حطب وبياناته.. نصر واشتغالاته
"كرر الكذبة كثيرا بما يكفي وستصبح فيما بعد هي الحقيقة"، مقولة منسوبة لجوزيف جوبلز، مسئول الدعاية السياسية "البروباجندا" في عصر هتلر وهذه القاعدة يسير عليها الآن كل من يعتقد أن الاعتذار نقطة ضعف لا يجب إظهارها، وهزيمة لا تليق به، وبالتالي فإن أشد المكابرين الرافضين للاعتذار، يصنفون أنفسهم كطبقة مثالية لا تخطئ وإن أخطأت فلا تجد الاعتذار في قاموسهم.
ولما كان هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية وهشام نصر رئيس اتحاد اليد من الذين لا يخطئون فإنهما يكرران كذبة أن وسائل النقل غير الآمنة هي السبب في عدم مشاركة بعثة مصر في دورة الألعاب الشاطئية بمدينة سال بالرأس الأخضر.
أصدر حطب بيانا رسميا يرد على من انتقد فشل اللجنة الأولمبية في عدم السفر متزامنا مع بيان هشام نصر رئيس اتحاد اليد وعضو اللجنة الأولمبية ويحمل كل منهما نفس المعنى وتلخيص المشكلة في عدم توافر وسيلة سفر آمنة إلى جزيرة سال؛ حيث إن الوسيلة الوحيدة حسب زعمهما هي السفر بالعبارة لمدة 9 ساعات في المحيط واتفق "الهشامين" على عدم أهمية الدورة ورغم ذلك بذلت اللجنة الأولمبية أقصى جهد للمشاركة فيها لكن العيب كان في اللجنة المنظمة للدورة وزاد هشام نصر من الشعر بيتا في بيانه؛ حيث أكد أن العديد من الدول اعتذرت عن عدم المشاركة على رأسها ليبيا والكونغو وأن عدم وجود وسائل نقل آمنة واعتذار مصر وليبيا والكونغو عن عدم المشاركة، أدى إلى قيام الاتحاد الأفريقي لكرة اليد بسحب تنظيم البطولة الأفريقية للأندية من الرأس الأخضر وإسنادها إلى تونس.
الراغب في الرد على بيان حطب ونصر لن يجد أي عناء خاصة أن كليهما يناقض نفسه وأن البيان مجرد محاولة للتبرئة والهروب من المسئولية رغم أن القصة كلها كان من الممكن غلقها بامتلاك شجاعة الاعتذار عن خطأ اللجنة الذي يتمثل في تأخر اتخاذ قرار السفر ومن ثم حجز طيران داخلي لكن تفرغ "الهشامين" للرد وإصدار البيانات والظهور في فيديوهات لقلب الحقيقة خاصة أن حطب ناقض نفسه ويقول إن الدورة غير مهمة فكيف تكون غير مهمة وهي تجمع أفريقي كبير شارك فيه أكثر من 40 دولة ومن العيب ألا تتواجد مصر بحجمها في هذا التجمع الأفريقي وكيف تكون غير مهمة ويبذل فيها حطب كل هذه المحاولات؟ وكيف أنها غير مهمة وطلب حطب في البداية من وزارة الرياضة دعم 5 ملايين جنيه؟ وهنا نسأل حطب كيف سافرت الدول الأفريقية إلى الرأس الأخضر هل سافروا بالعبارة "اللي بتقعد في المحيط 9 ساعات" وهل سافر على الشناوي المدير الإداري لمنتخب مصر لكرة اليد الشاطئية بالعبارة أيضا؟
بيانات حطب وتصريحاته اعتدنا عليها فمن منا ينسى تصريحاته عن قطر وعن ثمن الحصان القطري الذي يفوق إعداد مصر للدورات الأولمبية أو تصريحاته بعد الفشل في ريو دي جانيرو أو تصريحاته عن مخالفاته التي أثبتها الجهاز المركزي للمحاسبات! أما بيان هشام نصر والذي حاول فيه "اشتغالنا" بانسحاب بعض الدول وذكر بالاسم ليبيا فلن أعلق عليه هنا بعقد مقارنة رياضية بيننا وبين الشقيقة ليبيا لكن يكفي أن أقول للسيد رئيس اتحاد اليد الذي لم يكن حريصا على مشاركة منتخبه في دورة مؤهلة لبطولة عالم ولدورة أولمبية شاطئية أقول له إن ليبيا شاركت في الدورة في أكثر من لعبة منها التجديف والسباحة وكرة القدم الاستعراضية.
أما ما ذكره هشام نصر في بيانه عن سحب تنظيم بطولة أفريقيا لكرة اليد من الرأس الأخضر فهي "اشتغاله" أخرى؛ حيث إن البطولة لم يتم سحبها وتم توقيع عقود الاستضافة بالرأس الأخضر على هامش منافسات دورة الألعاب الشاطئية فكيف لمسئول كبير يروج لمثل هذه الشائعة في بيان رسمي صادر من الاتحاد لمجرد تنصله من المسئولية وعلى رئيس اتحاد اليد قراءة ما كتبه المدير الإداري لمنتخب اليد الذي سافر – بالطيران – إلى مدينة سال عن نجاح تنظيم الدورة وإشادته باللجنة المنظمة.
وأخيرا نوجه سؤالا إلى "الهشامين" – الرئيس والعضو – كيف يتم صرف بدل السفر ومصروف الجيب للبعثة قبل المغادرة "دي مخالفة ولا اشتغاله؟ نصيحة أخيرة كثرة البيانات تفضح "الاشتغالات".