الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

هل تصمد «هواوي» في وجه حرب تكسير العظام الأمريكية الصينية؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار قيام إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فرض عقوبات على شركة هواوى الصينية ضجة عالمية وعربية كبيرة، ليس لدى أوساط المهتمين بمتابعة عالم الأعمال فحسب، بل هذه المرة وصلت الضجة إلى شريحة كبيرة من مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعي، الذين قاموا بنقاش وتحليل هذه الخطوة، خاصة أن العقوبات تطال بين من تطال – هواتف هواوى العاملة بنظام أندرويد من جوجل، التى أعلنت أنها ستضطر إلى إيقاف تعاونها مع الشركة الصينية؛ تنفيذًا للقانون الأمريكي.

يعرف مُستخدمو الهواتف الذكية هواوى كواحدة من كبرى شركات تصنيع الهواتف المحمولة فى العالم، لكنها كذلك من كبرى مُصنّعى تجهيزات الاتصالات، وأبرز مطوّرى تجهيزات الجيل الخامس، إلى جانب نوكيا الفنلندية، وإريكسون السويدية.

توظف الشركة حوالى ٨٠ ألف موظف فى قسم البحث والتطوير وحده، وتمتلك عددًا ضخمًا من براءات الاختراع، معظمها فى مجال الاتصالات. تصل تجهيزاتها إلى ثلث سكان العالم.

وبدأت الأزمة الفعلية بعدما قطعت الصين تقدما هائلا فى تجارب الجيل الخامس ٥G، حيث يُقدم الجيل الخامس تطويرًا كبيرًا فى مجال الاتصالات، ولا يقتصر فقط على السرعات العالية للاتصال بالإنترنت التى يُقدمها، بل هو مُصمم خصيصًا لأجهزة إنترنت الأشياء. وسيتم اعتماد الجيل الخامس لبناء المُدن الذكية، حيث يكون كُل شيء مُتصل بالإنترنت، بدءًا من السيارات وإشارات المرور، وانتهاءً بكاميرات المُراقبة.

كما يُمكّن الجيل الخامس الأجهزة من التواصل بعضها مع بعض بشكل مُباشر، ومثال على ذلك أن إشارات مرور من عملها تلقائيًا، وفقًا لتحليلها الفورى لحركة السير، عبر مجموعة من الحساسات المزودة بها، ثم تتواصل مع إشارات المرور الأخرى؛ للحصول على معلومات إضافية، أو ستصبح السيارات الذاتية القيادة قادرة على التواصل مع بعضها البعض؛ لتحسين حركة المرور، وتجنب الحوادث.

ففكرة الجيل الخامس تعتمد على إخراج الإنترنت من مركزيته، إذ لم تعد البيانات موجودة فى سيرفرات مُعينة يُخشى من اختراقها، بل باتت موجودة فى كل مكان حولنا، وفى جميع الأشياء، بدءًا من السيارة وانتهاءً بفرن المايكرويف. لهذا السبب تُريد الولايات المتحدة أيضًا حث حلفائها على عدم سيطرة الصين متمثلة فى شركة هواوى على تجهيزات الجيل الخامس.

من جانبه، أكد رن تزنفيه، مؤسس شركة هواوى والرئيس التنفيذي، إن ما يجرى بشأن قرار أمريكا، ليس بالمفاجئ تمامًا، فالشركة توقعت حصول معظم هذه السيناريوهات واستعدت لمثل هذه التحديات، لكن ربما كان الجديد فى الأمر التسارع الكبير فى وتيرة الأحداث وتوالى مستجداتها على أكثر من صعيد.

وأوضح أن ما يجرى حاليًا خارج السيطرة كونه مدفوعا تمامًا بدوافع الساسة الأمريكان، وأنه لا ينبغى لأحد بما فيهم الإعلام لوم الشركات الأمريكية التى أعلنت وقف تعاملاتها مع هواوى باعتبار ذلك كان لزامًا عليهم امتثالًا للأمر التنفيذي، وأن من تقع عليه اللائمة بالفعل هو السياسيون الأمريكان الذين يتبنون هذا الموقف، ولكن قد يكونون قد وقعوا فى خطأ التقليل من شأن هواوي، فالشركة كانت تعلم تمامًا أنها ستصل إلى مفارق الطرق هذه مع الحكومة الأمريكية، وقد خططت مسبقًا لتكون جاهزة للتعامل مع مثل هذه الأحداث.

وقال رن تزنفيه إنه يثق تمامًا بقدرات الشركة وريادتها فى مجالات عدة لن تتأثر بشكل سلبى كبير، وأن التأثير سيكون محدودًا لدرجة كبيرة على أعمال هواوى فى مجالات جديدة وحيوية كتكنولوجيا الجيل الخامس التى تتربع هواوى اليوم على عرش ريادتها عالميًا، ولديها ثقة بأن منافسى الشركة لن يمكنهم اللحاق بركب ريادة الشركة لهذا المجال خلال العامين أو الثلاثة القادمين.

وأكد أنه حتى لو ثبت حظر توريد الشركات الأمريكية لهواوي، فلن تعانى الشركة من نقص حاد فى التوريدات باعتبار أن لديها البدائل، فالشركة تعتبر اليوم على قائمة المصنعين العالميين لأكثر المكونات تطورًا وأهمية، وتمتلك كافة القدرات فى هذا المجال، بما فى ذلك إنتاج رقاقات تفوقت بها فعليًا العديد من الشركات، لكن فى حال استطاعت الشركات الأمريكية الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية لمتابعة التوريد لهواوي، فسيسر الشركة متابعة علاقاتها الطويلة الأمد مع شركائها من الشركات الأمريكية والشراء منهم مجددًا.

وفى إشارة واضحة لثقة هواوى من تفوقها على الولايات المتحدة فى مجال تكنولوجيا الجيل الخامس وريادتها العالمية لهذه التقنية، قال رن تزنفيه، إنه لايعلم تمامًا ما فى مخيلة الساسة الأمريكان الذين يقودون الحملة ضد هواوي، لكنه يعتقد بأن لا يجب على شركة هواوى أن تكون مستهدفة من قبل الحكومة الأمريكية لمجرد نجاحها فى التفوق على الولايات المتحدة فى تقنية الجيل الخامس، أو لاعتبارات صراعات تجارية بين الصين وأمريكا، فالأحرى أن يتعاون الجميع وأن تكون الحكومة الأمريكية منفتحة على الحوار والنقاشات البنائة المبنية على حقائق علمية وتكنولوجية، لا مجرد ادعاءات لا يمكن إثباتها بأى دليل.

وتمتلك هواوى اليوم أكثر من ٢٦ مركزاً للبحث والتطوير فى مختلف دول العالم، وأكثر من ٧٠٠ عالم رياضيات و١٠٠ عالم فيزياء و١٢٠ عالم كيمياء يعملون لدى هواوي.

وعن تأثر السوق المصرية بالحرب التجارية بين أمريكا والصين أكد فينسن صن، الرئيس التنفيذى لهواوى مصر، أن المشروعات مع الحكومة المصرية مستمرة وتربطنا علاقة شراكة استراتيجية فنحن نقدم كل الخدمات والتكنولوجيا للمساهمة فى التحول الرقمي.

وأشار إلى عدة مشروعات مشتركة مع الحكومة منها مشروعات مع وزارة النقل والتربية والتعليم العالى والعاصمة الإدارية والكهرباء والداخلية، مشيرا إلى أن مركز هواوى بمصر يعد مركزا إقليميا لمصر وشمال أفريقيا، كاشفا عن تفاؤله بانتهاء تلك الأزمة قريبا والتى تصنف كسياسية بالدرجة الأولي

من جانبه، أكد قال محمد طلعت، رئيس شعبة الاتصالات والمحمول فى الغرف التجارية، إنه لا يوجد تأثير فى الوقت الحالى على هواتف “هواوى” فى السوق المصرية على خلفية قرار “جوجل” تعليق بعض معاملات تتضمن نقل أجهزة وبرامج وخدمات فنية، مشيرًا إلى أن “هواوى” واحدة من مطورى “الأندرويد”. وأضاف طلعت، أن مالكى هواتف “هواوى” لن يتأثروا، وأيضًا الأجهزة الموجودة بالمخازن حسبما أعلنت هواوى من قبل.

وأعلنت مجموعة “إم تى أى” وكيل شركة هواوى فى مصر أن مبيعات الشركة من الهواتف المحمولة الخاصة بشركة هواوى لن تتأثر فى الوقت الحالى، وأن الموديلات الحالية فى السوق المصرية التى تم بيعها أو تلك التى سوف تباع مستقبلًا ستعمل بشكل طبيعى، مشيرًا إلى أن إعلان “هواوى” العمل على بناء بيئة برمجيات آمنة ومستدامة، ويستهدف قرار جوجل الموديلات الجديدة فقط التى ستنتجها شركة هواوى، أما تلك الموجودة فى السوق فإنها لن تتأثر.