الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" تحاور سكرتير عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبرازيل:"الإسلاموفوبيا" يتصاعد في أكبر دولة بأمريكا الجنوبية.. نمارس مهاما دعوية ولا علاقة لنا بالسياسة.. وعلاقتنا بالإخوان شائعات

 الشيخ خالد تقي الدين،
الشيخ خالد تقي الدين، أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الشيخ خالد تقي الدين، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبرازيل، واحدا من أبرز الشخصيات التي تتولى العمل الدعوي هناك، كما أنه من المطلعين على تطورات العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية منذ ثمانينيات القرن الفائت.
"البوابة نيوز" التقت تقي الدين، في حوار أكد خلاله وجود تصاعد ملحوظ في العداء ضد المسلمين في البرازيل، بسبب انتشار "الإسلاموفوبيا"، في أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة التي ضربت عددا من دول العالم، وبخاصة في أوروبا.
وألقى تقي الدين، خلال الحوار، الضوء على المهام الدعوية لخدمة الجالية المسلمة، التي يمارسها المجلس، مشددا على ابتعاد جميع أنشطته عن السياسة، كما كشف حقيقة ما تردد عن علاقته بجماعة الإخوان الإرهابية، وإلى التفاصيل.
في البداية نود التعرف على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ودوره؟
مجلسنا تأسس في عام 2006، باسم المجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية، وحصل على الإجازة القانونية بعدها بـ4 سنوات، وهو كيان غير حكومي، ولا ينتمي إلى أي جهة، ويضم علماء وشيوخ المذهب السني في البرازيل، من الدعاة المحليين والمبتعثين من مختلف الدول الإسلامية، ويهدف المركز إلى الاضطلاع بأمور المسلمين في البرازيل، باعتبارها من أكبر الدول اللاتينية، وأكثرها احتواء على مسلمين، من كل دول العالم، فضلا عن البرازيليين أنفسهم.
وماذا عن أبرز أهداف المجلس؟ وهل تمارسون أدوارا سياسية؟
نستهدف الرد على أسئلة المسلمين، وإصدار الفتاوى في الأمور المستجدة، والتعريف بالدين الإسلامي، والاهتمام بوضع الدعاة في البرازيل، وتنمية مواهبهم، والإصلاح بين الناس، وغيرها من الشؤون الدعوية، أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فأود التأكيد على أن مجلسنا بعيد تماما عن أي أنشطة سياسية، ولا علاقة لنا بها من قريب أو بعيد.
كيف بدأت حياتك في البرازيل؟
بدأت حياتي هناك قبل 33 سنة، حيث أسست بالتعاون مع بعض أبناء الجالية المسلمة في برازيليا، التي كانت أول محطاتي هناك، جمعية خيرية إسلامية، أطلقنا عليها اسم "علي بن أبي طالب"، كما أسسنا بها مسجدا، وبعد ذلك بعام سافرت إلى باراجواي، وأسست هناك مركزين إسلاميين أحدهما في العاصمة أسنسيون.
وكيف كانت بداية قناتكم التليفزيونية وموقعكم الإلكتروني؟
أسسناها كأول قناة عربية في مدينة "فوز دو إيجواسو" الحدودية، في عام 1992، وكنا نبث برامجها قبل وصول الفضائيات إلى البرازيل، وقدمنا برامج أسهمت في تنمية شعور المجتمع بالإسلام، وعملت على تعزيز انتماء المسلمين إلى دينهم، أما بالنسبة إلى الموقع الإلكتروني، فأسسناه عام 1998م باللغة البرتغالية، بهدف التعريف بالإسلام.
ما أبرز الإنجازات التي حققها النشاط الدعوي في البرازيل؟
تولينا إدارة مسجد مدينة "جواروليوس" البرازيلية منذ عام 2000م، فنفذنا مجموعة من الأعمال المهمة منها توسعة المسجد وملحقاته، كما أطلقنا عددا من الأنشطة الدعوية، ودروس العلم، وأطلقنا مشروعا بعنوان: "أصدقاء الإسلام" لخدمة المجتمع البرازيلي، من خلال فتح أبواب المركز الإسلامي لتعليم البرازيليين الحرف اليدوية، واللغات الأجنبية، والحاسب الآلي، وغيرها.
ما أهم العقبات التي واجهها نشاطكم الدعوي في البرازيل؟
أبرز مشكلات النشاط الدعوي في البرازيل، أنه لا يؤتي الثمار المرجوة بسهولة، لاتساع رقعة الدولة، وانتشار المسلمين في معظم مدنها، وهو ما يجعل وصول نتائج الجهود الدعوية إلى الجميع، أمرا في غاية الصعوبة، أما فيما يتعلق بالعقبات الأخرى فأهمها هو عدم توافر مخططات واضحة لحركة الدعوة الإسلامية في البرازيل، نظرا لضعف التنسيق بين المؤسسات الإسلامية رغم نبل أهدافها.
كم عدد المؤسسات الإسلامية في البرازيل؟ ولماذا لا يتم زيادتها لتغطية تلك المساحة الشاسعة؟
في الحقيقة لا نمتلك إحصاءً دقيقا لأعداد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، لكنها تتجاوز 100 حاليا، ونحن بالفعل في حاجة إلى المزيد من هذه المؤسسات، للوصول إلى أكبر عدد من المسلمين في مختلف المدن البرازيلية المترامية الأطراف، خاصة أن الأعداد المعلومة من المؤسسات والمساجد (150)، لا تفي بالمطلوب، لا سيما وأن أعداد الدعاة لا يزيد أبدا على 80 شيخا.
شهدت الفترة الأخيرة أعمالا إرهابية متنوعة في عدد كبير من دول العالم ارتكبتها جماعات منتسبة زورا للإسلام فكيف ترى أثر ذلك على انتشار الإسلاموفوبيا في البرازيل؟
تأثر المجتمع البرازيلي بهذا الأمر ليس كبيرا حتى الآن، لكننا نلحظ تصاعدا لنغمة الخوف من الإسلام، وهناك بالفعل قلة بدأت تمارس مضايقات ضد المسلمين والمسلمات في بعض المناطق بالبرازيل.
وكيف تواجهون هذا التصاعد المتنامي للعداء ضد المسلمين في البرازيل؟
تقدمنا بطلب لعقد لقاء للأديان، تحت رعاية رئاسة الجمهورية البرازيلية، تمهيدا لتوقيع وثيقة للتعايش السلمي، وحفظ الحقوق، واحترام الأديان، وتأكيد إدانتنا الكاملة للممارسات الإرهابية التي تدعو لقتل وترويع الآمنين أيا كان دينهم أو عرقه.
يتهمكم البعض بأنكم على علاقة بجماعة الإخوان الإرهابية في مصر؟
هذه شائعات مغرضة تروجها مؤسسات وأشخاص، ينصبون أنفسهم أوصياء على الدعوة الإسلامية في البرازيل، ولا يريدون أن يفسحوا المجال لغيرهم من أجل العمل وتقديم ما لديه، لذا لا يجدون سوى هذا النوع من الاتهامات الجزافية لتلطيخ سمعة الآخرين أملا في إبعادهم عن العمل الدعوي، وضرب سمعتنا للاختلاء بالساحة وحدهم، وتنفيذ أغراض خاصة، ويجب إيضاح أمر مهم، وهو عدم صحة ما تردد حول تنظيم تظاهرات من قبل الجالية المسلمة في البرازيل، اعتراضا على أحداث ثورة 30 يونيو في مصر، والإطاحة بالإخوان، فهذه كلها أمور ليس لها أساس من الصحة، ولم تحدث في البرازيل، لأننا هنا اعتدنا أن نحترم اختيارات الشعوب، ولا نتدخل في أي نشاط سياسي مهما كان.