الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

منتج فيلم "الممر" في حواره لـ"البوابة نيوز": "العمل" نقلة نوعية مهمة للسينما المصرية.. والقوات المسلحة دعمتنا بمعدات.. والولايات المتحدة تقدم أفلامًا لا حصر لها عن بطولات قواتها

هشام عبدالخالق، منتج
هشام عبدالخالق، منتج فيلم الممر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجربة سينمائية جديدة قدمها لنا فيلم «الممر»، ألقت الضوء من خلالها، على بطولات الجيش المصرى قبل هزيمة يونيو 1967، كذلك عقب حرب الاستنزاف التى أعقبت الهزيمة، وهى فترة مهمة فى تاريخ الوطن، ظلت خفية لسنوات طويلة، حيث قدم الفيلم الذى ينتمى إلى نوعية الأفلام الوطنية تجربة مهمة، من خلالها تم استعراض أسباب الهزيمة، وما تبعها من تأثير سواء فى الشعب بمختلف شرائحه أو الجيش، راصدا مختلف الأحداث والمشاعر خلال تلك الفترة التى لا يعلم الكثيرون من أبناء الجيل الحاضر عنها شيئا.
عن كواليس العمل، وكيف بدأت فكرته والتفاصيل المتعلقة به وردود الأفعال التى لاحقته.. كان لنا هذا الحوار، مع منتح الفيلم هشام عبدالخالق.
■ فى البداية.. ماذا عن ميزانية الفيلم؟
- فى البداية كانت ميزانيته لا تتعدى ٦٠ ألف جنيه، إلا أن القوات المسلحة ساعدت كثيرا فى توفير كافة المستلزمات، وتوفير مواقع تصوير مختلفة، ولا يمكننى الآن قياس التكلفة الإجمالية للفيلم، لكنها لن تقل بأى حال عن ١٠٠ مليون جنيه، فالقوات المسلحة دعمتنا بمعدات، ولا يمكننى أن أعرف إيجار الدبابة فى الساعة بكم، كما وفرت كافة الأسلحة والمعدات والملابس، كذلك مواقع التصوير، التى استخدمت فيها الديكورات الخاصة بالفيلم، وهى تكلفة تتجاوز تكلفة الأفلام فى السينما المصرية، إلا أن هناك شيئا مهما يجب الإشارة إليه، فعادة تستقطع ميزانية أجور النجوم فى الفيلم الجانب الأكبر من ميزانيته، إلا أن ما حدث فى «الممر» كان مختلفا، حيث أجور المشاركين فى الفيلم لم تتجاوز ٢٠٪ من الميزانية، عكس بقية الأفلام؛ ففى أى منها تبلغ ميزانية المشاركين به من ٤٠٪ إلى ٦٠٪ وأحيانا أكثر، إلا أن ما حدث فى «الممر» كان مختلفا، حيث الحدود الطبيعية لأجور الفنانين دون مبالغة، فيما تم تخصيص الجزء الأكبر من الميزانية لأشياء أخرى إنتاجا وديكورا... إلخ، فظهر الفيلم بالشكل الرائع.
■ ألا يعد غريبا أن تفكر فى فيلم من نوعية «الممر»، لتدخل به منافسة فى موسم سينمائى ضخم؟
- هى مغامرة تحسب لنا، لأنه على مدار عقود طويلة لم يفكر أحد فى التطرق إلى مجال الأفلام الحربية، وكنت أتساءل كثيرا: لم لا يفكر أحد فى تقديم فيلم يرصد بطولات الجيش المصرى وهى كثيرة، فيما دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية مثلا تقدم أفلاما لا حصر لها عن بطولات قواتها وهى محدودة، ولذلك فكرت فى تقديم فيلم يتناول بطولات الجيش المصرى فى تلك الفترة، وأحمد الله أن المغامرة نجحت؛ فقد حقق الفيلم وحتى منتصف يوليو الحالى ٦٦ مليون جنيه، وبذلك الكم غطيت تكلفة الفيلم التى أنفقتها، رغم تخوفات عدة من أن الجمهور لن يفضل مشاهدة فيلم وطنى، يتناول بطولات عسكرية عن أفلام أخرى تنتمى إلى نوعية الكوميديا أو الأكشن، كما أن الغالبية، وبخاصة الشباب عادة لا يفضلون مشاهدة الأفلام التى تتناول فترات ماضية، والحقيقة أن إنتاج الفيلم كان مغامرة غير محسوبة، لكن الفكرة عجبتنى وصممت عليها، لا سيما مع تساقط شهداء من أبطالنا فى القوات المسلحة، وهم يدافعون عن الوطن، والحمد لله التجربة نجحت.
■ حدثنا عن كواليس الإعداد والتحضيرات للفيلم؟
- فى البداية وعقب استقرارى على فكرته، توجهت إلى المخرج شريف عرفة، كان ذلك فى عام ٢٠١٤، ودخلنا نقاشا طويلا حول فكرته، وأبدى تخوفه منها، فى ذاك الوقت كنت أريد صنع فيلم تحديدا عن البطل الشهيد المقدم إبراهيم الرفاعي، أحد شهداء حرب أكتوبر، إلا أننا توصلنا إلى أن نسبة الدراما به قليلة، والأكشن عالى جدا؛ لأنه كان تقريبا يقوم بعمليات قتالية يومية، وفكرت أن الناس أيضا تريد مشاهدة عمل درامى، بعد فترة فوجئت بأن شريف عرفة يكلمنى ويقول إن لديه قصة حلوة يمكن أن تحول إلى فيلم جيد، وعرض على قصة «الممر»، وتوجهنا إلى جهاز الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وعرضنا الفكرة عليهم ورحبوا بها، وبدأنا فى عام ٢٠١٨، التجهيزات وتحضير الملابس والإكسسوارات والأسلحة الخاصة بتلك الفترة الزمنية، بعدها خضع فريق عمل الفيلم لتدريبات متعددة على أعمال قتالية، تحت إشراف ضباط متخصصين استمرت لعدة أسابيع، لذلك ظهر نجوم الفيلم بتلك الحرفية العالية فى أداء المشاهد القتالية بشكل مقنع يصدقه الجمهور.
■ هل ترى أن الفيلم تم استقباله جماهيريا بشكل جيد؟
- أعتقد ذلك؛ فقد كانت ردود الأفعال إيجابية، خاصة من الشباب، ربما لأنه كان واقعيا وبه قدر كبير من الصدق، وهو يحسب ليس فقط لمن صنعه، ومن شارك به، لكن أيضا يحسب للقيادة السياسية والأجهزة الرقابية التى أجازته، وأتمنى أن يتشجع المنتجون بعد ذلك، لتقديم أفلام من تلك النوعية التى قدمها «الممر»، ولا يتخوفون، فالعمل الجيد يفرض نفسه.
■ ماذا تحب أن تقول فى النهاية؟
- «الممر» نقلة نوعية مهمة فى السينما المصرية، وليس صحيحا أن الأفلام الأعلى ميزانية هى التى تحقق الإيرادات الأعلي، فالميزانية والإيرادات نسبية، وتختلف بمرور السنوات، فالتكلفة حاليا مثلا تختلف عن زمان، ولا يوجد مصطلح يسمى الأضخم إنتاجا فى تاريخ السينما، وفى رأيى مثلا أن أعلى فيلم حقق إيرادات هو «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، لأنه حقق وقتها ٢٨ مليون جنيه، فى وقت كان عدد دور السينما فيه قليل فى مصر، وثمن التذكرة ٢٥ جنيها فقط.