الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

اللواء محمد نصر الرئيس السابق لجهاز تعمير سيناء: الإرهاب أكبر عائق أمام التنمية.. الأنفاق ومحور 30 يونيو "نقلة نوعية" في تطوير أرض الفيروز

اللواء محمد نصر الرئيس
اللواء محمد نصر الرئيس السابق لجهاز تعمير سيناء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال اللواء مهندس محمد نصر، الرئيس السابق لجهاز تعمير سيناء: إنه توجد خطة لتنمية سيناء، لافتًا إلى قضية التنمية بدأت في مصر منذ الثمانينات من القرن الماضي. 
وأضاف في حواره على هامش صالون "البوابة نيوز" الذي أقيم اليوم الأحد، أن أبرز التحديات التي تواجه سيناء في الوقت الحالي هي الإرهاب، لأنه يعتبر أحد العوائق الرئيسية في مسيرة التنمية في سيناء، لذلك فإن مكافحة العناصر الإرهابية وتطهير المناطق التي ينتشرون بها في سيناء، هي واحدة من أكثر المهام صعوبة وتحديا في وقتنا الحالي.
وإلى نص الحوار.. 



ما هي خطة التنمية في سيناء ونظرتك الخاصة لها؟
توجد خطة محكمة لتنمية سيناء بالكامل وهي خطة مرتبة ترتيبا جيدا وتحتاج الي بعض الوقت لتنفيذها ومن المرجح أن تسير الخطة بشكل جيد ولكن ستكون وتيرتها أسرع بكثير بعد القضاء على الإرهاب ومن الممكن أن تنفذ هذه الخطة خلال خمس سنوات، وتم توقيع عقد لمعالجة مياه الصرف في بحر البقر بتكلفة تقدر بنحو مليار دولار، وذلك لتوفير المياه بالمنطقة، وتم أيضا البدء بالعمل في جامعة العريش التي تم تشغيلها بعدد من الكليات، فضلًا عن البدء بكلية التربية كنواة للبدء في تشغيل جامعة الطور في جنوب سيناء، وقد نجحت منطقة جنوب سيناء أيضا في تطبيق تجربة التجمعات البدوية الزراعية خلال 14 تجمعًا تضم أنشطة زراعية وصناعية وسمكية لسكان المحافظة، كما يتم تنفيذ 7 تجمعات بدوية جديدة، من خلال القوات المسلحة، ووصلت نسب التنفيذ لنحو 70%، وهو أمر في غاية الروعة، وخطة تعمير سيناء ليست حديثة العهد فقد بدأت هذه الخطة منذ الثمانينيات، ولكن لم تعمل هذه الخطة وتحدث بالطريقة الصحيحة سوى من خمس سنوات تقريبا وهي تسير بالصورة المطلوبة.
بدأت قضية تنمية سيناء منذ الثمانينيات، ما الذي تم تنفيذه خلال هذه الفترة؟
الإقليم متميز في البنية التحتية بصفة عامة، وهذه البنية تتمثل في المباني الخدمية والطرق والصرف الصحي والإسكان والكهرباء، ونفذت الهيئة الهندسية أكثر من 10016 وحدة سكنية و400 منزل بدوي كما أنه تم تعديل ومناطق الخدمات وتطويرها وإنشاء مناطق خدمية جديدة، كما انتهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من تنفيذ 18 بئرا سطحية وعميقة بمناطق الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة، بالإضافة إلى إنشاء محطتين لتحلية مياه البحر بكل من العريش والشيخ زويد، كما أنه يتم التخطيط لإنشاء العديد من المناطق الأخرى ومحطات تحلية المياه بالعديد من المناطق في سيناء.
وأصبحت ملامح التعمير تظهر بوضوح فى العديد من مناطق سيناء في الفترة الأخيرة، بعد أن دارت عجلة التنمية والإعمار من جديد على أرضها، وذلك في ظل منظومة عمل متكاملة الأركان يساعد فيها الجميع، كما أنه يتم التعامل مع تعميرها على أنه قضية أمن قومى، ولذلك حظيت سيناء بأولوية فى توفير الدعم المادى اللازم لمشروعات التعمير والتنمية.

ما هي أبرز التحديات التي يمكن حلها في الوقت الحالي وكيفية مواجهتها؟
أبرز التحديات التي تواجه سيناء في الوقت الحالي هي الإرهاب؛ حيث إنه يعتبر أحد العوائق الرئيسية في مسيرة التنمية في سيناء، لذلك فإن مكافحة العناصر الإرهابية وتطهير المناطق التي ينتشرون بها في سيناء هي واحدة من أكثر المهام صعوبة وتحديا في وقتنا الحالي، ولذلك تقوم قواتنا المسلحة بصد العناصر الإرهابية ورصد مناطقها وإعاقتها بكل ما أوتيت من قوة، ويقف الجيش المصري حاليا صامدا لدحر الإرهاب محققين العديد من الانجازات خلال العمليات الأمنية الشاملة بمناطق مكافحة النشاطات الإرهابية في الخرم والعنقابية وجبل الراحة والتى تتميز بالطبيعة الجبلية والمساحات الشاسعة، والتضاريس الوعرة التى تتخذها العناصر التكفيرية كأوكار لها بحيث يصعب الوصول اليها.
بالنسبة للأنفاق الجديدة في سيناء.. هل تعتبر نقلة نوعية لتحقيق التنمية؟
الأنفاق نقلة نوعية كبيرة جدا بالنسبة لتنمية سيناء، حيث أنها تسهل عملية مرور المواد الخام والمستلزمات الخاصة بالتنمية في سيناء، وواجهنا الكثير من المشكلات في هذا الأمر على مدار سنوات عديدة ومنذ بداية الثمانينيات، لذلك فان الانفاق تعتبر شيئا أساسيا لتحقيق ذلك في هذا الوقت، وتُعرف هذه الأنفاق بأنفاق قناة السويس أو أنفاق سيناء، وفى الحقيقة فهى تعتبر أنفاق الخير؛ حيث إنه ولأول مرة أصبح الوصول إلى سيناء لا يحتاج الكثير من التعب والمشقة، ولا يحتاج سوى دقائق معدودة للوصول إلى الإسماعيلية، كما أصبح تداول البضائع وحركة انتقالها بين شرق وغرب مدن القناة أكثر سهولة كثيرا من قبل، وذلك عن طريق أنفاق بورسعيد، وهذه هي شرايين التنمية الحقيقية، وهذه الأنفاق هم خمس أنفاق بلغ عددها 5 أنفاق، تتمثل فى نفقى الإسماعيلية والتى تصل إلى سيناء ذهابا وإيايا فى مدة زمنية تتراوح من 15-20 دقيقة، ونفقى بورسعيد والتى تربط غرب مدن القناة بشرقها.

هل تسير خطة التنمية الصناعية بالشكل المطلوب؟
معظم المشروعات الصناعية تسير بالشكل المطلوب وتقوم بتنفيذها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وقد قامت الدولة بعمل العديد من المشروعات الصناعية بالمنطقة مثل المنطقة الصناعية في بئر العبد، والمنطقة الصناعية بوسط سيناء، والمنطقة الصناعية الحرفية بـ"المساعيد"، كما اشتملت محافظة جنوب سيناء على ثلاث مناطق صناعية، وهي: "المنطقة الصناعية بأبو زنيمة، والمنطقة الصناعية بالقنطرة، والمنطقة الصناعية الأولى والثانية"، بالإضافة إلى وجود مناطق صناعة حرة، مثل المنطقة الحرة العامة بنويبع، وغيرها"، كما تزخر المنطقة الجديدة بوسط سيناء العديد من الكنوز التي ستحدث تغييرا كبيرا بالاقتصاد إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، حيث تتوافر في هذه المنطقة خامات الحجر الجيري والدولميت ورمل الزجاج وذلك طبقا للدراسات الأولية التي أجريت علي المنطقة، كما تسمح باقامة العديد من الصناعات الثقيلة كالأسمنت والسيراميك والصودا والطفلة والزجاج وغيرها من المواد التعدينية والكيماوية.
متى يمكن أن نقول أنه تم ربط منطقة الدلتا بسيناء؟
بعد عمل محور 30 يونيو الموازي لقناة السويس، وقد انشئ خصيصا غرب القناة لعدة أسباب أبرزها أنه كان يرتبط ارتباطا أساسيا بتنمية محور قناة السويس، حيث إنه يخدم موانئ شرق بورسعيد وبورسعيد ودمياط، حيث إنه ينقل البضائع من وإلى هذه الموانئ، كما أنه يتم الآن انشاء طريق يربط محور 30 يونيو بالمنصورة، ومسافة هذا المحور هي 80 كيلو مترا وهي ستقلص المسافة بين الدلتا وسيناء 80 كيلو فقط زوهي مسافة قصيرة جدا، ولذلك يمكن أن نقول أننا انتقلنا نقلة نوعية واستطعنا ربط المناطق ببعضها.
ما هو التحدي الذي يواجهه جهاز تعمير سيناء في الوقت الحالي؟
نحن حاليا نحاول أن نجد فرص عمل ونوفر جميع سبل الراحة للبدو أنفسهم لتوفير سبل الراحة اللازمة وذلك لمنع أي مشكلات بالمنطقة، كما أنه يتم اقامة العديد من التجمعات البدوية التنموية في أماكنهم، مثل الاهتمام بعمليات التوطين خاصة للسكان المحليين في المنطقة حيث أنه تمت إقامة ١٣ تجمعا تنمويا بتكلفة ٩٣ مليون جنيه على مساحة 1500 فدان ويستفيد من هذا المشروع 1500 أسرة وتشمل الخطة زراعة 500 فدان صوب زراعية و800 فدان فاكهة وزراعة 15 ألف نخلة، و400 ألف شجرة زيتون، و25 مزرعة ماعز وماشية من أجود السلالات و4 مزارع سمكية بأحدث الطرق والتى تعمل بها الطلمبات بالطاقة الشمسية حيث تعطى المزرعة نحو 20 طن أسماك فى العام.
كما يواجه جهاز تعمير سيناء مشكلة العمل تحت ضغط السعي للعمل لتعمير سيناء وتنفيذ المشروعات ومواجهة ومحاربة الإرهاب والإرهابيين في نفس الوقت، وهو خيار غاية في الصعوبة حيث إن هذا الأمر يعتبر تحديا كبيرا ومشكلة صعبة لا يمكن حلها بسهولة ولكن من المنتظر أن يتم القضاء على الإرهاب بصورة نهائية في الفترة القادمة، والعمل على تحقيق التنمية الشاملة والعمل علي المشروعات الكبرى.