الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صوت الناس.. حكاية من دفتر الوجع.. ليلى تحلم ببطاقة رقم قومي لـ"ضناها الغالي"

ليلى
ليلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حكاية مأساوية، ربما لن تشاهدها فى أكثر الأفلام تراجيدية، دارت أحداثها بين امرأتين إحداهما قاسية القلب تجردت من كل المشاعر الإنسانية، والأخرى عاشت من أجل صغير ليس ابنها لكنها تعتبره «ضناها الغالى» رغم أنها لا تعلم عنه شيئا.
السادسة مساء تلملم الشمس أشعتها للرحيل، تنتظر الليل بسواده لأن يطفئ نورها، تقدم امرأة فى تلك اللحظات حاملة طفلا رضيعا على كتفها، أمرأة أخرى خمسينية تقف فى منتصف أحد شوارع الدقي، «فوطة» فى يسراها، تمسح زجاج السيارات، وكوب من الشاى فى اليد الأخرى. 
تقترب منها فتاة فى منتصف العشرينيات، تبتسم وتطلب منها أن تحمل طفلها لمساعدتها فى حمل بعض الأشياء والتخفيف عنها، تساعدها الخمسينية ثم تتحدث إليها: «معلش ممكن بس تنتظرينى دقيقة أوصل الحاجة دى العربية فى آخر الشارع أقل من دقيقة بس» تستجيب ليلى لطلبها: «وماله يا بنتى بس متأخريش عليا والنبي، المغرب خلاص وعايزة أروح».
صاحبة الـ ٧٠ عامًا الآن تحكى القصة وكأنها لم يمر عليها سوى عشية أو ضحاها.. «فضلت واقفة لحد الساعة ١٢ بالليل أسأل وأدور والست اختفت.. كأنها حبة ملح ودابت فى ميه، خدته معايا، وروحت، وفضلت أسبوع كامل كل يوم أستنى فى الشارع، وألف بيه كل مكان، وكاشفه وشه يمكن حد يعرفه، وكان قدامى إما أسيبه فى الشارع زى ماناس قالتلي، وإما أربيه وأخده البيت ورزقه ورزقى على الله، كان وقتها جوزى توفى ومعنديش عيال، وكأن ربنا بعتهولى ابن ليّ، مع مساعدات الناس ربنا قدرنى أربيه واشتغل عشانه، وأهل الخير ساعدونى ندخل مدرسة».
لم تكن الحياة قاسية على ليلى بدر المقيمة بمنطقة داير الناحية فى الدقي، بعدما قدم إليها الطفل وقامت بتربيته، ولكنها ما زالت رغم بلوغها من العمر عتيا تحلم بشىء قبل أن ترحل: «نفسى بس حد يطلعله بطاقة لحد دلوقتى مش عارفة أعمله بطاقة، وكل حلمى وزارة الداخلية تشوف موضوعه وتساعدنى فى بطاقة رقم القومي».
تختتم حديثها: «أيامى فى الدنيا بقيت معدودة، والموت بيخبط على الباب كل يوم، وأقول يارب أجلها لحد ما أطمن عليه وأكمل رسالتى معاه، المرض والتعب مش سيبنى وعملت عملية قلب وهو اللى فاضلي، أهل الفضل بطلب منهم ميسبهوش ويبصولوه بعين رحمة».
للتواصل: ٠١١٢٠٤٢٤٨٧٦