السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القبض على زعيم داعش في اليمن ضربة جديدة لميليشيات الحوثي والإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعلان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن القبض على أمير تنظيم داعش في اليمن "أبو أسامة المهاجر" وعدد من عناصر التنظيم على يد القوات الخاصة السعودية واليمنية، في عملية مشتركة يعد انتصارًا جديدًا للتحالف العربي على الإرهاب الحوثي الداعشي، فلا يخفى على أحد طبيعة العلاقة التي تربط ميليشيات الحوثي في اليمن بتنظيم القاعدة و"داعش"، حسبما ذكرت تقارير دبلوماسية واستخباراتية غربية، كان آخرها تقرير حكومي أصدرته السفارة اليمنية في واشنطن، عن علاقة ميليشيات الحوثي بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وشبكات التهريب والاتجار بالبشر.
لكن التحالف الداعشي الحوثي أقدم من ذلك بكثير، حيث اتضحت معالمه بقيام ميليشيات الحوثي الموالية لإيران بالإفراج عن العناصر الإرهابية من السجون في محافظة البيضاء قبل شهرين من الآن، وحينها كشفت مصادر في المقاومة بمحافظة البيضاء أن عددا من العناصر الإرهابية المُفرج عنهم التحقوا بجبهة الحوثي في البيضاء وقعطبة جنوب اليمن، كما شاهد أهالي الجنوب حسبما أفادت تقارير إخبارية عددا من العناصر الإرهابية المفرج عنهم ضمن أفراد الجيش والمقاومة في عدد من الجبهات التي يقودها إخوان اليمن في محافظة البيضاء، وكشفت مقاومة آل حميقان في البيضاء في بيان فيديو لها أن حزب الإصلاح؛ إخوان اليمن دمروا جبهة البيضاء، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك علاقة إخوان اليمن بداعش والقاعدة وفي نفس الوقت علاقتهم بالحوثي.
الانتصار الذي حققه التحالف العربي في اليمن، يستهدف في المقام الأول ميليشيات الحوثي قبل أن يستهدف تنظيم داعش في اليمن؛ لأن كافة المعطيات تؤكد علاقة إيران والحوثيين بتنظيمي القاعدة وداعش في الجنوب اليمني، فخلال شهر فبراير من العام الجاري عثر التحالف العربي على أسلحة إيرانية الصنع بكميات كبيرة بحوزة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن ، لتكشف إيران من جديد عن وجهها القبيح الراعي لجميع الميليشيات الإرهابية بمختلف أشكالها على المستوى الإقليمي والدولي.
فطهران المتورطة في تنفيذ اغتيالات ضد معارضين في بلدان أوروبية، فضلا عن تصدير الفوضى والخطط التخريبية إلى داخل نطاق بلدان مجاورة لم تكتفِ بتقويض أمن اليمن من خلال دعمها ميليشيا الحوثي، بل تسعى لتعزيز تعاونها القديم مع تنظيم "داعش" القاعدة والإرهابيين.
فواقعة ضبط أسلحة إيرانية بحوزة إرهابيي القاعدة في اليمن، تسلط الضوء مجددا على علاقة ليست حديثة بين نظام ولاية الفقيه الحاكم في طهران منذ 4 عقود والتنظيم الإرهابي الأشهر عالميا خلال مطلع الألفية الحالية، فتحديدا في عام 2001، ومع اشتداد وطأة الضربات الأمريكية التي استهدفت "القاعدة" في أفغانستان، فرّ عدد كبير من إرهابيي التنظيم إلى إيران؛ ما أثار حينها استغراب الخبراء ممن لم يتمكنوا من استيعاب الصلة بين الطرفين.
وبعد سنوات عديدة تتكشف خيوط العلاقة السرية بين التنظيم الإرهابي الأشهر وطهران، بعد أن أكدت آلاف الوثائق التي نشرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قبل عامين سخاء الإيرانيين مع عناصر القاعدة الفارين.
لكن السؤال الأهم من وجهة نظري في هذا الشأن: أين جماعة الإخوان وأين ممولوها في قطر وتركيا وإيران من تلك المعادلة؟ .. الإجابة واضحة ولا تحتاج لعين خبيرة لإيضاحها، فجماعة الإخوان التي أعلنت أكثر من مرة عن تقاربها الحميم مع دولة الملالي في طهران، لكن تلك العلاقة أخذت شكلا جديدا بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها الجماعة في مصر والخليج وشمال أفريقيا، وأخيرًا في السودان، وهي علاقة تعمّقت منذ ثورة الخميني التي قام "الإخوان" بتهنئته بنجاح الثورة عبر استئجار طائرة خاصة ضمّت قيادات الجماعة من عدة دول. 
وفي أدبيات "الإخوان" يُنظر إلى إيران وتشيّعها على نحو "متساهل" بسبب منهج "الجماعة" القائم على "إحسان الظن بالمسلمين وعدم التدقيق على خلفياتهم العقدية، خاصة إذا كانوا في صراع مع القوى المعتدية على الأمة الإسلامية
كما كتب المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين عمر التلمساني مقالاً في العدد 105 من مجلة "الدعوة" في يوليو 1985 بعنوان (شيعة وسنّة) قال فيه: "إنّ التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن وبعيدًا عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم". فما يزال الإخوان المسلمون حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة في صفوف المسلمين. 
وكان علي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق والمستشار الأعلى للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي، أكد في ندوة عن "الحوزة الدينية والصحوة الإسلامية" عقدت في مدينة مشهد الإيرانية أنّ الإخوان المسلمين هم الأقرب إلى طهران بين كافة المجموعات الإسلامية.
ويؤكد حفاوة ولايتي بـ"الإخوان" على العلاقات السرية طويلة وممتدة بين مؤسس الجماعة حسن البنا وقائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، "وذلك في إطار من الروابط التي جمعت الرجلين بالمخابرات الغربية".
وأبلغ دليل على التقارب الإخواني الإيراني زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر بدعوة من المعزول محمد مرسي للمشاركة في مؤتمر إسلامي، وخطب في جامع الأزهر الشريف، وقبلها زيارة مرسي لطهران عام 2012 للمشاركة في مؤتمر "دول عدم الانحياز" كأول رئيس مصري يزورها بعد 34 عاما، دليلٌ آخر على الصلة الوثيقة بين الطرفين.
إذن الإرهاب في المنطقة هو صنيعة إخوانية إيرانية تحميها مصالح وأهداف واحدة تتفق في معظمها على عدم الاعتراف بحدود الدولة الوطنية من أجل تنفيذ مشروع إرهابي اتخذ من "دولة الخلافة" عنوانا له.