الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"التنظيم الدولي" للإخوان يفقد فرصة العودة للمشهد السياسي.. ومحاولات فاشلة لتأليب الشعب رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.. وقرارات معظم دول العالم فضحت الجماعة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا بعد وفاة محمد مرسي؟ يدور هذا السؤال فى الأفق السياسي، بحثا عن رد الفعل المتوقع من جماعة الإخوان الإرهابية، لا سيما فى ظل توقعات بأنها لن تفوت هذه المناسبة دون أن تسعى لتحقيق أقصى استفادة من ورائها.
وفى الوقت الذى اتفق فيه الخبراء، على أن وفاة «مرسي» داخل قاعة المحكمة، وليس فى محبسه، تسكب مبكرا المياه على النيران التى كانت ستشعلها الجماعة، لو حدثت واقعة الوفاة بغير هذه العلانية، كما تكشف سريعا زيف الادعاءات الإخوانية سابقة التجهيز، من قبيل مسئولية الدولة عن وفاته.

حول الطريقة التى يمكن للجماعة أن تسعى للاستفادة من وفاة مرسى عبرها، قال الباحث السياسى طه علي، إن التنظيم الدولى للجماعة لن يتردد فى إطلاق مظلومية، تعيده إلى المشهد السياسي، عن طريق ما يمكن وصفه بـ«بكائية الرئيس الشهيد».
وأضاف، أن الجماعة وتنظيمها الدولي، سيسعيان إلى توظيف حادث الوفاة لتحقيق مكاسب، مشيرا إلى أن الميليشيات الإلكترونية التابعة للجماعة، بدأت منذ اللحظات الأولى لإعلان نبأ الوفاة، فى شن حملات تعتمد على الأكاذيب، والشائعات من قبيل تعرض مرسى للاضطهاد والحرمان من حقوقه فى المحاكمة العادلة وغيرها من المزاعم الكاذبة.
وقال: «من المتوقع أن تسعى الجماعة لإثارة وحشد الرأى العام، ضد الدولة المصرية وخاصة مع اقتراب فعاليات كأس الأمم الأفريقية، ما يجعل الجماعة تظن أنه بإمكانها الضغط على الدولة المصرية، إلا أن الحقيقة أنها ستفشل».
لافتا إلى أن الجماعة صارت بلا تأثير على الشعب المصري، فى ظل انكشاف جرائمها، وافتضاح أمرها فى أعقاب ثورة ٣٠ يونيو، مضيفا: «وبدا هذا واضحا فى فشل كل محاولاتها لتأليب الشعب، والحشد فى الشارع، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى عاشها المصريون بالتزامن مع برنامج الإصلاح الاقتصادى الجارى تطبيقه».
وتابع: «وعلى المستوى الخارجي، ستسعى الجماعة أيضا لتحقيق مكاسب، إذ من المتوقع أن تعمل على توظيف وفاة مرسي، لجذب التعاطف الدولى أملا فى وقف الإجراءات الجارية فى عدد من الدول، ومن بينها أمريكا، لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية».
وأشار «علي» إلى أن طبيعة العلاقات الدولية، ونجاح الدولة المصرية فى استعادة مكانتها، وعلاقاتها الجيدة بدول العالم، ستحول دون أن تحقق الجماعة أيا من أهدافها، خاصة أنها أصبحت كيانا منبوذا فى معظم دول العالم، اللهم إلا فى الدول المتحالفة معها مثل: قطر وتركيا».

من جانبه، قال المحامى ثروت الخرباوي، والقيادى الإخوانى السابق إن وفاة محمد مرسي، لو وقعت منذ ثلاثة أعوام، كان من الممكن أن تشعل موجة إرهابية خطيرة فى مصر، مضيفا لـ«البوابة»: لكن الآن باتت الجماعة ضعيفة، وخسرت ظهيرها الشعبى المتعاطف، بعد كشف جرائمها وإرهابها ضد الشعب، وبعد الخطاب الدنيء لمعظم قياداتها عن رموز الدولة المصرية، الأحياء ومن مات أيضا».
وأضاف: «من ينسى أسلوب حديث قيادات الجماعة عن وفاة بعض رموز الدولة المصرية، ومن ذلك ما وجهوه من شتائم للبابا شنودة الثالث بعد وفاته، وشماتتهم فى الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، والنائب العام السابق المستشار الشهيد هشام بركات، الذى تطاول عليه المدعو وجدى غنيم بألفاظ لا تخرج من مسلم، وصلت إلى كيل الشتائم والسباب البذيء، وهو ما حدث من القيادى الإخوانى الهارب مجدى شلش أيضا».
وتابع: «عندما يموت مناهضو الجماعة، ومعارضوها، يقول شيوخهم نفق فلان، حتى يشبهونه بالحيوانات عندما تموت، وهو إهدار لكرامة الإنسان، فى لحظة الموت، لا يمكن أن تأتى من مسلم، نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف احتراما لجنازة يهودي، وبكى عليه أيضا وقال: أليست نفسا تفلتت منى إلى جهنم».
وواصل: «الإخوان يخرجون الإنسان من دائرة التكريم، التى أعطاها له الله، ويلحقونه بالحيوانات، لا لشيء إلا لأنه كان مخالفا لهم، بل إنهم شمتوا فى العالم الكبير أحمد زويل، دون أن يكون لهم به أى علاقة من قريب أو بعيد، كما فعلوا ذلك مع أحمد فؤاد نجم، وعبدالرحمن الأبنودي، وهو دليل على أنهم لا يعرفون الإسلام».

بدوره أكد الأستاذ الدكتور رفيق الدياسطي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الزقازيق، أن وفاة محمد مرسي، لن تكون لها تأثير على الأوضاع الداخلية فى مصر، بعد أن انفض الجميع من حول الجماعة، وصارت بلا نصير، مشيرا إلى أن محمد مرسى كان سجينا إثر جرائم جنائية يحاكم بموجبها، وبالتالى فلا مجال للحديث عن أى حيثية سياسية له.
ولفت الدياسطى إلى أن الجماعة لن تنجح فى الاستفادة من وفاة مرسي، بعد أن فقدت التعاطف الشعبي، وانكشفت حقيقتها أمام المصريين.
وأشار إلى أن الجماعة ستعمل على استغلال الوفاة لإثارة الرأى العام الدولي، بالتعاون مع قطر وتركيا، لكنها ستفشل، لانكشاف زيف وكذب ادعاءات الجماعة أمام الجميع.

من جانبه قال الأستاذ الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجماعة الزقازيق إن الجماعة ستركز فى تحركها للاستفادة من وفاة مرسي، على الشق الدولي، لأنها تعلم أنها لن تجنى شيئا داخليا.
وأضاف أن التنظيم الدولى للجماعة، سيعمل على الترويج لشائعات مغرضة وأفكار كاذبة تدور حول تحميل الدولة مسئولية وفاته، ترويجا لفكرة المظلومية، وادعاء أن وفاته لم تكن طبيعية.
وأضاف أن التنظيم الدولى للجماعة سيعمل بكل قوة من أجل تأكيد هذه الفكرة، لكن انكشاف أمر الجماعة، والإجراءات التى يتم اتخاذها ضدها فى معظم دول العالم حاليا، ستجعل تحركات التنظيم الدولى تنتهى دون أى فائدة. 
تبقى الإشارة إلى أن النائب العام المستشار نبيل صادق، أصدر بيانا قال فى إنه أثناء المحاكمة، وعقب انتهاء دفاع المتهمين الثانى والثالث من المرافعة، طلب محمد مرسى الحديث فسمحت له المحكمة بذلك، حيث تحدث مرسى لمدة ٥ دقائق، وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة.
وأضاف البيان أنه أثناء وجود المتهم محمد مرسي، والمتهمين داخل القفص، سقط أرضًا مغشيًا عليه، حيث تم نقله فورًا إلى المستشفى وتبين وفاته.
وبتوقيع الكشف الطب الظاهرى عليه، وجد أنه لا ضغط له ولا نبض ولا حركات تنفسية، وحدقتا العينين متسعتان، غير مستجيبتين للضوء والمؤثرات الخارجية، وقد حضر إلى المستشفى متوفيا فى تمام الساعة ٤:٥٠ مساءً، وتبين عدم وجود إصابات ظاهرية به.
وأشار البيان إلى أن النائب العام، أمر بانتقال فريق من أعضاء النيابة العامة، بنيابتى أمن الدولة العليا، وجنوب القاهرة الكلية، لإجراء المناظرة للمتوفى، والتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة داخل قاعة المحكمة، وقفص المتهمين وسماع أقوال الموجودين معه، كما أمر بالتحفظ على الملف الطبى الخاص بعلاج المتوفى، وندب لجنة عليا من الطب الشرعى برئاسة كبير الأطباء الشرعيين لأسباب الوفاة والتصريح بدفنه.