شهد الربع الثاني من العام الجاري تراجعًا حادًا في إيرادات شباك التذاكر العالمي، وهو ما شكل قلقا لدى المحللين «البوكس أوفيس»، الذين توقعوا أن تشهد هذه السنة زخمًا سينمائيًا كبيرًا قد يفوق الموسم الماضي الذي حقق أرقامًا جيدة للغاية، ولكن هذا ما لم يحدث على أرض الواقع، فلم تتفوق أفلام النصف الأول هذا العام على نظيرتها العام الماضي، وانخفضت بنسبة ١٠٪، وهو ما دفع الكثير من مديرى استديوهات هوليوود لإعادة النظر في خريطة السوق الترفيهية.
فمن اللافت للانتباه ازدياد نشاط استديوهات «ديزني» مع نهاية الربع الأول وبداية الربع الثاني، خاصة مع طرح فيلم «Captain Marvel» للنجمة برى لارسون، الذي تخطى حاجز المليار و١٢٨ مليون دولار فى شباك التذاكر العالمي، ما مهد الطريق أمام النسخة الرابعة من سلسلة «Avengers»، ونجح في التربع على عرش إيرادات شباك التذاكر العالمي لهذا العام برصيد مليارى و٧٧٢ مليون دولار، ويتطلع إلى كسر رقم فيلم «Avatar» الأكثر حصدًا للإيرادات فى تاريخ السينما.
لقد قدمت استديوهات «ديزني» أكبر ٤ أفلام حصدًا للإيرادات حتى الآن، وهي «Avengers: Endgame»، و«Captain MarveA»، و«Aladdin»، و«Toy Story ٤»، واستطاعت أن تحقق وحدها أرباحًا كبيرة مقارنة بمنافسيها نظرًا لاستيعابها أكثر من ٤٠٪ من حصة السوق في الولايات المتحدة الأمريكية، فبلغت أرباحها إلى الآن ٧ أضعاف ما حققته شركتا «سوني» أو «باراماونت»، وما يقرب من ٣ أضعاف ما حققته استديوهات «يونيفرسال»، وأكثر من ضعف ما حققته «وارنر بروس» أقرب منافسيها في السوق إلى الآن.
على جانب آخر، عانت بعض الاستديوهات من إيرادات متدنية للغاية فى النصف الأول من العام الجاري، وهي ما سببت حالة التراجع الحاد في أرقام الموسم، كان أبرزها فيلم «Godzilla: King of the Monsters» الذى حقق ٣٧٨ مليون دولار عالميًا، و«Dark Phoenix» بإجمالى إيرادات ٢٤٥ مليون دولار، و«Men in Black: International» الذي قلل من شأن الامتياز الأصلي بعدما جمع ٢٤٤ مليون دولار عالميًا. تراجع الإيرادات لهذه الأفلام فى الربع الثانى من العام الجاري، كان سببه الأساسى تدنى المستوى الفنى لقصصها، فكل هذه الأفلام جزء أصيل من امتيازات شهيرة لطالما كسرت أرقام شباك التذاكر، وتعلق بها جمهور السينما لعقود، لكن صناعها أخفقوا فى الغوص إلى عمق القصة، بالإضافة إلى وجود عدد من المسلسلات التليفزيونية الرائجة التي تم إطلاقها في نفس توقيت إصدار هذه الأفلام، مثل: «Game of Thrones»، و«Big Little LieA»، و«Stranger ThingA» ما جعل المشاهدين يفضلون البقاء في منازلهم على الذهاب إلى صالات السينما.
وقال كيلى ديفيز، رئيس التوزيع المحلى فى «باراماونت» لمجلة «فارايتي» الأمريكية، إن هناك الكثير من المحتوى المتاح في متناول الجميع، فهناك منافسة صحية على قطاع الترفيه، لكن الناس يحبون التجربة المسرحية، وأضاف: «عليك فقط إعطاء سبب مقنع للذهاب إلى السينما». بالطبع هذا ما تجيد استديوهات «ديزني» فعله؛ فقد بدأت منذ فترة بتحويل معظم قصص الرسوم المتحركة إلى نسخ حية كان آخرها فيلم «Aladdin»، الذى يقترب من حصد مليار دولار عالميًا، فتذكر كاثلين تاف، رئيس التوزيع العالمي في الشركة، أن الأمر برواية القصص، وهذا هو تركيز الشركة، فإذا قدمنا أفلامًا يستمتع بها الناس فسوف يعودون، لا يمكنك خداعهم.
ويتوقع المحللون أن يستمر التصاعد التدريجي في إيرادات شباك التذاكر العالمي مع الدخول في النصف الثاني من العام، بعد طرح فيلم «Spider-Man: Far from Home» الذي يسير بشكل جيد حتى الآن بـ«البوكس أوفيس»، وتتطلع طبعة «جون فافريو» الواقعية من فيلم «The Lion King» إلى جذب الجماهير الصغيرة والكبيرة، بالإضافة إلى العائد الكبير المحتمل لفيلم «Hobbs & Shaw»، كما يوجد عدد من الأفلام المرتقبة فى فصلى الخريف والشتاء، بما في ذلك فيلم «It: Chapter ٢»، و«The Joker»، و«Star WarsA The Rise of Skywalker».
