الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ماياكوفسكي.. رسائل قبل الموت

ماياكوفسكي
ماياكوفسكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر الشاعر فلاديمير ماياكوفسكي أهم شعراء الثورة الروسية، وأحد أبرز أيقوناتها، فهو صاحب شخصية متمرِّدة مثيرة للجدل والتأمل، أنهى حياته منتحرًا، في واقعة تركت على خلفيتها الكثير من التساؤلات.
وُلد ماياكوفسكي في 19 يوليو لأسرة بورجوازية، وسرعان ما أسفرت الأيام عن موهبته الشعرية، وفي عام 1910 ظهر كمفكر وكاتب مستقل، وتابع دراسته في مدرسة ستروجانوف للفنون، ومعهد موسكو للرسم والنحت والعمارة، قبل أن يعمل كمحرر صحيفة "المستقبليين" ومجلة "اسكوستفو"، وقد دخل مجال التمثيل للمرة الأول في عام 1918، حين شارك بثلاث أفلام صامتة.
أسس مع أحد رفاقه مجلة رائدة يسارية اسمها "LEF" بالاشتراك مع "ليف كوليشوف"، و"دزيغا فيرتوف"، و"سيرجي يوتكيفيتش".
بعد خروجه من السجن في عام 1909، أي قبل الثورة بسنوات، أعلن ماياكوفسكي: "أريد أن أصنع فنًا اشتراكيًا"، فانتسب مجددًا إلى مدرسة موسكو للرسم، وهناك تعرف إلى جماعة المستقبليين. 
في البداية، أعجب ماياكوفسكي بأفكار المستقبليين، الذين أعلنوا التمرد على الماضي، ونادوا بالإطاحة بالتراث الكلاسيكي، ودعوا إلى تحرير الشعر من كل قيد، ونبذوا كل ما يمت إلى الأصالة الشعرية بصلة. 
ولم يكتفوا بذلك، بل كان سلوكهم الاجتماعي فيه شيء من الغرابة، فأخذوا يرتدون الثياب ذات الألوان الفاقعة، ويربطون المناديل في أعناقهم، بالإضافة إلى استخدام كلمات بذيئة في أثناء المناقشات الأدبية. 
لم يستمر هو طويلًا مع جماعة المستقبليين، فأدار لهم ظهره، واتجه بكليّته إلى الفن الواقعي، لكنه حافظ بقوة على التجديد الشعري المؤسس على تقاليد الشعر الروسي العريق.
بعد الثورة البلشفية فوجئ ماياكوفسكي بنفسه محاصرًا من جانب الدولة الستالينية، بالإضافة إلى فشله في حياته العاطفية، وفي ظل ظروف كتلك، أبى إلّا أن ينهي حياته بيديه في 14 أبريل 1930، وظل النقاد والقرّاء يتسائلون عن سبب انتحاره الرئيس، إلّا أن أحدًا لم يجد السبيل إلى الإجابة، وقد ترك رسالة يقول فيها:" إلى الجميع.. لا تتهموا أحدًا في موتي، وأرجو أن لا تنمّوا، فالراحل لم يكن يطيق ذلك. ماما، أخواتي ورفاقي، سامحوني – هذه ليست الطريقة الصحيحة، ولا أنصح غيري بها، ولكن لم يبق باليد حيلة. ليلا – أحبيني".
من أبرز أعماله ديوان "صفعة على وجه الرأي"، و"غيمة في سروال"، قصيدته الطويلة الأشهر.