الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد وفاة محمد مرسي.. "الإرهابية" ومحاولات البحث عن البدائل.. سامح عيد: الدول الأوروبية لن تدعم الإخوان على المستوى السياسي.. مساعد وزير الداخلية الأسبق: الجماعة لن تغامر بأي حراك في مصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت المنصات الإعلامية الإخوانية الداعمة للجماعة، حملة إعلامية ضخمة بعد وفاة محمد مرسي، عقب جلسة محاكمته فى قضية التخابر. وحاولت المنصات الإعلامية الإخوانية والحسابات المؤيدة للجماعة على مواقع التواصل الاجتماعى الترويج للمظاهرات وأعمال الشغب بعد وفاة مرسي، على الرغم من إصدار مكتب النائب العام المصرى بيانًا ينفى فيه الشبهة الجنائية وراء حادثة الوفاة.

كما دعا ما يسمى بالمكتب العام لـ«الإخوان»، فى بيان له، المصريين فى الخارج إلى التجمع أمام السفارات والقنصليات المصرية للمطالبة بالتحقيق الدولي فى وفاة مرسي.
وقد حذر عدد من الخبراء المتخصصين فى شئون الجماعات الإسلاموية من موجات جديدة من أعمال الشغب والعنف، التى يمكن أن تطلقها الجماعة أو مجموعات العنف الإخوانية المرتبطة عقب وفاة مرسي.
مجموعات العنف النوعية
على الرغم من توارى مجموعات العنف النوعية عن الأنظار خلال الفترة الماضية، فإن هناك عددًا من الخلايا المنتشرة والمعروفة بهذه الممارسات، من أبرزها «حسم» و«لواء الثورة»، ومجموعة «أنصار الإسلام» المقربة من تنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وبدأت حركة «حسم» المدرجة على قوائم الإرهاب نشاطاتها بمهاجمة عدد من الكمائن والارتكازات الأمنية، كما حاولت اغتيال النائب العام المساعد عبر استهدافه بسيارة مفخخة، وضعت بالقرب من طريق موكبه. وأظهر الخطاب الإعلامى للحركة فى عدة مناسبات ارتباطها الفكرى بجماعة الإخوان، إذ أصدرت عددًا من البيانات لدعم الجماعة، من بينها بيان شهير بعد وفاة مرشد الإخوان السابق «مهدى عاكف».
وفى السياق ذاته، ظهرت قبل مدة حركة أخرى تسمى بـ«لواء الثورة»؛ لتنفذ عددًا من العمليات الإرهابية ضد رجال الجيش والشرطة من بينها اغتيال العميد «عادل رجائي» قائد الفرقة التاسعة بالقوات المسلحة.
كما أعلنت ما تسمى بـ«جماعة أنصار الإسلام» فى أكثر من مناسبة سعيها لتنفيذ هجمات إرهابية داخل مصر، انتقامًا لما أسمته بأحداث فض رابعة والنهضة.
وقد بثت نهاية العام الماضي، صفحة إعلام المقاومة التى يديرها عدد من القيادات الإخوانية فى تركيا، فيديو لأحد الإرهابيين المرتبطين بجماعة أنصار الإسلام وهو يحكى تفاصيل هجوم الواحات الإرهابي، وأدرجت ضمن الفيديو صورًا لفض اعتصامى رابعة والنهضة. وحتى نشر هذا التقرير، لم تصدر المجموعات الإرهابية السابقة أى تعليقات عن حادثة وفاة مرسي.

نشر الشائعات 
من جهته توقع سامح عيد، الإخوانى المنشق والخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية ألا تلجأ جماعة الإخوان إلى القيام بأية أعمال داخل مصر، موضحًا أن الجماعة ستركز نشاطها الإعلامى ووقفاتها الإعلامية على الدول الأجنبية خارج مصر، وستحاول تصوير الحادث على أنه عملية اغتيال للرئيس المعزول، لإظهاره كرمز كبير للجماعة كما حاول الرئيس التركى «رجب طيب أردوغان» أن يفعل عبر بيانه الذى أصدره بعد وفاة «مرسي».
وأوضح «عيد» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز» أن الجماعة ستسعى للتركيز على ملف المعتقلين، ومحاولة الضغط على مصر عبر المنظمات الدولية الحقوقية المشبوهة وغيرها بعد وفاة مرسي، مستفيدين من الشائعات التى نشروها عن الإهمال الطبى فى متابعة الحالة الصحية للرئيس المعزول.
وأكد الخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية أن الدول الأوروبية لن تدعم الإخوان على المستوى السياسي، ولن تكون هناك أهمية كبيرة لوفاة مرسى؛ لأنها تنظر إليه كمتهم فى عدد من القضايا داخل مصر، أما على المستوى الحقوقى فقد تلجأ منظمات مثل هيومن رايتس ووتش وغيرها إلى إصدار تقارير ضد مصر.
ولفت «سامح عيد» النظر إلى أن بقايا مجموعات العنف الإخوانية تخضع لمحاكمات على الجرائم التى ارتكبتها فى حق الدولة المصرية، ومن تبقى منهم خارج السجون هرب إلى خارج البلاد أو انضم إلى مجموعات أخرى لا تتبنى أيديولوجيا الإخوان، وعليه فمن المستبعد تنفيذ أية عمليات إرهابية انتقامًا لوفاة محمد مرسي.
واعتبر الخبير فى شئون الجماعات الإسلاموية أن قيادات الصف الأول فى جماعة الإخوان نسوا قضية مرسى منذ وقت طويل، بل إن هناك عددًا من الانتقادات التى وجهت له خلال الفترة الماضية.

من جانبه قال اللواء «هشام بلال» مساعد وزير الداخلية السابق: إن المجموعات الإرهابية التى نفذت الهجمات العنيفة داخل مصر لها أيديولوجيا وتكتيكات مختلفة عن الإخوان على الرغم من أن الجماعة كانت هى المفرخة التى خرجت منها كل التنظيمات الإرهابية، فى فترة من الفترات.
وأضاف «بلال» فى تصريح لـ«البوابة نيوز»، أن المنتمين للإخوان بمن فيهم محمد مرسى ينظر إليهم من قبل الجماعات الإرهابية، على أنهم سياسيون وليسوا متمسكين بتعاليم الدين الحقيقي، مشيرًا إلى أن الجماعات تنتقد هذا السلوك فى الإخوان.
وأوضح مساعد وزير الداخلية السابق أن الحراك الإخوانى فى الخارج لن يكون له صدى إلا إذا كانت هناك دول لها أجندات داخل مصر وتسعى خلال الفترة الحالية لتحقيقها، ملمحًا إلى أن هذه الدول ستسعى لاستغلال حقوق الإنسان لتحقيق مصالحها داخل مصر استنادًا إلى مواد فى القانون الدولى الذى فُصِّل على مقاس الأقوياء.
مؤكدًا أن الجماعات الإرهابية التى تتبنى الفكر الجهادى لها توجه مختلف ومغاير تمامًا للإخوان ولن تهتم بوفاة الرئيس الأسبق.
وعن تحركات «الإخوان»، توقع مساعد وزير الداخلية السابق ألا تقوم الجماعة بأى تحركات سوى بعض المظاهرات فى مناطق نائية، والوقفات الاحتجاجية فى الخارج، معتبرًا أنها لن تكون مؤثرة ولن تغامر الجماعة بأى حراك فى مصر، إلا إذا كان لديها فاعليات محددة قبل وفاة مرسي، مطالبًا القوات الأمنية باليقظة والحذر خلال الفترة المقبلة. ودعا «بلال» إدارة المعلومات والتوثيق فى وزارة الداخلية لتفعيل القوانين الخاصة بنشر الشائعات وترويج الأكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعى للحد من موجات الدعاية الإخوانية بعد وفاة مرسي.