذ بدأت كتابة القصة القصيرة سنة ١٩٧٤، فقد كنت فى بداية الأمر شاعرا، من خلال قصة «فى البدء كانت طيبة» ونشرتها مجلة «صباح الخير» عن طريق المحررة "زينب صادق".
وتابع الفيل: بعدها تعرفت على لطيفة الزيات وزرت بيتها فى الدقي، وعرفت أنها كاتبة منحازة للوطن، ثم تعرفت على صبرى موسى وبقيت مشدوها لروايته العبقرية «فساد الأمكنة»، وكلاهما من مدينة دمياط، لكن عبدالحكيم قاسم ابن الغربية، أسرنى بروايته «أيام الإنسان السبعة»، وكان يكتب كصوفى متبتل، وكل هؤلاء تعاملوا مع الواقع بطريقتهم، ومنهم استفدت جدا فى أن يكون لى واقعى الخاص الذى أشكله عبر عجينة السرد الطرية.