الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

حتى لا ننسى .. 80 عامًا من جرائم الجماعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ماذا بعد وفاة محمد مرسي؟ يدور هذا السؤال فى الأفق السياسي، بحثا عن رد الفعل المتوقع من جماعة الإخوان الإرهابية، لا سيما فى ظل توقعات بأنها لن تفوت هذه المناسبة دون أن تسعى لتحقيق أقصى استفادة من ورائها.


«التنظيم الدولى» للإخوان يفقد فرصة العودة للمشهد السياسى

محاولات فاشلة فى تأليب الشعب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة

الإجراءات التى اتخذتها معظم دول العالم ساهمت فى انكشاف أمر الجماعة

فى الوقت الذى اتفق فيه الخبراء، على أن وفاة «مرسي» داخل قاعة المحكمة، وليس فى محبسه، تسكب مبكرا المياه على النيران التى كانت ستشعلها الجماعة، لو حدثت واقعة الوفاة بغير هذه العلانية، كما تكشف سريعا زيف الادعاءات الإخوانية سابقة التجهيز، من قبيل مسئولية الدولة عن وفاته.

حول الطريقة التى يمكن للجماعة أن تسعى للاستفادة من وفاة مرسى عبرها، قال الباحث السياسى طه علي، إن التنظيم الدولى للجماعة لن يتردد فى إطلاق مظلومية، تعيده إلى المشهد السياسي، عن طريق ما يمكن وصفه بـ«بكائية الرئيس الشهيد».

وأضاف، أن الجماعة وتنظيمها الدولي، سيسعيان إلى توظيف حادث الوفاة لتحقيق مكاسب، مشيرا إلى أن الميليشيات الإلكترونية التابعة للجماعة، بدأت منذ اللحظات الأولى لإعلان نبأ الوفاة، فى شن حملات تعتمد على الأكاذيب، والشائعات من قبيل تعرض مرسى للاضطهاد والحرمان من حقوقه فى المحاكمة العادلة وغيرها من المزاعم الكاذبة.

وقال: «من المتوقع أن تسعى الجماعة لإثارة وحشد الرأى العام، ضد الدولة المصرية وخاصة مع اقتراب فعاليات كأس الأمم الأفريقية، ما يجعل الجماعة تظن أنه بإمكانها الضغط على الدولة المصرية، إلا أن الحقيقة أنها ستفشل».

لافتا إلى أن الجماعة صارت بلا تأثير على الشعب المصري، فى ظل انكشاف جرائمها، وافتضاح أمرها فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، مضيفا: «وبدا هذا واضحا فى فشل كل محاولاتها لتأليب الشعب، والحشد فى الشارع، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى عاشها المصريون بالتزامن مع برنامج الإصلاح الاقتصادى الجارى تطبيقه».

وتابع: «وعلى المستوى الخارجي، ستسعى الجماعة أيضا لتحقيق مكاسب، إذ من المتوقع أن تعمل على توظيف وفاة مرسي، لجذب التعاطف الدولى أملا فى وقف الإجراءات الجارية فى عدد من الدول، ومن بينها أمريكا، لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية».

وأشار «علي» إلى أن طبيعة العلاقات الدولية، ونجاح الدولة المصرية فى استعادة مكانتها، وعلاقاتها الجيدة بدول العالم، ستحول دون أن تحقق الجماعة أيا من أهدافها، خاصة أنها أصبحت كيانا منبوذا فى معظم دول العالم، اللهم إلا فى الدول المتحالفة معها مثل: قطر وتركيا».


من جانبه، قال المحامى ثروت الخرباوي، والقيادى الإخوانى السابق إن وفاة محمد مرسي، لو وقعت منذ ثلاثة أعوام، كان من الممكن أن تشعل موجة إرهابية خطيرة فى مصر، مضيفا لـ«البوابة»: لكن الآن باتت الجماعة ضعيفة، وخسرت ظهيرها الشعبى المتعاطف، بعد كشف جرائمها وإرهابها ضد الشعب، وبعد الخطاب الدنيء لمعظم قياداتها عن رموز الدولة المصرية، الأحياء ومن مات أيضا».

وأضاف: «من ينسى أسلوب حديث قيادات الجماعة عن وفاة بعض رموز الدولة المصرية، ومن ذلك ما وجهوه من شتائم للبابا شنودة الثالث بعد وفاته، وشماتتهم فى الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، والنائب العام السابق المستشار الشهيد هشام بركات، الذى تطاول عليه المدعو وجدى غنيم بألفاظ لا تخرج من مسلم، وصلت إلى كيل الشتائم والسباب البذيء، وهو ما حدث من القيادى الإخوانى الهارب مجدى شلش أيضا».

وتابع: «عندما يموت مناهضو الجماعة، ومعارضوها، يقول شيوخهم نفق فلان، حتى يشبهونه بالحيوانات عندما تموت، وهو إهدار لكرامة الإنسان، فى لحظة الموت، لا يمكن أن تأتى من مسلم، نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف احتراما لجنازة يهودي، وبكى عليه أيضا وقال: أليست نفسا تفلتت منى إلى جهنم».

وواصل: «الإخوان يخرجون الإنسان من دائرة التكريم، التى أعطاها له الله، ويلحقونه بالحيوانات، لا لشيء إلا لأنه كان مخالفا لهم، بل إنهم شمتوا فى العالم الكبير أحمد زويل، دون أن يكون لهم به أى علاقة من قريب أو بعيد، كما فعلوا ذلك مع أحمد فؤاد نجم، وعبدالرحمن الأبنودي، وهو دليل على أنهم لا يعرفون الإسلام».

بدوره أكد الأستاذ الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن وفاة محمد مرسي، لن تكون لها تأثير على الأوضاع الداخلية فى مصر، بعد أن انفض الجميع من حول الجماعة، وصارت بلا نصير، مشيرا إلى أن محمد مرسى كان سجينا إثر جرائم جنائية يحاكم بموجبها، وبالتالى فلا مجال للحديث عن أى حيثية سياسية له.

ولفت الدياسطى إلى أن الجماعة لن تنجح فى الاستفادة من وفاة مرسي، بعد أن فقدت التعاطف الشعبي، وانكشفت حقيقتها أمام المصريين.

وأشار إلى أن الجماعة ستعمل على استغلال الوفاة لإثارة الرأى العام الدولي، بالتعاون مع قطر وتركيا، لكنها ستفشل، لانكشاف زيف وكذب ادعاءات الجماعة أمام الجميع.


من جانبه قال الأستاذ الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجماعة الزقازيق إن الجماعة ستركز فى تحركها للاستفادة من وفاة مرسي، على الشق الدولي، لأنها تعلم أنها لن تجنى شيئا داخليا.

وأضاف أن التنظيم الدولى للجماعة، سيعمل على الترويج لشائعات مغرضة وأفكار كاذبة تدور حول تحميل الدولة مسئولية وفاته، ترويجا لفكرة المظلومية، وادعاء أن وفاته لم تكن طبيعية.

وأضاف أن التنظيم الدولى للجماعة سيعمل بكل قوة من أجل تأكيد هذه الفكرة، لكن انكشاف أمر الجماعة، والإجراءات التى يتم اتخاذها ضدها فى معظم دول العالم حاليا، ستجعل تحركات التنظيم الدولى تنتهى دون أى فائدة.

تبقى الإشارة إلى أن النائب العام المستشار نبيل صادق، أصدر بيانا قال فى إنه أثناء المحاكمة، وعقب انتهاء دفاع المتهمين الثانى والثالث من المرافعة، طلب محمد مرسى الحديث فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث مرسى لمدة ٥ دقائق، وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة.

وأضاف البيان أنه أثناء وجود المتهم محمد مرسي، والمتهمين داخل القفص، سقط أرضًا مغشيًا عليه، حيث تم نقله فورًا إلى المستشفى وتبين وفاته.

وبتوقيع الكشف الطب الظاهرى عليه، وجد أنه لا ضغط له ولا نبض ولا حركات تنفسية، وحدقتا العينين متسعتان، غير مستجيبتين للضوء والمؤثرات الخارجية، وقد حضر إلى المستشفى متوفيا فى تمام الساعة ٤:٥٠ مساءً، وتبين عدم وجود إصابات ظاهرية به.

وأشار البيان إلى أن النائب العام، أمر بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة، بنيابتى أمن الدولة العليا، وجنوب القاهرة الكلية، لإجراء المناظرة للمتوفى، والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة داخل قاعة المحكمة، وقفص المتهمين وسماع أقوال الموجودين معه، كما أمر بالتحفظ على الملف الطبى الخاص بعلاج المتوفى، وندب لجنة عليا من الطب الشرعى برئاسة كبير الأطباء الشرعيين لأسباب الوفاة والتصريح بدفنه.


«أقنعة الإخوان».. للجماعة وجوه قبيحة

فى عام ٢٠١٣، أدرجت الحكومة، «الإخوان» على قائمة الإرهاب، بعد تأكد وقوف الجماعة وراء أعمال عنف وشن هجمات إرهابية، رغم نفى الجماعة لذلك، وعلى خطى مصر سارت كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ووضعتا الجماعة فى قائمة المنظمات الإرهابية، رغم أنه لا توجد أحزاب أو أى جمعيات لها علاقة بالجماعة فى السعودية أو الإمارات.

ووجدت جماعة «الإخوان» الأم فى مصر، نفسها جامدة وسط خلاف داخلى، ولم يكن أمام التنظيم الدولى للإخوان إلا أن يستحدث فروعًا للجماعة فى مختلف أنحاء العالم، كتونس واليمن وأوروبا وأخيرًا فلسطين، لضمان إعادة التمركز وترتيب الأوراق من جديد، وإعلان فك الارتباط عن الجماعة الأم فى مصر، ولعل أبرز المنفصلين حركة «حماس» وحزب «الإصلاح» اليمنى وحزب «النهضة التونسية».

وأعلنت حركة «حماس»، عبر الرئيس السابق لمكتبها السياسى، خالد مشعل، أن «حماس» تنظيم مستقل، وإن ارتبط فكريًّا بتيار الإخوان، ما يدل على استقلاليته عن أى تنظيم أو جماعة أخرى، وقبلها كان اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا، الذى يُوصف بأنه الجناح الأوروبى لجماعة «الإخوان»، والذى كان أول قادته سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا والسكرتير الشخصى له، كما أعلن حمد اليدومى، رئيس حزب «الإصلاح» اليمنى المحسوب على الإخوان، فى سبتمبر ٢٠١٦، انفصاله عن الجماعة الأم فى مصر، كما أعلن حزب النهضة التونسى، عن طريق قائده راشد الغنوشى، عدم تبعية الحركة تنظيميًا للإخوان.

وفى ١٤ فبراير ٢٠١٦، أعلنت جماعة الإخوان فى الأردن قطع ارتباطها بالتنظيم العالمى للجماعة، وانفصالها عن الجماعة الأم بمصر، وشطبت الجماعة نص ارتباطها بإخوان مصر من الفقرة الأولى فى لائحة نظامها الأساسى.

لم يكن ما فعلته تلك الأفرع الإخوانية أكثر من ارتداء قناع الانفصال الأيديولوجى على وجه الانتماء الحقيقى للجماعة الأم، وهو القناع الذى خلعته أفرع الجماعة، أمس الأول الإثنين، عقب وفاة محمد مرسى، البالغ من العمر ٦٨ عامًا، إثر فقدانه الوعى خلال حضوره جلسة محاكمة فى قضية التخابر مع حركة حماس، وهو ما فضح وكشف الوجه الحقيقى للتنظيم الدولى لجماعة الإخوان فى العالم أجمع، فقد فضحت الجماعات المنفصلة عن جماعة «الإخوان» فى مصر نفسها بنفسها، من خلال إعلانهم أن محمد مرسى يعتبر «شهيدًا» من وجهة نظرهم.

وصدرت البيانات الناعية لوفاة «مرسى»، وشاع استخدام مفردات مثل: «إهمال»، «تقصير»، «تعذيب»، «صدمة» فى تلك البيانات، معتبرين أنه بطل قومى يمثل الإسلام، كما أكد بيان حركة النهضة التونسية، معاناة من سماهم بـ«المسجونين السياسيين» فى مصر، زاعمًا أن الدولة المصرية تعنتت طوال الفترة الماضية ضد جماعة «الإخوان» تحديدًا، كما حمَّلوا السلطات المصرية مسئولية وفاة المعزول.


«الإرهابية» تاريخ للابتزاز من كل الأحداث

الجماعة تستدعى المظلومية التاريخية وتبث سمومها عبر منابرها الإعلامية

الاستثمار فى الموت، وبناء مظلومية جديدة، سياسة تتبعها جماعة الإخوان، فى حشد أعضائها واستمراريتها، مع خسارتها الكبرى والفادحة عقب ثورة ٣٠ يونيو، وذلك عبر خلق أوراق ابتزاز ومساومة للدولة المصرية، بعدما أنهت ٣٠ يونيو حضور الجماعة.

وجاءت وفاة محمد مرسي، لتكون فرصة للجماعة للظهور الإعلامى عبر وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والدولية، للحصول على أى مكاسب سياسية من الدولة المصرية، تضمن عودتها إلى الشارع السياسى ولعبة السلطة من باب مزاعم «قتل مرسي»، ونسج قصص وروايات عديدة وصلت إلى ادعائها أنه تم قتله على طريقة موت الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات فى محاولة لتعظيم مكانته، لدرجة أن الإخوانية اليمنية توكل كرمان المقيمة بإسطنبول رفعته إلى درجة النبوة، ونعته على حسابها بـ«تويتر» قائلة: «قتلناك يا آخر الأنبياء».

بيان النعى الذى قدمته فروع الإخوان فى الدول العربية والأجنبية، كان هدفه تحريك الآلة الإعلامية الإخوانية للتنظيم الدولى فى كل الدول من أجل تصدير وفاة مرسى على أنها الحدث الأهم والأبرز فى العالم، وهو الأمر الذى لم يحدث عند وفاة محمد مهدى عاكف، المرشد السابع لـ«الإخوان»، الذى توفى الجمعة (٢٢ سبتمبر ٢٠١٧) عن عمرٍ ناهز تسعين عامًا، فى مستشفى قصر العينى الحكومي، وهو ما يوضح الاستثمار السياسى لمنصب مرسى أكثر من مكانته ككادر فى جماعة الإخوان.

ودعا المتحدث الإعلامى باسم المكتب العام لـ«الإخوان»، عباس قباري، إلى الاحتشاد ليلًا أمام جميع سفارات مصر بالعالم، مطالبًا بتدويل المسألة و«الدعوة لإجراء تحقيق دولى فى ملابسات» وفاة مرسي.

وهو الخط الإعلامى الذى تبنته قناة الجزيرة القطرية والإعلام الإخوانى فى التقارير الإخبارية بنشر تصريحات لقيادات إخوانية أو شخصيات سياسية عربية وأجنبية مرتبطة بالإخوان، وكذلك منظمات حقوقية، بهدف خلق أوراق ضغط على الحكومة المصرية لانتزاع مكاسب للإخوان وقطر وتركيا فى ملفات إقليمية، والمساومة بملف وفاة مرسي.

وقال الرئيس التونسى السابق المنصف المرزوقى فى مقابلة مع الجزيرة إن مرسى شهيد، «وسيأتى يوم تأخذ فيه العدالة مجراها»، زاعما أن ما جرى لمرسى هو «قتل تحت التعذيب»، فيما زعم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن عبدالحميد الذنيبات أن النظام المصرى وراء قتل محمد مرسي.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الحكومة المصرية تتحمل مسئولية وفاة مرسي، لأنها لم توفر له الرعاية الطبية الكافية أو حقوق السجناء الأساسية، مضيفة أن مرسى سيُذكر كأول رئيس مُنتخب ديمقراطيًا فى مصر.

وعبّرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها الشديدة لنبأ وفاة مرسي، ودعت السلطات المصرية إلى إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف فى ظروف وفاته وحيثيات احتجازه، بما فى ذلك حبسـه الانفرادى وعزله عن العالم الخارجي.

وطالب عمرو دراج القيادى بحزب الحرية والعدالة فى تصريحات لقناة الجزيرة القطرية بفتح تحقيق دولى فى ملابسات وظروف مقتل مرسي، على حد زعمه.

دعوة قبارى ودراج، تكشف عن استثمار الإخوان فى وفاة مرسى وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من وراء وفاته، والتى جاءت فى ظروف طبيعية وفقا لبيان النائب العام.

وكانت النيابة العامة أعلنت وفاة مرسى الساعة ١٦:٥٠ بتوقيت القاهرة فى المستشفى، وقالت إنه سقط مغشيًا عليه بعد إدلائه بدفاعه داخل قفص الاتهام فى المحكمة.

وكذلك دعت جماعة الإخوان لتظاهرة فى الشارع المصري، فى محاولة منها لاستهداف الاستقرار السياسى والأمنى فى البلاد، وخلق أوراق ضغط على الدولة المصرية بهدف الخروج من كهف النسيان الإجبارى للإخوان فى الشارع المصري.

وكشف بيان لحركة النهضة (فرع الإخوان فى تونس) عن هذا التوجه فى استثمار موت مرسي، بدعوة الحكومة المصرية لعقد مفاوضات ومصالحة مع القوى السياسية وخاصة الإخوان للخروج مما وصفته بالوضع المتأزم فى مصر، وكذلك الإفراج عن المعتقلين من قيادات الإخوان وهم المتورطون فى قضايا العنف والإرهاب.

وقالت النهضة فى بيان: «إنها تأمل أن تكون هذه الحادثة الأليمة مدعاة لوضع حد لمعاناة آلاف المساجين السياسيين وإطلاق سراحهم وفتح حوارات بين مختلف الفرقاء السياسيين من أجل حياة سياسية ديمقراطية»، على حد قولها.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، استثمر أيضًا وفاة مرسى ووصف محمد مرسي بـ«الشهيد» ودعت هيئة الشئون الدينية التركية إلى صلاة الغائب فى مساجد تركيا.

الاستثمار السياسى لوفاة مرسى من قبل الإخوان يكشف عن استراتيجية المظلومية داخل الإخوان، وكيفية استثمارها وتعظيمها من أجل تحقيق أكبر مكاسب دخل التنظيم والشعوب والحكومات، فردود الأفعال الإخوانية وما يرتبط بها من حكومات جاءت فى هذا الاتجاه، وما يفضح الأمر أنه لم يكن على نفس قدر رد الفعل الإخوانى فى وفاة محمد مهدى عاكف.


محللون سياسيون: الإخوان والرهان الخاسر دائما والوهن أصابها فى مقتل

عمرو هاشم: الجماعة تفقد تماسكها والإحباط سيد الموقف هشام النجار: الإخوان وفشل تجارب كسب التعاطف

جاءت وفاة محمد مرسي، كالقشة التى قصمت ظهر البعير، لتضع نهاية لآمال زائفة روج لها أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية على مدار ٦ سنوات من محاكمته بعدة تهم منها التخابر، لإيهام أتباع الجماعة بخروجه من السجن وعودته للحكم. وجاءت وفاة «مرسي» خلال محاكمته أمس الأول الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٩، بعد رفع جلسة محاكمته فى قضية التخابر؛ حيث أصيب بنوبة إغماء توفى على أثرها. يذكر أن مرسي، من مواليد أغسطس فى العام ١٩٥١، واسمه بالكامل محمد محمد مرسى عيسى العياط، تولى رئاسة مصر فى أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير ٢٠١١، ممثلًا عن جماعة الإخوان التى ثار ضدها شعب مصر وعزله عن الحكم فى ٢٠١٣ بعد عام واحد من حكم جماعته المتطرفة. كما اتهم وجرت محاكمته فى عدة قضايا خاصة بالتخابر مع حماس وقطر واقتحام السجون وقتل المتظاهرين، وصدرت ضده أحكام قضائية ونهائية بالسجن.

وفاة «رمز الإخوان»

مع ٢٣ متهمًا آخرين من قيادات جماعة الإخوان فى القضية المعروفة إعلاميًّا بـ«التخابر مع حماس» وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، مثل مرسى أمام محكمة جنايات القاهرة.

قال الدكتور «عمرو هاشم»، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية: إن وفاة مرسي ستؤدى إلى نوع من الإحباط الشديد بين صفوف الجماعة، التى عولت على تماسكه فى المحكمة وتمسكه بما يسمونه الشرعية.

وأضاف هاشم فى تصريحات خاصة أن الوهن سيصيب الجماعة، بعد موت القيادة الأكثر رمزية، خاصة مع بقاء قيادات الجماعة فى السجن، فى حين أن السلطة التى يعترضون عليها ما زالت قائمة ومستمرة.


من جانبه، قال اللواء محمد صادق، مساعد وزير الداخلية الأسبق: إن جماعة الإخوان كانت تعتمد على وجود «مرسي» كورقة لتثبيت ولاء أتباعها، لكن موته سيضرب جميع تلك الحسابات فى وقت لا يوجد فيه من هو أكثر رمزية منه، لكونه وصل إلى منصب كبير فى الدولة المصرية وليس فقط فى الجماعة.

ويقول هشام النجار، الباحث فى شئون الإسلام السياسي: إن جماعة الإخوان داومت على استغلال محمد مرسى حيًا وبعد موته فى كسب التعاطف، خاصة خلال الفترة الماضية، التى كان الداخل المصرى قد تجاوز النقاش حول وجود الجماعة على الأرض.

مؤكدًا هذه محطة من محطات توظيف محمد مرسي، الذى كان مجرد أداة فى الجماعة، لإعادة جمع حلفائها، فى ظل المظلومية التى تعيشها.

ويشير الباحث، إلى اتجاه الجماعة نحو تسييس الحدث، وهو ما تعمد إليه منذ الخمسينيات، وما يظهر أيضًا من خلال تناول الإعلام الإخوانى وتصريحات الأطراف الفاعلة حاليًا، الذين يعتبرون رعاة لها فى تركيا وتونس وقطر.

وبحسب النجار، فإن الجماعة تسعى الآن إلى التشكيك فى طبيعة الوفاة عبر المنظمات الحقوقية والمنظمات التابعة لها، وستستغل هذا الحدث للضرب فى الدولة المصرية معتمدة على المنابر الدولية؛ خاصة فى ظل سجن قياداتها فى مصر، والمراهنة على إعادة الجماعة للشارع السياسى المصري، وإعادة الحديث حول القيادات والمطالبة بإنقاذ من تبقى.


آثار الحدث عبر وسائل التواصل

قال اللواء «محمد صادق»: إن رد فعل أعضاء الجماعة سيكون سلبيًّا، لكن لن يكون خطيرًا، مشيرًا إلى أنهم ربما يسلكون طريق التشكيك فى طبيعة الوفاة، لكن الله يحب هذه البلد، فلو مات فى محبسه لاتهموا الدولة بقتله، لكنه مات فى المحكمة. وبحسب «صادق» فإن أعضاء الجماعة سيصيبهم الإحباط، وسيكون له رد فعل سلبي، هذا رد الفعل لن يتخطى كونه تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي. يذكر أن الجماعة تربط موت القيادات بردود فعل تصعيدية، لكن نتيجة تراجع شعبيتها خلال السنوات الماضية، لجأ «الإخوان» للعنف. وفى السياق ذاته قال الدكتور «عمرو هاشم»: جماعة الإخوان تحت حكم مبارك لم تكن تمارس العنف لكنها الآن تمارسه كثيرًا، وإن كانت كثافة العمليات تراجعت مؤخرًا، لكن لا يمكن الجزم بانتهائها.

سنوات من المحاكمة

على مدار ست سنوات مضت، كان «الإخوان» يتمنون خروج مرسي من السجن رغم توجيه تهم جنائية له، وعدد من الأحكام القضائية التى أيدت بعضها، فيما ألغى البعض الآخر من محكمة النقض، وأعيدت محاكمته على ذمة هذه القضايا من بينها قضيتا «التخابر مع حماس» و«اقتحام السجون».

وقضت محكمة النقض، فى أكتوبر ٢٠١٧، برفض طعن «مرسي» والقياديين بجماعة الإخوان «محمد البلتاجي»، و«عصام العريان» و٦ آخرين على الأحكام الصادرة ضدهم بالسجن المشدد ما بين ١٠ سنوات و٢٠ سنة فى القضية المعروفة إعلاميًّا «بأحداث قصر الاتحادية».

وبحكم محكمة النقض يصبح الحكم الذى أصدرته محكمة جنايات القاهرة فى القضية بحبس الرئيس السابق ٢٠ سنة نهائيًّا وباتًا، ولا يجوز الطعن عليه. كما أصدرت محكمة النقض فى سبتمبر ٢٠١٧، برئاسة المستشار «حمدى أبوالخير»، حكمًا نهائيًا وباتًا بتأييد ثلاثة أحكام بالإعدام شنقًا بحق ثلاثة من المتهمين من عناصر جماعة الإخوان، وتأييد عقوبة السجن المؤبد بحق محمد مرسي، وإلغاء حكم سجنه ١٥ سنة، فى اتهامه بتسريب وثائق ومستندات صادرة عن أجهزة الدولة السيادية، موجهة إلى مؤسسة الرئاسة وتتعلق بالأمن القومى والقوات المسلحة المصرية، فيما عرف بـ«التخابر مع قطر». وقد قضت محكمة جنايات القاهرة، فى جلستها المنعقدة فى ٣٠ ديسمبر ٢٠١٧، برئاسة المستشار «حماده شكري»، بمعاقبة الرئيس الأسبق محمد مرسى و١٧ آخرين، بالحبس لمدة ٣ سنوات، لإدانته فى قضية إهانة السلطة القضائية والإساءة إلى رجالها والتطاول عليهم بقصد بث الكراهية.

خبراء: «الإرهابية» ومحاولات البحث عن البدائل

سامح عيد: الدول الأوروبية لن تدعم الإخوان على المستوى السياسى

مساعد وزير الداخلية الأسبق: الجماعة لن تغامر بأى حراك فى مصر

بدأت المنصات الإعلامية الإخوانية الداعمة للجماعة، حملة إعلامية ضخمة بعد وفاة محمد مرسي، عقب جلسة محاكمته فى قضية التخابر. وحاولت المنصات الإعلامية الإخوانية والحسابات المؤيدة للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى الترويج للمظاهرات وأعمال الشغب بعد وفاة مرسي، على الرغم من إصدار مكتب النائب العام المصرى بيانًا ينفى فيه الشبهة الجنائية وراء حادثة الوفاة.

كما دعا ما يسمى بالمكتب العام لـ«الإخوان»، فى بيان له، المصريين فى الخارج إلى التجمع أمام السفارات والقنصليات المصرية للمطالبة بالتحقيق الدولي فى وفاة مرسي.

وقد حذر عدد من الخبراء المتخصصين فى شئون الجماعات الإسلاموية من موجات جديدة من أعمال الشغب والعنف، التى يمكن أن تطلقها الجماعة أو مجموعات العنف الإخوانية المرتبطة عقب وفاة مرسي.

مجموعات العنف النوعية

على الرغم من توارى مجموعات العنف النوعية عن الأنظار خلال الفترة الماضية، فإن هناك عددًا من الخلايا المنتشرة والمعروفة بهذه الممارسات، من أبرزها «حسم» و«لواء الثورة»، ومجموعة «أنصار الإسلام» المقربة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي.

وبدأت حركة «حسم» المدرجة على قوائم الإرهاب نشاطاتها بمهاجمة عدد من الكمائن والارتكازات الأمنية، كما حاولت اغتيال النائب العام المساعد عبر استهدافه بسيارة مفخخة، وضعت بالقرب من طريق موكبه. وأظهر الخطاب الإعلامى للحركة فى عدة مناسبات ارتباطها الفكرى بجماعة الإخوان، إذ أصدرت عددًا من البيانات لدعم الجماعة، من بينها بيان شهير بعد وفاة مرشد الإخوان السابق «مهدى عاكف».

وفى السياق ذاته، ظهرت قبل مدة حركة أخرى تسمى بـ«لواء الثورة»؛ لتنفذ عددًا من العمليات الإرهابية ضد رجال الجيش والشرطة من بينها اغتيال العميد «عادل رجائي» قائد الفرقة التاسعة بالقوات المسلحة.

كما أعلنت ما تسمى بـ«جماعة أنصار الإسلام» فى أكثر من مناسبة سعيها لتنفيذ هجمات إرهابية داخل مصر، انتقامًا لما أسمته بأحداث فض رابعة والنهضة.

وقد بثت نهاية العام الماضي، صفحة إعلام المقاومة التى يديرها عدد من القيادات الإخوانية فى تركيا، فيديو لأحد الإرهابيين المرتبطين بجماعة أنصار الإسلام وهو يحكى تفاصيل هجوم الواحات الإرهابي، وأدرجت ضمن الفيديو صورًا لفض اعتصامى رابعة والنهضة. وحتى نشر هذا التقرير، لم تصدر المجموعات الإرهابية السابقة أى تعليقات عن حادثة وفاة مرسي.

نشر الشائعات

من جهته توقع سامح عيد، الإخوانى المنشق والخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية ألا تلجأ جماعة الإخوان إلى القيام بأية أعمال داخل مصر، موضحًا أن الجماعة ستركز نشاطها الإعلامى ووقفاتها الإعلامية على الدول الأجنبية خارج مصر، وستحاول تصوير الحادث على أنه عملية اغتيال للرئيس المعزول، لإظهاره كرمز كبير للجماعة كما حاول الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» أن يفعل عبر بيانه الذى أصدره بعد وفاة «مرسي».

وأوضح «عيد» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أن الجماعة ستسعى للتركيز على ملف المعتقلين، ومحاولة الضغط على مصر عبر المنظمات الدولية الحقوقية المشبوهة وغيرها بعد وفاة مرسي، مستفيدين من الشائعات التى نشروها عن الإهمال الطبى فى متابعة الحالة الصحية للرئيس المعزول.

وأكد الخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية أن الدول الأوروبية لن تدعم الإخوان على المستوى السياسي، ولن تكون هناك أهمية كبيرة لوفاة مرسى؛ لأنها تنظر إليه كمتهم فى عدد من القضايا داخل مصر، أما على المستوى الحقوقى فقد تلجأ منظمات مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها إلى إصدار تقارير ضد مصر.

ولفت «سامح عيد» النظر إلى أن بقايا مجموعات العنف الإخوانية تخضع لمحاكمات على الجرائم التى ارتكبتها فى حق الدولة المصرية، ومن تبقى منهم خارج السجون هرب إلى خارج البلاد أو انضم إلى مجموعات أخرى لا تتبنى أيديولوجيا الإخوان، وعليه فمن المستبعد تنفيذ أية عمليات إرهابية انتقامًا لوفاة محمد مرسي.

واعتبر الخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية أن قيادات الصف الأول فى جماعة الإخوان نسوا قضية مرسى منذ وقت طويل، بل إن هناك عددًا من الانتقادات التى وجهت له خلال الفترة الماضية.


من جانبه قال اللواء «هشام بلال» مساعد وزير الداخلية السابق: إن المجموعات الإرهابية التى نفذت الهجمات العنيفة داخل مصر لها أيديولوجيا وتكتيكات مختلفة عن الإخوان على الرغم من أن الجماعة كانت هى المفرخة التى خرجت منها كل التنظيمات الإرهابية، فى فترة من الفترات.

وأضاف «بلال» فى تصريح لـ«البوابة نيوز»، أن المنتمين للإخوان بمن فيهم محمد مرسى ينظر إليهم من قبل الجماعات الإرهابية، على أنهم سياسيون وليسوا متمسكين بتعاليم الدين الحقيقي، مشيرًا إلى أن الجماعات تنتقد هذا السلوك فى الإخوان.

وأوضح مساعد وزير الداخلية السابق أن الحراك الإخوانى فى الخارج لن يكون له صدى إلا إذا كانت هناك دول لها أجندات داخل مصر وتسعى خلال الفترة الحالية لتحقيقها، ملمحًا إلى أن هذه الدول ستسعى لاستغلال حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها داخل مصر استنادًا إلى مواد فى القانون الدولى الذى فُصِّل على مقاس الأقوياء.

مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية التى تتبنى الفكر الجهادى لها توجه مختلف ومغاير تمامًا للإخوان ولن تهتم بوفاة الرئيس الأسبق.

وعن تحركات «الإخوان»، توقع مساعد وزير الداخلية السابق ألا تقوم الجماعة بأى تحركات سوى بعض المظاهرات فى مناطق نائية، والوقفات الاحتجاجية فى الخارج، معتبرًا أنها لن تكون مؤثرة ولن تغامر الجماعة بأى حراك فى مصر، إلا إذا كان لديها فاعليات محددة قبل وفاة مرسي، مطالبًا القوات الأمنية باليقظة والحذر خلال الفترة المقبلة. ودعا «بلال» إدارة المعلومات والتوثيق فى وزارة الداخلية لتفعيل القوانين الخاصة بنشر الشائعات وترويج الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى للحد من موجات الدعاية الإخوانية بعد وفاة مرسي.


باحثون سياسيون: الجماعة ومأزق التغيير

مصطفى أمين: محاولات البحث عن شرعية زائفة.. ومصطفى كمال: التنظيم أمام مفترق طرق

قال مصطفى أمين، باحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن وفاة محمد مرسي، كانت صدمة للجماعة الإرهابية، مشيرا إلى أن الجماعة ليس لديها خطة بديلة من الشرعية المزيفة.

وأضاف، أن الإخوان ستحاول الاستفادة من هذا الحدث إلى أقصى درجة، ومحاولة النيل من صورة مصر فى الخارج، عن طريق اتهام مصر بقتل مرسى، رغم وفاته الطبيعية.

وأكد «أمين» أن احتمال قيام الجماعة بأعمال عنف احتمال ضعيف، مشيرا إلى أن أذرع الجماعة المسلحة ضعيفة دخل مصر، نتيجة الجهود التى تبذلها الدولة لمحاصرة الإرهاب ومصادر تمويله.

من جهته، قال مصطفى كمال، باحث مساعد بوحدة الدراسات السياسية بمركز الأهرام، إن وفاة مرسى تضع الجماعة الإرهابية أمام مفترق طرق، وتفتح الأبواب أمام الكثير من التطورات وردود الأفعال، مصريا وإقليميا ودوليا.

وأشار إلى أن وفاة مرسى قد تزيد أيضا من وتيرة عمليات العنف التى يقوم بها الجناح المسلح للجماعة للثأر لوفاة أول رئيس إخوانى فى تاريخ مصر، طالما يعتبرون وفاته داخل المحكمة عملية اغتيال، بحسب أكاذيب الجماعة الإرهابية، وأشار «كمال» إلى أن حمزة زوبع، المتحدث باسم الجماعة من تركيا اتهم النظام بقتل مرسى وطالب بعدم إقامة سرادق عزاء له حتى يتم الثأر لموته.