تزايدت جرائم هتك العرض والاغتصاب فى الآونة الأخيرة بدرجة مقلقة، ولعل إلقاء نظرة على صفحات الحوادث فى الفترة الأخيرة تعطينا مؤشرا لذلك.
فمنذ فترة قام عامل «روبابيكيا» فى منطقة كرداسة بالجيزة، باستراج طفل يدعى «سيف» عمره ٩ أعوام، إلى مكان مهجور؛ حيث قام باغتصابه، وقال المتهم فى اعترافاته أمام النيابة بعد القبض عليه إنه كان يعرف الطفل من خلال تردده على المنطقة، وأنه استدرجه إلى مخزن مهجور، وقام بهتك عرضه، بعدها استوقف «توك توك» واركب الطفل به ليعود لبيته.
آباء يغتصبون الأبناء
ما حدث فى كرداسة تكرر بصورة أبشع فى مدينة ٦ أكتوبر، بعدما قام أب معدوم الضمير تجرد من آدميته باغتصاب ابنته وعمرها ١٩ عاما، مما دفعها لإبلاغ أشقائها بما تعرضت له، فاتفقوا بمساعدة خال لهم على قتل الأب الذئب، وبالفعل تمكنوا من قتله بعدما استدرجوه إلى مكان ناء.
فى حلوان حدث ما هو أبشع، بعدما اعتدى موظف جنسيا على طفلة جارته، التى لم تتعد عامها الثالث، بعدما استغل تواجدها بمنزله أثناء غياب والدتها، واكتشفت والدة الطفلة نزيفا حادا، وكدمات بالفخذين، لدى ابنتها، وتدعى «م. ع» عامين ونصف العام، أثناء تركها بصحبة جارتها وتدعى «ز. إ»، واتهمت زوج جارتها، ويدعى «أسامة. ع. م»، ٤٢ سنة، موظف بشركة، بارتكاب الواقعة والاعتداء جنسيا على طفلتها، وتم القبض على المتهم الذى اعترف بارتكابه الواقعة.
فى إمبابة أيضا اعتدى تاجر مخدرات جنسيا على طفلته التى لم تكمل عامها السابع، بعد غياب الأم، فلم يجد أمامه سوى فلذة كبده فأخذها عنوة أعلى سطح المنزل بعد تعذيبها وهتك عرضها ساعات متواصلة تحت تأثير المخدرات، وعندما اكتشفت الأم الحادث أبلغت قسم شرطة إمبابة باكتشافها تعرض طفلتها القاصر للتعذيب والتعدى الجنسى من زوجها.
العقوبات رادعة
ما سبق هو أمثلة فقط على تزايد جرائم الاغتصاب وهتك العرض فى الآونة الأخيرة،كما تقول الحقوقية سالى الجباس أمين عام الائتلاف المدنى لدعم التمثيل النسائي، مضيفة أن قانون العقوبات نص فى المادة ٢٦٨ على أن «كل من هتك عرض إنسان بالقوة أو بالتهديد أو شرع فى ذلك، يعاقب بالأشغال الشاقة من ٣ إلى ٧ سنوات، وإذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة المذكورة لم يبلغ ١٦ سنة، أو كان مرتكب الجريمة ممن نص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة ٢٦٧، فيجوز وصول العقوبة للحد الأقصي، أما إذا اجتمع الشرطان معا فيحكم على الجانى بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وتلفت الجباس إلى أن عقوبة هتك العرض تصل للأشغال الشاقة المؤبدة فى حال إذا لم يبلغ المجنى عليه عمر ١٦ عاما، أو أن يكون المجنى عليه ممن نص عليهم فى الفقرة الثانية من المادة ٢٦٧، أى أن يكون الجانى من أصول المجنى عليه، وهم «الجد، والأب» أو يكون الجانى من المتولين تربية المجنى عليه، سواء بحكم القانون مثل الوصى أو القيم، أو بحكم الواقع مثل زوج الأم ـ والعم وزوج الأخت، وزوج الخالة أو زوج العمة، أو يكون الجانى ممن لهم سلطة على المجنى عليه، سواء كانت سلطة قانونية أو غير قانونية، مثل سلطة رب العمل على العاملات، أو رئيس العمل على مرءوسيه من الإناث، أو المخدوم على خادمته، أو سلطة غير قانونية كمن يفرض الإتاوات على الغير، أو من يرهب إناثا له عليهم سلطة، أو أن يكون الجانى خادما بأجر سواء عند المجنى عليها أو عند أصولها.
المغتصب مفسد فى الأرض
فيما يتعلق بالناحية الدينية، فإن دار الإفتاء المصرية، سبق وأن أوضحت فى فتاوى لها، أن اغتصاب الأطفال «جريمة عظيمة» داخلة فى الإفساد فى الأرض، ووصفت دار الإفتاء فى فتوى لها على موقعها للتواصل الاجتماعى «فيس بوك»، المغتصب، أنه محارب لله وممن يسعى فى الأرض بالفساد، وقد جاء الأمر بعقوبة المفسدين أعظم عقوبة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِى الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة: ٣٣].
وتابعت الدار، أن جريمة الاغتصاب إفساد فى الأرض تنطبق عليها آية الحرابة فى القرآن الكريم، وجرمها قانون العقوبات المصري، موضحة أن قانون العقوبات المصرى عالج جريمة الاغتصاب وشدد العقوبة فيها على حسب الجريمة المرتكبة، ووصل بعقوبتها إلى الإعدام فى كثير من الحالات وفق ما تنص عليه المادة ٢٩٠.
