السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

البنتاجون يدرس إرسال سفن حراسة لقوافل النفط بطريق هرمز - باب المندب

البنتاجون
البنتاجون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نسبت شبكة يو إس نيوز الأمريكية إلى مسئول فى البنتاجون قوله إن الإدارة الأمريكية تدرس حاليا إرسال سفن حراسة إلى مضيق هرمز لحماية وتأمين قوافل إمداد النفط العابرة للمضيق وحتى باب المندب.
وقالت الشبكة الأمريكية إن الجنرال مارك ميللى قد كشف عن ذلك فى معرض تقييمه للموقف الأمنى فى منطقة الخليج خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس الأمريكى بعد ساعات من أعمال التعرض التى قابلتها سفن شحن بريطانية لدى عبورها المضيق هذا الأسبوع،  والتى على إثرها قررت لندن إيفاد بوراجها الحربية إلى مياه الخليج.
وأشار الجنرال ميللى– المرشح لتولى منصب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأمريكية – إلى أن أعمال التعرض الملاحى العدائية قد تعيد ردة الفعل الأمريكية إلى سياسات إدارة رونالد ريجان التى واجهت ظروفا مشابهة لما تواجهه الولايات المتحدة حاليا فيما يتعلق بأمن الملاحة فى الخليج ومضيق هرمز، مشددا على أن حماية وتأمين حرية الملاحة فى المياه الدولية هى "مبدأ ثابت" فى السياسة الخارجية الأمريكية وتعتبره قيادة البنتاجون من صميم الواجب الدولى للولايات المتحدة كقوة عالمية عظمى.
وكشف الجنرال ميللى، أن هناك قرارا أمريكيا فى هذا الشأن سيتم الإعلان عنه فى غضون أسبوعين من الآن بعد استيفاء دراسته وعلى ضوء ما قد يطرأ من تطورات فى منطقة الخليج، وكانت البوارج الحربية الإيرانية قد حاولت التعرض لناقلة نفط بريطانية هذا الأسبوع بغرض احتجازها بحسب ما زعمته وسائل الإعلام البريطانية، إلا أن القطع الحربية البريطانية المتواجدة فى الخليج حالت دون ذلك، وعلى الجانب الآخر قالت طهران إن محاولة التعرض للسفينة البريطانية جاءت كرد انتقامى لقيام البحرية البريطانية بتوقيف ناقلة نفط إيرانية كانت فى طريقها إلى سوريا وتهديدات الإدارة الأمريكية بالتصعيد وهى ما توعدت إيران بأن يقابل بالمثل.
وقال مسئول البنتاجون فى إفادته لأعضاء الكونجرس إن علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها ممن هم على علاقة بطهران باتت عرضة للتوتر وذلك بعد عام من انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووى الذى أبرمه سلفه أوباما مع إيران فى عام 2015 وإقدام إيران على استهداف طائرة استطلاع أمريكية مسيرة مطلع الشهر الجارى، إلا أن الجنرال الأمريكى ألمح إلى ضعف احتمالات تطور المواجهة بين واشنطن وطهران إلى حافة "حرب شاملة" وأكد أن نزوع الإيرانيين إلى العمل العدائى يتصاعد.
وكان الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان قد طرح فكرة إرسال سفن حربية لحراسة قوافل ناقلات النفط المارة فى مياه الخليج فى العام 1987 وهو الرئيس الذى سبق وأن أرسل بوارج حراسة مصاحبة لحماية ناقلات النفط الكويتية فى مياه الخليج إبان الحرب العراقية الإيرانية واشتعال الموقف فى مياه الخليج فيما كان يعرف آنذاك بحرب الناقلات، لكن الكونجرس الأمريكى أبدى اعتراضات آنذاك على هذا الإجراء تحسبا لانزلاق الموقف الأمريكى إلى دائرة صراع أكبر.
ويقول المراقبون إن التوترات التى تشهدها مياه الخليج هى الآن الشغل الشاغل للقادة العسكريين الأمريكيين لخطورة التداعيات المحتملة المترتبة عليها، ففى يونيو الماضى قال الجنرال باول سيلفا وهو الرجل الثانى على سلم قيادة سلاح الجو الأمريكى، إن تعزيز الدور العسكرى الأمريكى فى الخليج وإن كان يقى الولايات المتحدة شرور الهجمات العدائية المباشرة إلا أنه يلزمه فى البداية الحصول على إجماع دولى لتنفيذه.
ومن جانبه قال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية، لأعضاء الكونجرس، إن البنتاجون يدرس حاليا خططا محددة للتعامل مع التهديدات الملاحية فى منطقة الخليج ومضيق هرمز، تقوم على بناء تحالف بين عدة دول لرصد ومراقبة التهديدات التى تواجه سفن التجارة والملاحة التجارية بشكل عام على المسار البادئ من مياه الخليج مرورا بسواحل جنوب شبه الجزيرة العربية وانتهاء بمياه منطقة القرن الأفريقى.
ومنذ الشهر الماضى، يسعى مارك ايسبر المرشح لتولى منصب وزير الدفاع الأمريكى لدى حلفاء واشنطن فى حلف شمال الأطلنطى لإقناعهم بالمشاركة فى هذا التحالف، ورغم ذلك لم يبد أى من حلفاء الأطلسى حماسة للمشاركة فيه، وبموجب الطرح الأمريكى لطبيعة تقاسم الأدوار فى هذا التحالف الذى ترى واشنطن أن الولايات المتحدة سيقتصر دورها فيه على تزويد حلفائها الأطلسيين بالمعلومات الاستطلاعية التى تخص سفن تجارتهم لدى مرورها مضيق هرمز وكذلك مرورها بمسارات الملاحة منه وحتى باب المندب وهى مسارات بطبيعتها مزدحمة وتشكل محورا هو الأكثر أهمية فى حركة تجارة العالم البحرية.
وكانت بريطانيا قد أعلنت رسميا يوم الخميس الماضى عن محاولة 3 زوارق عسكرية إيرانية التحرش وإعاقة مرور ناقلة النفط البريطانية British Heritage أثناء عبورها لمضيق هرمز، وأن البارجة الحربية البريطانية HMS Montrose قد تمكنت من تأمين عبور الناقلة للمضيق بعد إطلاقها تحذيرات للزوارق الإيرانية التى ولت بالفرار، واعتبرت الحكومة البريطانية فى بيان رسمى أن محاولة التعرض للناقلة البريطانية تشكل سابقة خطيرة قد تزيد التهاب الموقف فى مياه الخليج.