يخرج الإبداع كثيرًا من رحم الشدائد والظروف القاسية، وهذا هو ما حدث مع الروائي والكاتب الألماني هاينريش بول حيث تحل اليوم 16 يوليو ذكرى وفاته منذ عام 1985، وذلك بعد أن أبدع أول سطوره في رسائل تُعبير عن أحداث الحرب العالمية الثانية، ليواصل من بعدها كتابة الروايات والقصص حتى حصوله على جائزة نوبل في الآداب.
وُلد هاينريش في ولاية كولونيا بألمانيا في ديسمبر من عام 1917، وكانت أسرته ميسورة الحال فوالده كان يعمل نجارًا له مكسب يومي، وتعلم الروائي أول دروسه بالمدرسة الشعبية الكاثوليكية، ثم مدرسة القيصر فيلهلم الثانوية الحكومية التي حصل منها على شهادته الثانوية، ومن بعدها انتقل إلى دراسات أخرى تركها بعد أشهر قليلة ليتفرغ إلى محاولاته مع الكتابات الأدبية المُختلفة.
عمل الروائي الألماني لسنوات قليلة، ومن بعدها تم استدعائه لأداء الخدمة العسكرية في الجيش الألماني، وكانت الحرب العالمية قد بدأت، فظل بها حتى أبريل 1945 ليقع بعد ذلك في أسر القوات الأمريكية، ثم أُطلق سراحه في سبتمبر من نفس العام.
عاد "بول" بعد إطلاق سراحه إلى كتابة الرسائل أثناء فترة الحرب، ومن بعد انتهاء هذه الفترة اتخذ مسيرة جديدة مع كتابة الروايات والقصص، ثم يعود للحياة التعليمية من جديد، وأراد أن يُكمل دراسته الجامعية، وكان يعمل بجانبها بعض المهن لأجل كسب الأموال وكانت زوجته تُساعده في هذه الفترة من عملها كمُعلمة.
ومن أعمال الكاتب هاينريش بول الأدبية يأتي، وصل القطار في موعده، الرسالة، الضاحك، أين كنت يا آدم؟، لقد حدث شيء، تأملات مهرج، وضيوف لا تُحصى، هذا بالإضافة إلى العديد من الأعمال الأخرى، كما حصل على العديد من الجوائز بجانب نوبل للآداب في 1972، جاء من بينهم جائزة جيورج بوشنر في 1967.
فارق "بول" الحياة بعد إجراءه عملية جراحية وهو في الثامنة والستين من عمره، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا ضخمًا.
