الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

العطش يضرب قرية أبودياب بقنا.. والأهالي: المسئولون "ودن من طين والتانية من عجين"

العطش يضرب قرية أبودياب
العطش يضرب قرية أبودياب بقنا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لنحو شهرين كاملين وقرية أبودياب شرق، التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، تُعاني من شحٍ شديدٍ في مياه الشرب، حيث يعيش ما يزيد على 30 ألف نسمة، وهو تعداد سكانها، انقطاع متواصل لمياه الشرب، مُنذ بداية أبريل الماضي، ونسي المسئولون حل مشكلتهم واكتفوا بإصدار الوعود فقط، وكان آخرها قبل 6 أشهُر، لكن دون تنفيذ.
وتجمع عدد من شباب وشيوخ قرية أبودياب شرق أمام المجلس المحلي للقرية، اعتراضًا على عدم وصول قطرة مياه في المنازل، بعدما تقطعت بهم السُبل في وصول شكواهم من انقطاع المياه لمدة شهور متواصلة إلى من يُجيبهم من المسئولين، حيث تصل المياه في بعض منازل القرية لمدة لا تتخطى 3 ساعات فجرًا خلال أحد أيام الأسبوع، وهو ما يضعهم بالكامل تحت رحمة "الطلمبات الحبشية" غير الصالحة للاستخدام الآدمي كون مياهها مالحة ولا تخلو من الملوثات التي تسبب الأمراض.
"من سيء لأسوء".. كلمات وصف بها محمد مبارك، أحد أهالي قرية أبودياب شرق، معاناتهم من الانقطاع المتواصل لمياه الشرب بالأسابيع، موضحًا أن شباب أبودياب وشيوخها لم ينقطعوا عن إبلاغ المسئولين بتلك الأزمة مُنذ ما يزيد على العامين، وعلى رأسهم الوصول بها لمحافظ قنا، اللواء عبدالحميد الهجان، ورؤساء المجالس المحلية المسئولين في المحافظة، وسط وعود مُتكررة بالحل، دون أدني تنفيذ على أرض الواقع.
ويُضيف الشاب الثلاثيني، أن مجموعة من الشكاوى تقدم بها أهالي قرية أبودياب أيضًا إلى شركة المياه والشرب لإيجاد حلول للمأساة، غير أنها انتهت إلى سلة مهملات المسئولين في الشركة، خاصة أن الأزمة لا تشمل قُرى مجاورة، ففي قُرى العزب المصري والحجيرات والسمطا تنقطع المياه لساعات قليلة نهارًا خلال الصيف غير أنها تعود إلى المنازل قبل بداية كل ليل.
ويُتابع مبارك، أن مياه الشرب تعمل بكافة طاقتها في قريتي الغوصة والأشراف، وهما الواقعتان على بعد كليومترات قليلة من قرية أبودياب، بعدما أنشأ المسئولون لهما "مُرشح للمياه" قبل عامين، وحينما قام المجلس المحلي لأبودياب بإنشاء "موتور سحب مياه" على أطراف القرية لضخ المياه إليها من خلال مُرشح الغوصة لم يستمر الأمر إلا أسبوعًا واحدًا حيث قام المسئولون بإقافه مرة أخرى بحجة انقطاع المياه في قرية الغوصة لتظل أبودياب شرق تعاني من شحٍ تام للمياه ليلًا ونهارًا.
ويصف الشاب العشريني، محمود رجب، مأساة أبناء قريته مع الانقطاع المتواصل للمياه قائلًا: "مفيش حد بيسأل في القرية، كل المسئولين عارفين بالمشكلة، من أول المحافظ لحد آخر مسئول في المحافظة، بس مش متحركين لأن الناس مش بتتكلم، ولما بيتكلموا يدوهم وعود والسلام"، منوهًا إلى أن ما يجعل أزمة انقطاع مياه الشرب في قرية أبودياب شرق مُختلفة عن غيرها من القرى المحيطة وأكثر معاناة، هو أنها القرية الأخيرة والأبعد عن مركز دشنا التابعة له، وهو ما يتطلب بالضرورة إنشاء مُرشح للمياه خاص بها لحل المشكلة نهائيًا.
وعن الطُرق البديلة التي يلجأ لها أبناء القرية لإيجاد البديل لمياه شرب صالحة يوضح رجب قائلًا: "مياه الاستحمام والمواشي بنعتمد فيها على الطلمبات الحبشية، كل ناحية ومنطقة فيها طلمبتان وأكتر، عملتهم الناس بمجهودهم الخاص بعد ما الأمور ساءت، وبالمناسبة هي مياه ضارة بالمواشي والطيور وجسم الإنسان، لأنها لم تعد كما كانت قديمًا، حيث أصبحت أكثر ملوحة وأكثر اختلاطًا بمياه الصرف الصحي في باطن الأرض، أما مياه الشرب فهناك 3 حنفيات للمياه على أطراف القرية بنجع أبونبوت نملأ منهم بالجراكن، وبسبب الزحام عليهم تكثر المشكلات".
وقال الحاج حسني فتحي، ابن قرية أبودياب شرق ونائب أمانة محافظة قنا عن الاتحاد العام للقبائل المصرية، إنه قبل 6 أشهُر اجتمع بعض أبناء وشيوخ قريته مع رئيس المجلس المحلي لمركز دشنا، ورؤساء 5 محلية تابعة للمركز، وعدد من المسئولين بالمحافظة، لبحث مأساة الانقطاع المتواصل للمياه بقرية أبودياب شرق غير أن الآمر آل في النهاية إلى "اللا شيء" رغم وعودهم بإحلال وتجديد وتوصيل المياه لـ10 كيلومترات بأبودياب شرق و10 كيلومترات آخرين لأبودياب غرب.
ويوضح صاحب الخمسين ربيعًا، أن المسئولين وعدوا وقتها بحل مشكلة انقطاع المياه جذريًا خلال شهرين على الأكثر، بعد الانتهاء من إنشاء مُرشح لضح المياه لقرية أبودياب في نجع الزهانات بقرية السمطا بمركز دشنا، وهو أمر لم يحدث، خاصة وأن مسئولين محافظة قنا يزعمون إنشاء "مُرشح الزهانات" مُنذ عدة سنوات لتهدئة المواطنين فقط دون أي تنفيذ فعلي لهذا المشروع على أرض الواقع.
ويُكمل فتحي لـ"البوابة نيوز" قائلًا: "اللي بيحصل للناس حرام.. عايزين مياه.. والمسئول مش سائل"، مُعربًا عن استيائه من اضطرار أبناء قريته إلى الجوء للمياه الارتوازية وإنشاء المضخات المائية "الطلمبات الجبشية" لحصولهم على المياه على مدار اليوم، بالرغم من أنها تسببت في العديد من الأمراض لبعض الأهالي، وعلى رأسها؛ الفشل الكلوي، لاحتوائها على نسب مرتفعة من الفوسفات والبوتاسيوم والأملاح.
من جانبه قال محمود قاسم، رئيس المجلس المحلي لقرية أبودياب، إن ضغط مُرشحات المياه ضعيف وغير كاف، وهو ما يصل حد انقطاع دائم لقرى آخر الخط التابعة لمركز دشنا، وعلى رأسهم قرى؛ أبودياب شرق وغرب والعزب المصري، لافتًا بأنه حَضَرَ أكثر من مؤتمر واجتماع مع مسئولين المحافظة، وفي مقدمتهم محافظ قنا ورئيس المدينة، لعرض مأساة قرية أبودياب شرق عليهم، غير أن الأمر ينتهي بـ"الكلام فقط" على حد قوله.
وأضاف محمود لـ"البوابة نيوز"، أن آخر الوعود بحل مشكلة الانقطاع المتواصل لمياه الشرب بقرى أبودياب كانت بأن مرشح الزهانات في قرية السمطا سيبدأ، في 30 يونيو القادم، في ضح المياه إلى قرى أبودياب، مُشيرًا إلى أن آخر الوعود السابقة بالحل كانت قبل عدة أشهُر حينما تم إبلاغه بحل المشكلة عن طريق بدء ضح مرشح الزهانات للمياه في فبراير الماضي، غير أن فبراير آتى ولم تأتي معه المياه، واعدًا بنقل صورة أخرى للمسئولين بالمحافظة بمعاناة أهالي أبودياب المأساوية.
وعلق النائب حسين فايز، عضو مجلس النواب عن دائرة دشنا والوقت، عن أزمة الانقطاع المتواصل لمياه الشرب بقرية أبو دياب شرق، قائلًا إن تلك المشكلة تواجه بعض قُرى مركز دشنا وعلى رأسهم قرية أبودياب، مُنذ عدة سنوات، حيث أن المرشح الرئيسي لضح المياه في دشنا مُنشأ في الثمانينات غير أن التوسعات العمرانية والزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرة تسببت في قلة المياه التي تُضخ لدى بعض القرى، حيث تصل الأزمة إلى ذروتها خلال شهور فصل الصيف.
وأضاف فايز لـ"البوابة نيوز": "تقدمت بمذكرة حول الأزمة إلى رئيس الوزراء السابق، شريف إسماعيل، من خلال التواصل مع محافظ قنا اللواء الهجان، طالبنا فيها بتخصيص 100 مليون جنيه لتوسيع طاقة مُرشح دشنا، لتغطية إحتياجات المياه في قرى الدائرة، وحل المشكلة نهائيًا"، موضحًا أنه بعد أخذ كافة الموافقات يتم العمل حاليًا في توسيعات مُرشح المياه الرئيسي بمركز دشنا، حيث بدأ التنفيذ مُنذ ما يقرب من العام، غير أن الانتهاء منه يحتاج مزيدًا من الوقت.
وأشار فايز، إلى أن أزمة إنقاع مياه الشرب في قرية أبودياب، قاب قوسين أو أدني من الانتهاء من حلها، خاصة بعدما أمر محافظ قنا بإنشاء محطة رفع مياه خاصة بالقرية في نجع الزهانات بقرية السمطا، منوهًا بأن تأخر الانتهاء من المرشح حتى الآن يعود إلى الاعتراض في بدايته على تغذية المحطة من إحدى الترع بدلًا من نهر النيل، ونتيجة لبُعد النيل عن المُرشح فإن الأمر تطلب مزيدًا من الوقت والتكاليف لمد المواسير والخطوط، غير أن 70% من إنشاءات محطة الرفع تم الانتهاء منها بالفعل.