يبدو أن اسم الزعيم عادل إمام الذى ارتبط بموسم رمضان طوال السنوات الماضية، منذ أن قدم مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، والذى شهد نجاحا كبيرا وقت عرضه وحتى مسلسله العام الماضى «عوالم خفية»، يأبى أن يغيب عن أنظار عشاقه، بعد أن أصبح بالنسبة لهم أكثر من فنان، بل أصبح ملهما لهم. احتفل الزعيم عادل إمام، أمس الجمعة، بعيد ميلاده، والذى يصادف السابع عشر من مايو كل عام، ويأتى هذا العام مولد الزعيم فى شهر رمضان المبارك الذى غاب عن اللحاق به قبل انطلاق الموسم الدرامى بأيام قليلة، بعد أن أعلنت الشركة المنتجة تأجيل مسلسله «فلانتينو» للعام المقبل.
الزعيم لم يعد مجرد فنان مصرى خاض العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية والدرامية، بل أصبح واحدًا من كل أسرة مصرية يتحدث عن ألم أسرته ويضحك من أصابهم الغم فيها، ويفرج عنهم برؤيته الفنية، معبرا عن كل الألسنة دون التمييز بين أحد وآخر مبتعدا بفنه متخطيا كل الحدود الملموسة.
عادل إمام الذى حافظ على مدار ٥ عقود على مكانته الفنية ليكون الفنان الوحيد فى العالم العربى الذى لم يقم بتقديم الدور الثانى فى أعماله، بعدما اعتلى اسمه «أفيش» أهم الأعمال وأصبح له مسرح باسمه، وهو مسرح الزعيم الذى شهد عقودا من الإبداع المسرحى جعل الزعيم عادل إمام يقدم أعماله على مدار سنوات، ومنها مسرحية «الواد سيد الشغال» التى ظل يعرضها طوال ١٠ سنوات، وبعدها «الزعيم» التى عرضها لمدة ٦ سنوات قبل أن يعرض مسرحية «بودى جارد».
ويبدو أن نوعية الأعمال التى قدمها الزعيم، وبخاصة فى السينما، ساهمت بشكل كبير فى صنع تلك النجومية، فلم تخلو تلك الأعمال من مناقشة حال الناس والمجتمع فى كل حقبه التاريخية، بل تستطيع أن تقول إنك إذا رغبت فى معرفة تاريخ هذه الدولة فعليك بمشاهدة أفلام الزعيم على مدار السنوات الماضية، وسوف تجد تاريخ حقبة مهمة فى تاريخ مصر قد جسد فى أعمال درامية بشكل واقعي.
عادل إمام الذى تحدث عن أزمة الإسكان والتكدس التى يعيشها المصريون، والتى تناولها فى عملين، وهما فيلم «كركون فى الشارع»، والذى شاركته بطولته الفنانة الكبيرة يسرا، وهو الفيلم الذى أحدث حالة وقت عرضه، وكان بمثابة صرخة للفقراء والأشخاص الذين أصبحت أبسط أحلامهم الحصول على شقة، وتناوله مرة أخرى ولكن بشكل غير مباشر من خلال فيلم «النوم فى العسل»، والذى تحدث فيه عن الأزمات التى تواجه المصريين بسبب التكدس وضرورة البحث عن مدن جديدة خارج القاهرة.
أما الدور الأكبر للزعيم فقد كان خلال رحلته فى «قطار الصعيد»، الذى انطلق من القاهرة متوجها إلى الصعيد، بعد عمليات الإرهاب التى واجهتها مصر فى أواخر التسعينيات، واستهداف السياحة وتغول الجماعات الإسلامية، وهو الأمر الذى لم يخشاه الزعيم حاملا روحه على يده، مؤكدا للجميع أنه يحمل مسئولية كبيرة وهى وعى الجمهور من خلال أعماله.
وحارب عادل إمام تلك الظاهرة من خلال أكثر من عمل، منها: فيلم «الإرهابى» للينين الرملى، والمخرج نادر جلال، والذى كشف من خلاله كيف تفكر الجماعات التكفيرية، وكذلك نظرتهم الدنيئة للنساء، وكيف أنهم قد يقتلون طفلا لمجرد أنه مسيحى أو من ديانة أخرى رغم أن القرآن الكريم حرم ذلك، وكيف أنهم يقولون ما لا يفعلون، ووقتها تعرض الزعيم عادل إمام بالفعل لمخاطر وتهديدات كانت من الممكن أن تنهى حياته، خاصة بعدما سافر إلى محافظة أسيوط؛ حيث كان يُعشش الإرهاب هناك. وكذلك فيلم «الإرهاب والكباب».
مشوار الزعيم طويل من الأعمال التى ارتبطت بالجمهور لا يمكن الحديث عنها دون رؤيتها أمامك فى صورة حقيقية فى كل فكرة أو خطوة لك، كل سنة وأنت طيب يا زعيم البهجة.. كل سنة وأنت إمام الموهوبين.
