الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

لغز مقتل بائع الولاعات المسن.. عدسة و60 ثانية كشفت المجرم

محرر البوابة مع صاحب
محرر البوابة مع صاحب المطعم " مكتشف الجريمة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البداية كانت فى نوفمبر 2017، جاء إلى المنطقة حاملًا شنطته فوق كتفيه، هدفه البحث عن عمل، وبعد محاولات مستمرة، وجد ضالته مع أحد أصحاب محلات الفول والفلافل، مر عامان كان فيهما مثالًا للالتزام فى عمله، يأتى فى الصباح ويعود إلى غرفته المستأجرة آخر اليوم، حظى بشعبية كبيرة فى المنطقة وتمتع بحب الجميع صغارًا كانوا أو كبارًا حتى أن أغلبهم كان يقرضه المال كلما أحتاج، وهو لم يتوقف عن الاقتراض منهم، مستغلًا حبهم له وطريقته الذكية فى الحديث معهم حتى أن أحدهم، رجل مسن، ويعمل بائع ولاعات أعطاه 10 آلاف جنيه على سبيل الاقتراض.
فى 11 يوليو 2019، صاحب المعطم الذى يعمل به الغريب، تفاجأ بالأخير يأتى إليه داخل المطعم وهيئته وشكله وملامحه غير طبيعية، هناك آثار ضربات فى العنق والوجه، والأغرب من ذلك أنه لف حبلا حول وسطه، حاول صاحب المطعم فى قراره نفسه أن يجد تفسيرًا لما شاهده خاصة أن إجابة الغريب عن تلك التغييرات الواضحة ليست منطقية، حاول يتهرب من البوح بالحقيقة، فأخبر صاحب المطعم أنه نشبت مشاجرة بينه وبين عامل المقهى، ثم غادر المطعم بحجة أنه متوجهًا لمشوار وسيعود، ولكنه غادر دون عودة.
وظل صاحب المطعم ساعات مع حيرته التى تملكته، فالغريب لم يعد إلى المطعم، وما سر توتراته، وما سر الضربات الموجودة فى وجهه، تساؤلات عديدة، أجابت عنها صرخات جاءت من داخل شارع حسن الفيومى بمنطقة صفط اللبن، فالمسن وجدوه ملقى على الأرض ولسانه الى الخارج، وهناك مادة تتساقط من فمه، الفاجعة أصابت نجله، ولكنه لم يتخيل أن يكون والده قتيلًا، وبعد أقل من 3 ساعات، دفنوا المسن، وكأن الأمر طبيعيًا، الأب والأهالى رضوا بما حدث، وترحم الجميع على المسن الطيب، فيما عدا صاحب المطعم، حيرته الشديدة كانت رافضه تقبل تلك الفكرة، وهى الموت الطبيعى للمسن، أخذته خطواته نحو نجل المسن، وتناقش معه، وأخبره بأنه من الضروري التأكد من فكرة الوفاة الطبيعية لوالده.
فرغوا الكاميرات كلها، وبالفعل تحقق ما كان يدور فى بال صاحب المطعم، الكاميرات أظهرت الغريب داخلًا وخارجًا من منزل القتيل، وعقب إبلاغ رجال المباحث، تم ضبط المتهم فى منطقة الخصوص عن طريق تتبع هاتفه المحمول بعدما أجرى اتصالا هاتفيا بأحد الأشخاص، اتصال مدته 60 ثانية، فكاميرات المراقبة والمكالمة القصيرة كانا الخيط الذى كشف المتهم وأوقعه فى قبضة رجال المباحث، ليؤكد للمباحث بأن متزوج من سيدة فى منطقة الخصوص ولديه زوجة أخرى فى منطقة الجيزة، واعترف بارتكابه جريمة قتل المسن، كما تبين أنه استلف الكثير من الأموال من الأهالى.
ورد بلاغ الى قسم شرطة بولاق الدكرور من الأهالى، من نجل مسن يفيد اشتباهه فى مقتل والده بعد العثور على جثته، وعقب الانتقال والفحص، وتفريغ الكاميرات، تبين أن المجنى عليه قد لقي مصرعه خنقًا على يد المتهم، وتم ضبطه، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.