الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"الإرهابية" تاريخ من الابتزاز.. الجماعة تستدعي المظلومية وتبث سمومها عبر منابرها الإعلامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الاستثمار فى الموت، وبناء مظلومية جديدة، سياسة تتبعها جماعة الإخوان، فى حشد أعضائها واستمراريتها، مع خسارتها الكبرى والفادحة عقب ثورة ٣٠ يونيو، وذلك عبر خلق أوراق ابتزاز ومساومة للدولة المصرية، بعدما أنهت ٣٠ يونيو حضور الجماعة.


وجاءت وفاة محمد مرسي، لتكون فرصة للجماعة للظهور الإعلامى عبر وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والدولية، للحصول على أى مكاسب سياسية من الدولة المصرية، تضمن عودتها إلى الشارع السياسى ولعبة السلطة من باب مزاعم «قتل مرسي»، ونسج قصص وروايات عديدة وصلت إلى ادعائها أنه تم قتله على طريقة موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات فى محاولة لتعظيم مكانته، لدرجة أن الإخوانية اليمنية توكل كرمان المقيمة بإسطنبول رفعته إلى درجة النبوة، ونعته على حسابها بـ«تويتر» قائلة: «قتلناك يا آخر الأنبياء».
بيان النعى الذى قدمته فروع الإخوان فى الدول العربية والأجنبية، كان هدفه تحريك الآلة الإعلامية الإخوانية للتنظيم الدولى فى كل الدول من أجل تصدير وفاة مرسى على أنها الحدث الأهم والأبرز فى العالم، وهو الأمر الذى لم يحدث عند وفاة محمد مهدى عاكف، المرشد السابع لـ«الإخوان»، الذى توفى الجمعة (٢٢ سبتمبر ٢٠١٧) عن عمرٍ ناهز تسعين عامًا، فى مستشفى قصر العينى الحكومي، وهو ما يوضح الاستثمار السياسى لمنصب مرسى أكثر من مكانته ككادر فى جماعة الإخوان.


ودعا المتحدث الإعلامى باسم المكتب العام لـ«الإخوان»، عباس قباري، إلى الاحتشاد ليلًا أمام جميع سفارات مصر بالعالم، مطالبًا بتدويل المسألة و«الدعوة لإجراء تحقيق دولى فى ملابسات» وفاة مرسي.
وهو الخط الإعلامى الذى تبنته قناة الجزيرة القطرية والإعلام الإخوانى فى التقارير الإخبارية بنشر تصريحات لقيادات إخوانية أو شخصيات سياسية عربية وأجنبية مرتبطة بالإخوان، وكذلك منظمات حقوقية، بهدف خلق أوراق ضغط على الحكومة المصرية لانتزاع مكاسب للإخوان وقطر وتركيا فى ملفات إقليمية، والمساومة بملف وفاة مرسي.

وقال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقى فى مقابلة مع الجزيرة: إن مرسى شهيد، «وسيأتى يوم تأخذ فيه العدالة مجراها»، زاعما أن ما جرى لمرسى هو «قتل تحت التعذيب»، فيما زعم المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن عبدالحميد الذنيبات أن النظام المصري وراء قتل محمد مرسي.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن الحكومة المصرية تتحمل مسئولية وفاة مرسي، لأنها لم توفر له الرعاية الطبية الكافية أو حقوق السجناء الأساسية، مضيفة أن مرسى سيُذكر كأول رئيس مُنتخب ديمقراطيًا فى مصر.
وعبّرت منظمة العفو الدولية عن صدمتها الشديدة لنبأ وفاة مرسي، ودعت السلطات المصرية إلى إجراء تحقيق نزيه وشامل وشفاف فى ظروف وفاته وحيثيات احتجازه، بما فى ذلك حبسـه الانفرادي وعزله عن العالم الخارجي.
وطالب عمرو دراج القيادى بحزب الحرية والعدالة فى تصريحات لقناة الجزيرة القطرية بفتح تحقيق دولى فى ملابسات وظروف مقتل مرسي، على حد زعمه.
دعوة قبارى ودراج، تكشف عن استثمار الإخوان فى وفاة مرسى وتحقيق أكبر مكاسب ممكنة من وراء وفاته، والتى جاءت فى ظروف طبيعية وفقا لبيان النائب العام.
وكانت النيابة العامة أعلنت وفاة مرسى الساعة ١٦:٥٠ بتوقيت القاهرة فى المستشفى، وقالت إنه سقط مغشيًا عليه بعد إدلائه بدفاعه داخل قفص الاتهام فى المحكمة.
وكذلك دعت جماعة الإخوان لتظاهرة فى الشارع المصري، فى محاولة منها لاستهداف الاستقرار السياسى والأمنى فى البلاد، وخلق أوراق ضغط على الدولة المصرية بهدف الخروج من كهف النسيان الإجبارى للإخوان فى الشارع المصري.

وكشف بيان لحركة النهضة (فرع الإخوان فى تونس) عن هذا التوجه فى استثمار موت مرسي، بدعوة الحكومة المصرية لعقد مفاوضات ومصالحة مع القوى السياسية وخاصة الإخوان للخروج مما وصفته بالوضع المتأزم فى مصر، وكذلك الإفراج عن المعتقلين من قيادات الإخوان وهم المتورطون فى قضايا العنف والإرهاب.
وقالت النهضة فى بيان: «إنها تأمل أن تكون هذه الحادثة الأليمة مدعاة لوضع حد لمعاناة آلاف المساجين السياسيين وإطلاق سراحهم وفتح حوارات بين مختلف الفرقاء السياسيين من أجل حياة سياسية ديمقراطية»، على حد قولها.

الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، استثمر أيضًا وفاة مرسى ووصف محمد مرسي بـ«الشهيد» ودعت هيئة الشئون الدينية التركية إلى صلاة الغائب فى مساجد تركيا.
الاستثمار السياسي لوفاة مرسى من قبل الإخوان يكشف عن استراتيجية المظلومية داخل الإخوان، وكيفية استثمارها وتعظيمها من أجل تحقيق أكبر مكاسب دخل التنظيم والشعوب والحكومات، فردود الأفعال الإخوانية وما يرتبط بها من حكومات جاءت فى هذا الاتجاه، وما يفضح الأمر أنه لم يكن على نفس قدر رد الفعل الإخوانى فى وفاة محمد مهدى عاكف.