الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تركيا تخطط لنهب النفط الليبي وتوفير ملاذ آمن لـ«داعش».. سيناريوهات نقل مركز عمليات التنظيم إلى ليبيا وتحويل المغرب العربي لبؤرة إرهابية.. التدخل العسكري التركي يستهدف إجهاض جهود حفتر لتوحيد ليبيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتسارع الأحداث فى الشرق الأوسط بشكل كبير على الأصعدة كافة، وبخاصة فيما يتعلق بملف الإرهاب، الذى يحظى بدعم مالى واستخباراتى كبير من قبل بعض الدول فى المنطقة والعالم!.


على مدار الأشهر الماضية، شهدت المنطقة العربية، انهيارا لتنظيم داعش الإرهابى فى مناطق تمركزه بسوريا والعراق، حيث كانت دولته التى تعاونت دول وأجهزة مخابرات للمساعدة على إقامتها.
لكن لا يمثل انهيار داعش فى سوريا والعراق، وكذلك الدمار الذى لحق بالجماعات التى أعلنت ولاءها لهذا التنظيم الأكثر دموية فى التاريخ، الفصل الأخير فى حياة هذا التنظيم كما يتصور البعض، إذ إن المعلومات الواردة من مناطق نفوذ التنظيم، تشير إلى بدء تنفيذ خطط منظمة، لإيجاد بؤرة إرهابية جديدة، ينطلق منها التنظيم فى منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب الخبراء والمتابعين، فإن تركيا تعد أكثر الدول، التى تعمل على نقل عناصر تنظيم داعش إلى ليبيا لتحقيق أهداف أولها نهب النفط الليبي، كبديل مناسب للمتاعب التى تتعرض لها أنقرة، بسبب رغبتها فى إجراء أعمال تنقيب غير مشروعة داخل حدود المياه الإقليمية لقبرص، وهو ما ترفضه الدول المحيطة، وكذلك الدول الكبرى فى الشرق الأوسط والعالم.
ومن بين أهداف تركيا أيضا، طبقا لتحليلات المراقبين، الوفاء بوعدها لعناصر تنظيم داعش، حيث تعهدت لهم الحكومة التركية بتوفير ملاذات آمنة وقريبة من منطقة صناعة الأحداث فى الشرق الأوسط.


هزيمة داعش
يرى بعض الخبراء والمحللون، ومنهم الباحث السياسي، الدكتور طه علي، أن التطورات التى يشهدها مصير تنظيم داعش الإرهابي، ومنها ظهوره فى جنوب شرق آسيا، مع استمرار الحديث عن عدم القبض على زعيمه أبوبكر البغدادي، بالإضافة إلى عودة التنظيم لإصدار فيديوهاته التى تستهدف الترويج الإعلامي، تشير إلى احتمالات أن يكون الحديث عن هزيمة هذا التنظيم تعد أكذوبة.
وقال إن «التمويل الذى ما زال يتلقاه التنظيم من قطر، وتركيا وكذلك إصرار الأخيرة على تنفيذ وعودها بنقل إرهابيى التنظيم إلى ملاذات آمنة، بعيدا عن مناطق التراجع فى سوريا والعراق، تشير إلى أن الحديث عن هزيمة التنظيم واندحاره ليس سوى حديث للاستهلاك الإعلامى فقط».
وأشار إلى أن الكثير من دول العالم لا تبذل الحد الأدنى من الجهد الذى يكفى لمواجهة تنظيم داعش، وتجفيف منابع تمويله وإمداده بالعناصر البشرية، مضيفا: «وهذا ما تدركه مصر وما يدفعها فى كل مناسبة إلى مطالبة دول العالم ببذل المزيد من الجهود فى هذا الشأن».


داعش فى ليبيا
بدوره يرى الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن توقيت التدخل العسكرى التركى السافر فى ليبيا، ليس مصادفة، إذ إن تركيا قررت أن تكون طرفا من بين مجموعة الراغبين فى نهب النفط الليبي، حتى تتخلص من أزمتها الاقتصادية، التى تضطرها للتنقيب عن النفط فى المياه الإقليمية لقبرص.
وقال لـ«البوابة»: «أنقرة تعانى اقتصاديا، وهى الآن تبحث عن مخرج، وفى ظل عدم رضا الدول الرئيسة فى المنطقة والعالم، عن مساعيها للتنقيب عن البترول فى المياه القبرصية، فإن أردوغان بات بحاجة ماسة إلى بديل، وهو ما يجده فى ليبيا».
وأضاف: «الأوضاع فى ليبيا تمثل بيئة مواتية لتحقيق عدد من الأهداف لتركيا، ومنها توفير ملاذ آمن يمثل انطلاقة جديدة لداعش فى الشرق الأوسط، ومنح تركيا نفوذا واسعا على الأراضى الليبية، يمكنها من الفوز بحصة من النفط الليبي».
لماذا الصمت؟
من جانبه، تساءل الدكتور محمد تهامي، الباحث فى الشئون السياسية، عن الأسباب الحقيقية التى تجعل دول العالم التى تعمل على محاربة الإرهاب، تقف صامتة عن ممارسات تركيا فى هذا الملف الخطير!.
وقال لـ«البوابة»: «لا أدرى ما الأسباب التى تدفع دول العالم التى تواجه الإرهاب مثل: فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، تمتنع عن مواجهة تركيا وردعها عن خططها الرامية لتقديم المزيد من الدعم لتنظيم داعش».
وأشار إلى أن موسكو وأنقرة اتفقتا خلال الشهور الماضية، على التخلص من الجماعات الإرهابية الموجودة فى إدلب السورية، أمثال داعش والنصرة، وهيئة تحرير الشام، والمرابطون، باعتبارها جميعا خاضعة للاستخبارات التركية.
وأعرب «تهامي» عن مخاوفه من أن يكون التدخل التركى فى ليبيا، محاولة لتمهيد الأرض هناك، لنقل الإرهابيين الدواعش إلى الأراضى الليبية، وإخلاء إدلب منها، خضوعا للضغوط الروسية من جهة، وتحقيق المصالح التركية فى النفط من جهة أخرى.
ولفت إلى أن ما يسهل لأنقرة تحقيق هدفها فى ليبيا، هو العلاقة التى تجمعها بحكومة فايز السراج، التى تتحالف بدورها مع عدد من الجماعات المسلحة، وهذا أيضا ما يمنح تركيا مبررا لمواجهة الجيش الوطنى الليبي.وشدد على اتفاقه مع الرأى القائل بأن تنظيم داعش لم ينهزم فى الشرق الأوسط، وأن هناك ترتيبات تجرى لنقل مركز عملياته إلى مكان آخر سيكون ليبيا غالبا، فى ظل التحركات التركية، والصمت الدولى تجاه أردوغان.


سر المبايعة
فجأة أعلنت العناصر الإرهابية فى ليبيا مبايعتها لتنظيم داعش وزعيمه أبوبكر البغدادي، عبر فيديو ترويجى استعرضت فيه هذه العناصر ما يفترض أنها تملكه من عتاد عسكري. وقال الدكتور ناجى هدهود، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق، إن تنظيم داعش ما زال حيا، ويسعى بدعم من جهات بعينها، إلى الانتقال سواء إلى جنوب شرق آسيا، أو إلى ليبيا، مشيرا إلى أن التنظيم، وعلى عكس ما يردده الإعلام، فإنه يشهد تمددا فى عدد من دول العالم.
وأضاف: «داعش تعرض لانهيار حقيقى فى سوريا، والعراق، وسيناء، لكنه لم ينته، وإنما انتقل إلى مكان آخر من أجل البدء مرة أخرى، وفى هذه المرة يبحث عن هذه البداية من ليبيا، بمساعدة تركية عسكرية ولوجيستية، ومساعدة قطرية مالية».
أراض مزيفة
وأضاف الدكتور فتحى العفيفي، أستاذ دراسات الشرق الأوسط، أن تنظيم داعش يبدو ظاهريا، كمن يربح أراضى جديدة، إلا أنه ربح مزيف، لن يضيف قوة للتنظيم. وقال إن التنظيم الإرهابى لم يعد قادرا على التأثير بشكل فعال كما كان يحدث فى فترات سابقة، لأنه يعتمد على مناطق الفراغ الأمني، وهى موجودة حاليا فى ليبيا، لكنها فى طريقها إلى التراجع، بفضل تحركات الجيش الوطنى الليبي.
وأشار «العفيفي» إلى أن مشكلة تنظيم داعش أنه مهما تراجعت قوته، يكون قادرا على تنفيذ عمليات عشوائية فى أماكن وجوده، تكون موجعة لما تسببه من خسائر بشرية، لكنها لا تكون ذات تأثير على تماسك أركان الدولة التى يوجه ضرباته داخلها. ولفت إلى أن الدراسات التى تجرى حول تنظيم داعش، تشير إلى أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التنظيم انتهى ولم يعد له وجود، لأن التنظيمات الإرهابية لا تفنى، بدليل أن تنظيم القاعدة على سبيل المثال ما زال موجودا، حتى وإن فقد التأثير القوي.
وأكد «العفيفي»، أن تنظيم داعش لن ينجح فى ليبيا لاتساع مساحتها، وكفاءة الجيش الوطني، الذى يحقق انتصارات ستعيد توحيد الدولة قريبا، مشيرا إلى أن ما يمكن أن يحققه التنظيم، هو بعض الضربات التى قد تسقط خسائر، لكنها لن تغير مجرى الأحداث، أو توقف تقدم قوات الجيش الوطنى بقيادة حفتر، التى ستحقق أهدافها قريبا.


إفلاس رغم التمدد
فى المقابل، يرى عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أن تنظيم داعش أفلس على الصعيد الفكري، وبالتالى بدأ مرحلة فقد الأتباع، مشيرا إلى أن هذا بدا واضحا فى الإصدار الأخير الذى أصدره التنظيم. موضحا أن من أبرز أهداف التنظيم من وراء فيديوهاته، هو تعزيز الروح المعنوية لأتباعه، والظهور كطرف قوى وفاعل فى الأحداث المحيطة.
وأشار إلى أن التنظيم لا يلتزم بنشر إصداراته، وفق التسلسل الزمنى لتسجيلها، مضيفا: «الإصدار الأخير للتنظيم، أعد للنشر قبل ظهور البغدادى فى إصدار (فى حضرة الخليفة)، الذى حاول من خلاله الأخير قطع الطريق على دعوات اختيار بديل له، لكن فى الوقت ذاته فإن الإصدار الأخير يؤكد تراجع التنظيم، رغم اتساع رقعة من يعلنون مبايعته من جماعات وتنظيمات فى العالم».
ولفت « فاروق» إلى أن داعش بات يعانى من قلة الأتباع، وضعف الإمكانات بوجه عام، مما يجعله غير قادر على إحداث التأثير المطلوب فى ليبيا نظرا لاتساع رقعتها. ونفى أن يكون للتنظيم قدرة على تنفيذ التهديدات التى توعد بها فى إصداره الأخير، الذى حمل عنوان «والعاقبة للمتقين».


النهاية تقترب
من جانبه، أكد الخبير العسكرى والاستراتيجي، اللواء محمد على بلال، أن تنظيم داعش الإرهابى يسعى جاهدا لإيجاد فرصة جديدة للبقاء، بغرض الحصول على التمويل، وضمان عدم الانقطاع، موضحا أن تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض فى ليبيا، تشير إلى أنها تتمتع بكفاءة وتحقق إنجازات تصعب من مهمة الدواعش، حتى رغم ما يلقونه من دعم عسكرى تركي.
وأضاف: «تركيا كانت تدعم داعش فى سوريا، ومع ذلك انهارت قوته، وبات غير ذى تأثير فيها. وتوقع فشل محاولات أنقرة لزرع داعش فى ليبيا بشكل يضمن له البقاء، أو تحقيق نجاح لم يحققه فى سوريا».
ولفت أيضا إلى أن تصريحات القادة بالجيش الليبي، تشير إلى انتقال المعركة فى طرابلس، إلى الشوراع، والأزقة، الأمر الذى يفهم منه العالمون بالشئون العسكرية، أن الجيش يحقق تقدما يخصم من رصيد التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، ومنها داعش.
وأشار «بلال» إلى أن الجيش الليبى أعلن أنه أصبح على مقربة من عملية التحرير الكامل بليبيا، موضحا أن فيديو التنظيم، الذى نشر أخيرا مسجل منذ فترة طويلة، ووقعت تطورات ميدانية تجاوزته، سواء من حيث أعداد عناصر التنظيم، أو ما تملكه من أسلحة ومعدات. وأضاف: «الفيديو يهدف لطمأنة العناصر المراد نقلها من سوريا إلى ليبيا، حتى تقبل على هذا الانتقال بكثافة، وهى خدعة يمارسها التنظيم كثيرا».
وشهد الفيديو الذى نشره «داعش»، السبت الماضي، تجديد عناصره فى ليبيا مبايعتهم لأمير التنظيم أبو بكر البغدادي، كما أكدوا استمرار ما وصفوه بقتالهم ضد قوات الجيش الليبي، وشن المزيد من الهجمات.
وظهر فى الفيديو الذى يرجح الخبراء أنه تم تصويره فى جنوب ليبيا، عشرات المسلحين التابعين للتنظيم، يرتدون زيا عسكريا، فى وجود زعيمهم «أبو مصعب الليبي»، الذى هو محمود البرعصي، مؤسس تنظيم «داعش» فى بنغازي، والمطلوب أمنيا.