الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ألكسندر ماكينزي.."نهر الإحباط"

ألكسندر ماكينزي
ألكسندر ماكينزي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ساهم الرحالة من مختلف الجنسيات في وضع تصورات حقيقية وجادة عن عادات وتقاليد وتاريخ بلاد لم يرها الإنسان الذي بات من الصعب عليه أن يطوف بكل بلاد الدنيا، ومن الصعب أن يخوض غمار مجاهيل الصحراء والغابات وبلاد ما وراء الثلوج، وما وراء المحيطات، هذه مناطق ظلت حبيسة الحدود وبعد المسافات وخشية المخاطر، لكنها تحولت لصفحة مكشوفة على يد من يعرفون بالرحالة، فهم إلى جانب عطائهم الثقافي والمعرفي قد شكلوا مصدرا جيدا لوضع الخرائط الجغرافية.
وتحل، اليوم الأربعاء، ذكرى وصول المستكشف الكندي ألكسندر ماكينزي إلى نهر أطلق عليه نهر ماكينزي، وذلك بعدما عبر إلى قارة أمريكا الشمالية من الشرق للغرب، في العام 1789م، وقد بدأ رحلته بتمويل من إحدى الشركات التي كان يعمل بها بهدف اكتشاف مجاهل كندا والمساعدة في وضع خرائط جغرافية لها وإيجاد طريق نحو المحيط الهادي يمر قدر المستطاع عبر المجاري المائية، لكنه يصادف عند مروره ببحيرة العبيد أنه أمام منبع لنهر يصب في مكان ما، فتتبع مجرى الماء حتى وصل به إلى مصبه في المحيط المتجمد الشمالي.
كان ذلك النهر، هو نهر ماكنيزي بحسب ما تعارف عليه بعد ذلك، وهو أطول أنهار كندا في المنطقة الشمالية الغربية، يمتد شمالًا وغربا لمسافة 1738 كيلومترا من بحيرة «سليف» الكبرى إلى بحر بيوفورت ويبلغ عرضه 1.5 كم. 
كان وصول المغامر الكندي إلى المحيط القطبي عبر النهر الذي اكتشفه، مخيبًا للآمال، لقد أصيب ماكنيزي بالإحباط لأنه تمنى أن يصل النهر إلى المحيط الهادي، ليجد طريقا عبر المجاري المائية وسمى النهر وقتئذ "نهر الإحباط"، فالرحلة في تصوره أثبتت عدم جدواها، لكنها في الوقت ذاته خلدت اسمه على أهم الانهار في المنطقة.
ويحفل الأدب والتراث العربي بالعديد من الرحالة القدماء الذين أسهموا بشكل كبير في نقل صورا تقريبية لبلدان ومدن وأنهار وصحاري لم يطرقها إنسان، كان من أشهرهم الرحالة ابن بطوطة، والمقدسي صاحب "التقاسيم في معرفة الأقاليم"، وابن جبير الأندلسي، وابن حوقل البغدادي صاحب "المسالك والممالك"، والإدريسي الطالبي. 
وتظل الرحلات التي تستهدف المناطق البعيدة والمجهولة محل اهتمام كبير من الناس ومن المستكشفين المحبين للمغامرات، وفي سبيل ذلك ظهرت عدة قنوات تليفزيونية تبث مواد خاصة عن الرحلات إلى المناطق الغريبة وغير المعروفة مع تسجيلات صوتية ومواد فيلمية تقريبية لنقل الواقع هناك، حظيت تلك القنوات بمشاهدات عالية واهتمام بالغ.