الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

نقاد يشيدون بفيلم "الممر": شعاع ضوء لانتصار القوات المسلحة.. طارق الشناوي: وراءه مخرج حرفي وموهوب.. وحضور عبدالناصر في بداية الشريط كان مؤثرًا

فيلم الممر
فيلم "الممر"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف الناقد الكبير طارق الشناوي فيلم «الممر»، بأنه شعاع ضوء للانتصار الذي حققته قواتنا المسلحة بعد نكسة 1967، لكنه بشكل أشبه بالخيال، وقال: إن الفيلم بداية ذكية جدًا وموحية التقطها شريف عرفة كاتب ومخرج الفيلم.
وأكد «الشناوي»، فى تصريحات خاصة لـ«البوابة»، أن الأفلام العسكرية نادرة وشحيحة في بلادنا، لأنها تصطدم بأكثر من عائق، أولها التقنية المرتبطة فى جزء منها بضآلة الميزانية، ولو عدت فقط لأفلامنا، إلا قليلًا، في أعقاب 73، لاكتشفت كم السذاجة في التنفيذ، التي لا تتناسب أبدًا مع ما حققته قواتنا المسلحة من انتصار أسطوري.
وأضاف «الشناوي» أن «الممر» وراءه مخرج حرفي موهوب، استطاع توظيف التقنيات الحديثة وقاد فريق عمل أجنبيا لتنفيذ خياله.

وأشار إلى أن المخرج شريف عرفة يمشي على أشواك الممنوع، فحضور عبدالناصر في بداية الشريط كان مؤثرًا، وهو يعلن تحمله المسئولية، وجاءت حرب الاستنزاف، التى أعادت الثقة للجيش وللجبهة الداخلية واحدة من إنجازاته، مع استمرار الشريط يتلاشى حضور ناصر تدريجيًا، رغم أننا من المفروض نعيش تلك الأحداث في زمنه.
وأضاف أنه من الواضح أن الرسالة التي أراد الرئيس جمال عبدالناصر أن تصل بصوت أم كلثوم، وشعر صلاح جاهين وموسيقى رياض السنباطي، كانت تحمل التهديد والوعيد واستعراض القوة، للعدو المتربص بنا، بينما الجانب الإسرائيلي يتابع بهدوء التفاصيل، حيث تواجد الملقن لأول مرة خلف أم كلثوم ضمن أفراد الفرقة الموسيقية، وهو يُسمعها الكلمات، أي أن هناك استعجالًا من القيادة السياسية لبث الرسالة، في هذا التوقيت الشائك.
وأكد أن القصة من الخيال حتى لو استندت لخطوط حقيقية هنا أو هناك، البُعد الاجتماعي هو العمق الاستراتيجي للفيلم، توقف أمام سخرية المصريين من الهزيمة ومن ناصر، والحقيقة أن الضمير الجمعي أراد أن ينتقد الزيف في خداع الناس بالقوة المفرطة ثم نكتشف على أرض الواقع أنها مجرد بالونات ملونة وفارغة.
وأكمل «الشناوي»: «أراد عرفة أن يعقد التوازن بهذا المشهد، الضابط أحمد عز قائد الوحدة العسكرية في (السنترال) يريد الاتصال بوحدته في الإسماعيلية، يواجه ليس فقط بالسخرية لكن بالتجاهل، فيفقد أعصابه وينهال على الجميع بالضرب المفرط، الضابط يتم التحقيق معه في القسم، ضابط الشرطة شريف منير، يجبر الضحايا على التنازل، ليؤكد مجددًا أن الشعب كان مقهورًا أمام تعسف السلطة، المشهد يلقى بظلاله على أكثر من زاوية مثل العلاقة مع السلطة، هل أرادها كلها عرفة أم أن الجرعة لم تنضبط، فباتت أقرب لضربة درامية مقصودة وعشوائية أيضا.
وأضاف: «الفرقة العسكرية المنوط بها أن تعبر للجانب الآخر من القناة، يقودها عز، يختار أفراد الفرقة لتمثل أطياف المجتمع، وهكذا نجد مثلًا النوبة وجنوب الصعيد فى شخصيتى أمير صلاح ومحمد فراج، لتصل الرسالة أن هؤلاء المصريين قدموا الكثير للوطن لكنهم واقعيًا متجاهلون، كما أن بدو سيناء كان من المهم تأكيد ولائهم لمصر، إنه نوع من الاعتذار الضمني لأهالي النوبة وسيناء.
البطولات التي قدمتها قواتنا المسلحة في حرب الاستنزاف متعددة، خيال عرفة لعب دورا في الجمع بين لمحة من الواقع وأخرى من الخيال، لتتواصل الخطوط، لا بأس من كل ذلك قطعا، لكن هناك قدرا من التعسف مثلا في علاقة البدوية أسماء أبواليزيد مع محمد فراج، ببساطة يتركها أخوها الكبير من أهل سيناء لتسافر إلى الصعيد فقط لأن هناك من قرأ معه الفاتحة.
وزرع شخصية الصحفى إحسان وما يحمله الاسم من حيرة بين الرجل والمرأة، كأداة مباشرة للتخفيف الدرامي، لم أرتح إليها، هناك إحساس طوال الأحداث أن السيناريو يضع على كاهل «رزق» مسئولية الضحك، وهذا المنهج فى التناول الدرامي تجاوزه الزمن.
الشخصيات المفروض كلها تحمل هذا دون أي ادعاء أو عناء، تأجيل الصراع وامتداده مرتين بين إياد نصار الذى يؤدي دور الضابط الإسرائيلي وكل من الضابطين المصريين أحمد فلوكس ثم أحمد عز يشعرك أيضًا بقدر من التصنع، فى فرض معركة جسدية وفكرية يأخذ الطابع العنتري لتصل الرسالة مباشرة، أن الضابط المصري يتحدى وينتصر على الإسرائيلي، أراها مراهقة في الكتابة الدرامية.
ويواصل «الشناوي»: قاد عرفة ببراعة ممثليه فاقتنص أفضل ما لديهم، عز وفراج وفلوكس ورزق ومحمود حافظ، وتبقى الرائعة هند صبري بلقطات تشبه الومضة قدمتها بإحساس مرهف، عمر خيرت يمنح الشاشة زخما بتلك الرؤية الموسيقية التي حرص عليها عرفة وتأتي أغنية النهاية على التترات التي كتبها أمير طعيمة المشارك أيضًا في الحوار لتحلق بنا للذروة.

وأعربت الناقدة الكبيرة ماجدة موريس عن إعجابها الشديد بفيلم «الممر»، المشارك ضمن موسم عيد الفطر المبارك والذي حقق نجاحًا مبهرًا، مؤكدة أن الفيلم قد ساهم في فتح ملف قد توقفت الدولة والمنتجين عن إنتاجه من فترة كبير، وهو ملف البطولات المصرية العظيمة، الذي غاب عن السينما طويلًا بعد ما أصابها من مشاكل عديدة.
وأكدت «موريس» أن إنتاج فيلم بحجم «الممر» في ظل ما يحيط بالسينما من غوغاء كثيرة لهو شعاع أمل يبرهن على أن هناك إرادة حقيقية، فالتغير وتقديم فن راقٍ يليق بمكانة السينما المصرية.
وأضافت أن الفيلم تناول فترة مهمة في تاريخ مصر عقب ما يسمى بـ»النكسة»، وهو ما لم تناوله أي فيلم آخر، فمعظم الأفلام قد صورت فترة حرب الاستنزاف كفيلم «أغنية على الممر» وغيرها، ولكن فيما يخص مسألة المواجهة التي تمت على أرض سيناء لاستردادها لم تسرد بهذا الشيء العظيم من قبل، وهو شيء مهم للغاية ونحن بحاجة كبيرة له خاصة بين الأجيال الجديدة التي يجب أن تعلم أهمية الجيش وقوته ومكانته لأنهم يتعرضوا للعديد من الأحداث والأخبار السياسية التى قد تسبب لهم عدم الثقة، وأنا أتمنى أن يقام كل عام فيلم بمثل هذه القيمة والقوة والإمكانيات الكبيرة التى تجسدت في الإجادة والحركة والإضاءة والسيناريو والأسلحة وغيرها.