الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رئيس الجالية السودانية: القيادات السودانية جاءت إلى القاهرة بعد الأحداث الأخيرة للعلاج وليس للجوء السياسي.. حسين عثمان: مصر لا تتدخل في شئوننا.. وفضلها علينا لا يمكن إنكاره

رئيس الجالية السودانية
رئيس الجالية السودانية بالقاهرة في حواره للبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يجب ترتيب البيت السودانى من الداخل بأيادٍ سودانية دون تدخلات خارجية.. والجامعة العربية تأخرت.. وزيارة وفدها لأراضينا لنقل وجهة نظرهم فقط

أكد الدكتور حسين عثمان، رئيس الجالية السودانية بالقاهرة، أن مصر لا تتدخل فى الشأن السوداني، مشددا على أن مصر هى الجارة والأب لنا ولها فضل علينا لا يمكن إنكاره، وقال فى حواره، لـ«البوابة»، إن القيادات والسفراء السودانيين الذين أتوا لمصر بعد الأحداث الأخيرة، جاءوا لمصر للعلاج وليس اللجوء السياسي.

وطالب السلطات المصرية بإعادة النظر فى بند الإقامة وقانون 1995، الذى يفرق بين الأسرة الواحدة.. كما دعا لتوحيد الجمارك المصرية والسودانية على الطريق البرى بين مصر والسودان. وفيما يلى نص الحوار.




■ ماذا عن الجالية السودانية فى مصر؟

- الجالية فى مصر هى دولة داخل دولة.. لديها مشاكل وأشياء كثيرة.. فلدينا ٣٥ ناديا وجمعية ودورا ورابطة على مستوى مصر، ممتدة من أسوان إلى مرسى مطروح، وهناك جالية قديمة وجالية حديثة، الجالية القديمة هى التى حضرت إبان حرب ١٩٥٦، ١٩٧٣، وكان السودانيون أغلبهم فى الجيش المصري، سواء فى سلاح الهجانة أو سلاح الحدود، وهى ما يسمى بـ«الجالية القديمة»، أما الجالية الحديثة، جاءت بعد التسعينيات طالبة الهجرة واللجوء، ونحن بقدر الإمكان لا نفرق بين الجاليتين القديمة والجديدة، ونحاول أن تكون كلها منصهرة فى جالية سودانية واحدة فقط.

■ هناك أرقام متباينة حول العدد الفعلى للجالية.. ما الرقم الحقيقى؟

- المسجلون رسميًا حوالى مليون حسب السجلات، لكن الحقيقة العدد أكثر من هذا، سواء من يحضر من السودان أو الجالية الجديدة أو غير المسجلين، أو هناك سودانيون متزوجون مصريات. وهناك نحو ٥٠٠ ألف غير مسجلين، أي ١.٥ مليون عدد الجالية السودانية تقريبا.

■ ما أبرز المشكلات التى تواجه الجالية؟

- المشكلة الرئيسية بالنسبة لنا أن الحريات الأربع، وهى: حرية التنقل والعمالة والإقامة والتملك قديمة جدا منذ الرؤساء السابقين، وكنا نتمنى أن تطبق الإقامة فقط، وإذا تم تطبيق هذا الأمر ستحل المشاكل، فلدينا حرية التنقل ولا يوجد إشكالية فى هذا الأمر، أما بالنسبة لحرية العمل؛ فالقوانين المصرية تحتم صعوبة أن يعمل الأجنبى ما لم يكن لديه خبرة غير موجودة فى الجانب المصري، وبالنسبة للتملك فالتملك هنا نوعان، إما أن تأتى من السودان وتشترى شقة بأى عملة وتسجل الشقة فى الشهر العقاري، ولكن المشكلة فى التملك لدى بعض السودانيين من الجالية القديمة عندما كانوا مع آبائهم فى شقق الإيجار القديم، فبعد وفاة الأب والأم يطلبون الاستمرار بنفس الإيجار الرخيص مثل التوريث وهذا لا يقبل، والنظام الجديد يقول إنه يجب أن يوقعوا اتفاقية جديدة لمدة ٧ سنوات، وهذا جار حله بشكل يرضى الطرفين.



■ تحدثت عن وجود مشكلة تتعلق بالإقامة.. فماذا تعنى؟

- المشكلة الرئيسية فى الإقامة صعبة، وأعتقد أن الحصول على الجنسية المصرية أسهل، فبعد حادث أديس أبابا أيام الرئيس الأسبق مبارك، صدر قرار أن المقيمين قبل عام ١٩٩٥ معفيين من الإقامة، أما المقيمين بعد ١٩٩٥ غير معفيين، وفى بعض الأسر نجد الأب والأم معفيين، والأولاد ليسوا معفيين.

■ ولكن نظام الإقامة ليس على السودانيين فقط، ويطبق على كل الجنسيات؟

- نعم.. ولكن نحن لدينا الحريات الأربع، ولنا معاملة خاصة فريدة لا تنطبق على الجنسيات الأخرى نهائيا، ويعانى السودانيون كثيرا من تحويل الأموال؛ خاصة أنها مبالغ زهيدة يتم تحويل أغلبها للعلاج، ولكنها تتطلب تلك الإقامة، وفى أغلب الحالات يتم رفض تحويل الأموال، وأنا شخصيا عندما أحاول تغيير الدولارات يقولون لى أنت دبلوماسى ويجب أن يكتبوا فى جواز سفرك أنك معفى من الإقامة.

■ ولكنها إجراءات طبيعية تطبق على الجميع؟

- لا.. يقولون لا نستطيع صرف دولار إلا بموافقة البنك المركزي، هل البنك المركزى فاضى ليرد على صرف ٢٠٠ دولار الذى يحتاجها لدفع الإيجار أو للدكتور، أيضا بالنسبة للمرضى، قد يكون حصل على التأشيرة لمدة شهر واستدعت حالته المرضية البقاء أسبوعًا بعد هذا الشهر بناء على تعليمات الطبيب، فإنه يجب أن يذهب بهذه الأوراق لمجمع التحرير حتى يستطيع أن يحصل على الموافقة، ويجد هناك العراقيين واليمنيين والسوريين والليبيين، لماذا لا يكون هناك شباك خاص بالسودانيين.

■ هل تم التباحث مع مسئولين مصريين بشأن هذه المشكلات؟

- وزارة الداخلية تقول هذه إجراءات، وطلبنا فى اللجان الثنائية بين مصر والسودان النظر فى موضوع الحريات الأربع، وأى اجتماع حدث بين الرئيسين أو الاجتماعات الرسمية نطلب هذا الأمر، لا بد من إعادة النظر فى بند الإقامة.



■ لكن الإرهاب الذى تواجهه مصر حاليا يتطلب وجود إجراءات تأمينية مشددة؟

- نعم، ولكن نطالب بجمارك موحدة لتسهيل الإجراءات؛ لأن الحقائب التى يحملونها هى ملابسهم فقط وليس ما يستدعى هذا الأمر.

■ ماذا عن انعكاسات الأحداث الأخيرة فى السودان على الجالية.. وكيف تعاملت مع محاولات المعارضة اقتحام السفارة وبيت السودان بالقاهرة؟

- الأحداث الأخيرة بالطبع أفرزت أشياء كثيرة خاصة فى مصر، المعارضة واللجوء كانوا يريدون الاستيلاء على بيت السودان والسفارة وكذلك الأندية، وبيت السودان ليس ملك الجالية أو غير ذلك، وإنما هو بيت مسجل باسم السفارة السودانية فى وزارة الخارجية المصرية وملحق بالسفارة السودانية، ويكون عليه حراسة مصرية كاملة، وبالتالى ليس لديهم صلاحية ولا سلطة لتسلم هذه الأماكن، أما بالنسبة للسفارة، فهى تتبع الحكومة سواء جاء البشير أو غير البشير هى سفارة جمهورية السودان على الأرض المصرية، والمصريون ملتزمون التزاما كاملا بالمحافظة عليها، وبعد أن اقتنعوا بعدم المساس بالسفارة وبيت السودان، طلبوا الأندية أيضا، فقلت لهم النادى الموجود فى شارع «شريف» أكبر من عمر أى واحد فيكم، فهو من الخمسينيات، وأقامه آباؤنا وأجدادنا، وبيدفعوا اشتراكات رمزية، وهذه الأندية تتبع قانون وزارة التضامن الاجتماعى، ولا يمكن أن يسمحوا لكم بتملكه، يكفى أنهم بيسمحوا لكم بدخولها فى المناسبات، وبالفعل اقتنعوا وذهبوا، ولحسن الحظ ذهبت للسفارة ووجدت مدير أمن الجيزة، اللواء رضا الشحات، قال لهم: «نحن ملزمين إلزاما كاملا بحماية السفارة، وانتوا ليس من حقكم تملك السفارة أو دخولها» وبالفعل مشيوا، لأنه مهما كان هى ممتلكات الدولة.



■ الدبلوماسيون السودانيون الذين قدموا لمصر بعد الأحداث.. هل غيروا خريطة الجالية فى مصر؟

- أغلب السودانيين بعد الأحداث جاءوا هنا إما للعلاج أو إلحاق أولادهم بالمدارس، وكلها مهام مؤقتة مستقبلا، وليس لديهم أى هدف، وبانتهاء مهمتهم، سيعودون إلى السودان، لذلك نحن نساعدهم قدر الإمكان.

■ وماذا عن القيادات الهاربة؟

- القيادات والسفراء اللى جاءوا لمصر للعلاج وليس للجوء السياسي.

■ بعد الأحداث الأخيرة.. هل الجالية السودانية فى مصر لا تزال تتبع البشير، أم المجلس العسكرى؟

- لا الناس هنا كلها مع النظام أيا كان.. ١٠٠٪ أصبحوا مع المجلس العسكري، أما المعارضة التى كانت ضد البشير وقت حكمه تحولت أيضا لدعم المجلس العسكري.

القاعدة العامة الكل مع المجلس العسكري.. هناك جماعة الحرية والتغيير والعدالة والسلام، يريدون أن يبرهنوا أنهم غير راضين عن المجلس العسكرى، لكن طبعا غالبية الناس تحتفل بأن البشير مشى نهائيا.

■ هل ترى تدخلات إقليمية فى الشأن السودانى تؤجج الأوضاع الراهنة؟

- هذه القضية هى قضية سودانية ١٠٠٪، ولا بد من ترتيب البيت من الداخل بأياد سودانية، فعندما تكون هناك مشكلة فى البيت، فأهل البيت أولى به، وكل دولة لها وضعية وعادات وتقاليد، نظام العمد والإدارة الأهلية فى السودان هى التى كانت تحكم السودان فى السابق وقد تحل المشكلة بذلك.



■ كيف تنظر إلى دور الجامعة العربية تجاه الأزمة السودانية؟

- الجامعة تأخرت، وكان يجب أن تزور السودان مبكرا لأنها أولى من أمريكا وأى طرف يحاول التدخل، لكن أيضا قد تكون لديهم وجهة نظر فى الانتظار إلى أن تتضح الرؤية أكثر.

■ هناك وفد من الجامعة العربية يقوم بزيارة السودان الثلاثاء.. هل ترى أن هناك فرصة لتحقيق الوفاق؟

- لا صعب.. إنهم ينقلون وجهة نظرهم فقط.. لكن السودانيين إذا لم يحلوا الأزمة داخليا فلن تحل.

■ ماذا عن الدور المصرى تجاه السودان؟

- الدور المصرى جيد جدا، ومصر جارة والأب لنا، ولها فضل علينا، ولدينا ثوابت مشتركة فى الإسلام والعروبة وأفريقيا، بعد مصر تأتى السعودية لثقلها فى الخليج، ثم الإمارات، لكن مصر رقم واحد، بالنسبة لنا ولا ننكر فضلها.

■ ولكن يراها البعض تتدخل فى الشأن السوداني؟

- لا لم تتدخل مصر فى الشأن السودانى، وإنما قدمت مساعدات، وكانت لها معنا مواقف وتوجيهات، لكن هذه هى السياسة، ناس ضد مصر ومعارضة وغيرها وهذا أمر نتوقعه.