الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

أنجيلا ميركل.. المرأة الحديدية لم تعد كما كانت.. وزعيمة الحزب تتولى منصب وزير الدفاع في مفاجأة كبرى

أنجيلا ميركل
أنجيلا ميركل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنأ الساسة الألمان، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعيد ميلادها الـ٦٥ وسط جدل متزايد حول حالتها الصحية، بعد تكرار رعشتها أمام الكاميرات خلال استقبال المسئولين الأجانب، مما دعاها إلى كسر البروتوكول واضطرت إلى استقبال ضيوفها جالسة على كرسي، والاستماع إلى النشيد الوطني.



ويكتفي مكتب المستشارة الألمانية بتصريحات مقتضبة تتم الإشارة فيها إلى أن ميركل بخير، وربما الإرهاق هو السبب في ظهورها بهذا الشكل.
وزادت التكهنات بعدم قدرة المستشارة الألمانية على مواصلة عملها كالمعتاد، وترشيح عدد من الشخصيات لخلافتها، أبرزهم أنجريت كارنباور زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والتي توصف بأنها "ميركل الصغيرة"، لتواجد كثير من الشبه في المحطات السياسية بينهما، حتى أن ميركل استقالت من منصبها كزعيمة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لصالح كارنباور في ديسمبر الماضي. 
ومع هذا الجدل دعا عضو البرلمان الألمان بيتر بيسترون، إلى ضرورة الكشف عن الحالة الصحية لميركل، وعدم التعامل بسرية مع الأمر، معتبرا أن الصمت المستمر من مكتب المستشارة الألمانية حول "رعشتها المستمرة" هو سبب انتشار الشائعات، متوقعا أن يكون إدمان ميركل للمشروبات الكحولية هو السبب.
واعتبر عضو البرلمان عن حزب البديل من أجل ألمانيا، أن الفراغ في المعلومات حول القضايا الصحية لميركل لا يفيد أي شخص في البلاد، مما تتزايد الشكوك حول قدرة المستشارة على الاستمرار في الوفاء بمسئولياتها في منصبها، واصفا حالتها الصحية بالحالة التي يظهر عليه الاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه نحو 60٪ من المواطنين الألمان أن القضايا الصحية هي مسألة ميركل الخاصة عبر استطلاع للرأي نشرته عدد من الصحف الألمانية.

ورغم الجدل المستمر حول حالتها الصحية، إلا أن ميركل تواصل دورها على الساحة الألمانية والأوروبية بذكاء، حيث منحت الضوء الأخضر لترشيح وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لين لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، بعد فشل المرشحين الأساسيين لهذا المنصب، ومنهم مانفريد ويبر عن حزب الاتحاد المسيحي البافاري، شريك ميركل في الائتلاف الحاكم، بعد تفاهمات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونجحت أمس دير لين في الفوز بالمنصب الأوروبي الرفيع بعد انتخاب نواب البرلمان الأوروبي لها لتصبح أول سيدة تتولى هذا المنصب.
ومع إعلان دير لين استقالتها من منصبها الأربعاء ١٧ يوليو بغض النظر عن نتائج الانتخابات، أجرت ميركل اتصالات بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وعدد من الساسة الألمان للاستقرار على ترشيح خليفة لوزيرة الدفاع المستقيلة، ورغم قصر المدة بين إعلان دير لين استقالتها وبين اختيار خليفة لها، إلا أنه تم الإعلان مساء الثلاثاء عن ترشيح زعيمة حزب الاتحاد المسيحي أنجريت كارنباور (٥٦ عاما) لمنصب وزير الدفاع، بعد اجتماع عبر الهاتف بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقيادات الحزب، في مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد، حيث كانت كل الأنظار تتجه إلى كارنباور لخلافة ميركل في منصب المستشارة، وتم استبعاد عدد كبير من المرشحين الآخرين لمنصب وزير الدفاع وأبرزهم وزير الصحة ينس سبان، خاصة أن وزير الدفاع يتم اختياره من السياسيين ولا يشترط أن يكون عسكريا، ويتم التصديق عليه عبر البرلمان الألماني الذي دخل في عطلته السنوية بداية من يوليو الجاري، وهو ما دعا الإعلام الألماني إلى وصف ما حدث بـ"الزلزال السياسي".
وجرت اليوم مراسم تسلم كارنباور منصبها الجديد في حفل تسليم وتسلم بحضور ميركل ووزيرة الدفاع المستقيلة من منصبها.
يذكر أن أنجيلا دوروتيا (أنجيلا ميركل) ولدت في مدينة هامبورج في 17 يوليو 1954، وانتقلت أسرتها فيما بعد إلى منطقة مارك براندنبورج في ألمانيا الشرقية، حيث عمل والدها كاهنًا في مدينة تمبلن، ثم انضمت إلى منظمة "شباب ستالين"، وتخصصت أثناء دراستها الجامعية في علم الفيزياء بجامعة لايبزج، حتى حصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1986 تحت إشراف البروفيسور يواكيم زاور الذي أصبح فيما بعد زوجها الثاني.
بينما زواجها الأول كان عام 1977 من زميل لها يدعى اولريش ميركل كان يبلغ من العمر عاما 24 بينما كانت هي تبلغ من العمر 23 عاما، وهو الرجل الذي ما زالت تحتفظ باسمه حتى الآن.
وفجأة تحولت ميركل من عالمة فيزيائية مغمورة تعمل في أحد مختبرات برلين الشرقية إلى سياسية أصبحت حديث الساعة في الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ، بعد صعودها المفاجئ من متحدثة باسم آخر حكومة في ألمانيا الشرقية في عام 1990 إلى زعيمة الحزب المحافظ في عام 2000 وصولا إلى المستشارية.
ولم تنخرط ميركل في الحياة السياسية إلا بعد سقوط حائط برلين في عام 1989 حيث عملت في البداية في المساعدة في ربط أجهزة الكمبيوتر في مكتب حزب ديمقراطي جديد ثم التحقت فيما بعد بحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا.
اعتاد المستشار السابق هيلموت كول، الذي أتى بميركل إلى مجلس وزرائه في عام 1991، أن يخاطبها بشكل أبوي مستخدمًا كلمة "فتاتي"، كما أنها تولت رئاسة هذا الحزب الذي هيمن عليه مستشار الوحدة الألمانية كول أكثر من 25 عامًا في عام 2000 في أصعب فترة مر بها في تاريخه ونجحت في الخروج به إلى بر الأمان بعد الكشف عن فضيحة التبرعات التي وضعته في مأزق أخلاقي تسبب في فقدانه لمصداقيته لدى الناخبين الألمان، وكانت "فتاة كول" هي أول مسئول رفيع المستوى في الحزب المسيحي الديمقراطي يهاجم المستشار السابق ويطالبه بوضوح وبشجاعة بالكشف عن ملابسات هذه الفضيحة التي لم يشهد هذا الحزب مثلها في تاريخه.
وفي نهاية ٢٠١٨ أعلنت ميركل استقالتها من منصبها الحزبي، وتأكيدها على عدم ترشحها لمنصب المستشارة مجددا، وأنها سوف تكتفي بمدتها الحالية التي تنتهي في ٢٠٢١، ومنذ ديسمبر ٢٠١٨ وبعد اختيار كارنباور كزعيمة لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.