اختتمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيين من أعضاء حلف شمال الأطلنطي "ناتو" أول مناورة من نوعها للدفاع الجوي والصاروخي تقام في تاريخ الحلف.
وأطلقت واشنطن على المناورات اسم (استرال نايت 2019) أو (فرسان النجوم 2019) وحددت هدف المناورة بأنه تنسيق التعاون لتأمين السماء الأوروبية والأمريكية من أية اعتداءات أو تهديدات جوية سواء بالمقاتلات العادية أو الضربات الصاروخية أو كلاهما معًا وقد بدأت فعالياتها في منتصف الشهر الجاري.
وبحسب البيانات الصادرة عن قيادة حلف شمال الأطلنطي فقد شاركت في أعمال المناورة وحدات مظلية وصاروخية وبطاريات للدفاع الجوي من جيوش كل من الولايات المتحدة وإيطاليا وكرواتيا وسلوفينيا، وكانت قاعدة (أفيانو) الجوية في إيطاليا مسرحًا رئيسيًا لها إلى جانب مناطق أخرى.
وقال الجنرال ستيفان باشام نائب قائد القوات الأمريكية في أوروبا وأفريقيا، إن المناورات هي رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه استهداف سماء الولايات المتحدة وحلفائها في الحلف بأي شكل وضمان استعداد الدفاعات الجوية والصاروخية الأطلسية للتصدي الناجح لها.
وكانت الولايات المتحدة قد مركزت بعض القوات البرية وتشكيلات للدفاع الجوي والصاروخي في شرق أوروبا في مواجهة الحدود مع روسيا في أعقاب ضم روسيا عام 2014 لشبه جزيرة كرايمين الأوكرانية.
وتخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين ذلك التمدد الروسي عسكريًا في بعض المناطق، وهو التحرك الذي يعتبره الغرب أول تمدد عسكري لروسيا خارج أراضيها منذ انتهاء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي السابق والغرب يرقى إلى مستوى التهديد، وفضلًا عن ذلك تمتلك روسيا تواجدًا بحريًا قويًا في شرق المتوسط وهو ما يعتبره الغرب تحركًا خطرًا على رقعة السياسة في العالم.
وشهدت المناورات استحداث نظام للتعاون القتالي للقوة الفضائية الأمريكية مع قوات الإبرار الجوي والدفاع الصاروخي معًا، وهي المرة الأولى التي تدخل فيها القوة الفضائية الأمريكية مناورات دولية مشتركة بهذا الحجم برغم كونها سلاحًا مستحدثًا وذراعًا جديدة من أذرع الأركان العامة للقوات المسلحة الأمريكية.
كما شاركت القوات المسلحة الأمريكية في المناورة بوحدات منتقاه من تشكيلات الفرقة العاشرة لقيادة قوات الدفاع الجوي والصاروخي الأمريكية والمزودة ببطاريات من طراز باتريوت القادرة على التصدي للأهداف الجوية العادية والضربات الصاروخية الباليستية معًا.
من جانبه، ناحيته قال الجنرال الإيطالي سيلفانو فرايجيرو الذي يرأس قيادة القوات الإيطالية المشتركة في ميلانو إن "التتميم على جاهزية قوات الدفاع الجوي والصاروخي لحلف شمال الأطلنطي بما يضمن رد الفعل السريع والرادع لأي عدوان على السماء الأوروبية، وتنسيق التعاون مع الشركاء الآخرين هو أهم ما يميز مناورة (فرسان النجوم 2019)".
وشهدت أعمال المناورة إجراء اختبارات رماية على أهداف معادية محاكية بواسطة صواريخ (تاد)؛ للتأكد من سلامة وكفاءة إجراءات الاتصالات والقيادة والتحكم والسيطرة في التعامل بتلك النوعية من الصواريخ.
كما شاركت تشكيلات جوية أمريكية شملت مقاتلات (إف – 16 فالكون) و(إف – 35 الشبحية) والتي تتبع السرب رقم 421 في سلاح الجو الأمريكي والمتمركز في قاعدة (هيل) الجوية بولاية يوتا بالولايات المتحدة، وكذلك تشكيل أخر من السرب الجوي الأمريكي رقم 388 من المقاتلات القاذفة، وذلك إلى جانب أسراب من المقاتلات (ميج – 21) التابعة لسلاح الجو الأوكراني.
