الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ننشر تاريخ فساد أردوغان ونجله وعائلته منذ توليه الحكم.. الرئيس الإرهابي حوّل تركيا إلى "عزبة" من الفساد والسرقات والرشاوى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا تزال ملفّات الفساد تحاصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأفرادًا من عائلته، خاصة ابنه بلال الذي يظهر كأحد أكبر الفاسدين في تركيا.

ويلجأ الإرهابي أردوغان إلى السلطات المطلقة التي يكفلها له النظام الرئاسي، من أجل تحجيم أيّ تحرّك لكشف فساده، أو فساد عائلته والمقربين منه.

وخلق أردوغان، شبكة من الفاسدين والمنتفعين من حوله، لا سيّما من المسؤولين في حكومة حزب العدالة والتنمية، وذلك من منطلق توريطهم كي لا تكون لديهم أيّة فرصة لمواجهته أو اتهامه بالفساد باعتبارهم غارقين في المستنقع نفسه.

ويأتي تنصيب أردوغان لصهره بيرات البيرق، وزيرًا للخزانة والمالية، لإحكام قبضته على اقتصاد البلاد وكي يتمكن من تحجيم أية محاولة تكشف فساد المقربين منه.

ولفت الكاتب التركي إلهان تانير، في مقال له بموقع أحوال تركية، أنّ دور البيرق جاء في المكتب البيضاوي، حين التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، المسؤول عن وزارة من المتوقع أن تفرض غرامات بمليارات الدولارات على أكبر بنك مملوك للدولة في تركيا، والذي تورط العام الماضي في مخطط للالتفاف على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران، وكان صهر ترامب والمستشار البارز جاريد كوشنر هناك أيضًا، وقال البيرق، الذي كان جالسًا بين منوشين وكوشنر: إنه نقل رسائل والد زوجته إلى ترامب.

وعادت مؤخرًا قضية فساد بلال أردوغان إلى الواجهة بعد إصدار محكمة تركية أحكامًا بالسجن المؤبد بحق أشخاص قاموا بفضح فساد أردوغان وعائلته ومقربين منه.

وأصدرت محكمة تركية في إسطنبول في مارس الماضي حكما بالحبس مدى الحياة بحق 15 شخصا كانوا قد اتّهموا مقرّبين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتورّط في فضيحة فساد في العام 2013 بحسب تقارير إعلامية.

ولجأ أردوغان إلى استخدام الأجهزة الضاربة للدولة للتنكيل بمَن يكشفون فساد ابنه أو أسرته، وكانت التهم الجاهزة تدور حول الاتهام بالإرهاب أو الانتماء لتنظيم إرهابي أو أن المعتقلين على صلات بجماعة عبدالله جولن أو حزب العمال الكردستاني أو بتهمة إهانة الرئيس.

وتلاحق ملفّات الفساد الإرهابي أردوغان بعد ربع قرن من رئاسته لبلدية إسطنبول التي تمثّل قناة للنظام لتركيز قوة اقتصادية وسياسية ورمزية كبيرة، والتي فاز بمنصب رئيس بلديتها مرشّح المعارضة أكرم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس الماضي.

ويلفت الكاتب جنكيز أكتار في موقع أحوال تركية إلى أنّ هناك احتمالا للكشف عن المعاملات الفاسدة التي استمرت لمدة 25 عامًا في سلطة بلدية إسطنبول، منذ أن أصبح أردوغان رئيس بلدية المدينة في عام 1994 وإذا تم الكشف عن هذه المخالفات، فسوف يرقى هذا إلى الانتحار السياسي للنظام.

وفي مارس الماضي أعلنت السلطات التركية أحكاما بالسجن المؤبد على مجموعة من السياسيين والمعارضين الأتراك الذين أبدوا شجاعة استثنائية في فضح ملفات فساد خطيرة طالت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما كان رئيسا للوزراء هو والدائرة الضيقة المحيطة به وذلك في مطلع العام 2014.

قضية فساد بلال أردوغان

وهزّت قضية فساد بلال أردوغان الرأي العام التركي وكانت أولى الحلقات التي تم فضحها مرتبطة بنجم الدين بلال أردوغان - مواليد عام 1981 - رغم أنّه ليس الابن الأكبر للرئيس إلا أنه كان الأبرز ظهورًا ونشاطًا طول السنوات الماضية وتركزت ضده الاتهامات والمناكفات الداخلية والخارجية كونه الأقرب لوالده ولديه أنشطة تجارية كبيرة لا تنكرها العائلة في المقابل لم يظهر بوراك الابن الأكبر للرئيس في وسائل الإعلام وبقيت حياته طي الكتمان والمعلومات المتوفرة عنه قليلة.

ومن جهته، صرح الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال، أن الاتهامات ضد بلال أردوغان جاءت من روسيا، وعلى لسان مسؤولين كبار بالدولة ووسائل الإعلام التي ذكرته بالاسم، عندما لم تكن العلاقات بين البلدين على ما يرام، وقالت انه يتاجر بشكل مباشر بنفط تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلن الزنط في تصريحات خاصة، أن تركيا شهدت في فبراير 2014 ضجة إعلامية كبيرة بعد انتشار تسجيل صوتي على موقع يوتيوب، قيل إنه يسجل مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وابنه بلال، حدثت صباح يوم 17 ديسمبر 2013، بالتزامن مع حملة الاعتقالات التي طالت عددا من الشخصيات المقربة من أردوغان.

وفي نفس السياق، صرح الحسيني الكارم، الباحث في الشئون السياسية والاقتصادية، أن طلب أردوغان من نجله أن ينقل الأموال من منزله ويخفّض مبلغها إلى "الصّفر" بتوزيعها على مختلف رجال الأعمال فيما أجاب بلال أنه مازال نحو 30 مليون يورو (أي ما يعادل 40 مليون دولار أمريكي) ينبغي التخلص منها يؤكد على فسادهم وتورطهم في قضايا أموال عديدة وانهم ينهبون أموال الشعب التركي.

ولفت الكارم في تصريحات خاصة، أنه في وقت سابق قامت منصة التواصل الاجتماعي "تويتر"، ببث التسجيلات، والذي فيها هدّد أردوغان عندما كان بمنصب رئيس الوزراء، أنه سيقضي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد أن بث مجهولون عددا من التسجيلات الصوتية على الموقع قيل إنها تكشف عن الفساد بين المحيطين به.

ويقول مقربون من حكومة أردوغان: إن نجله بلال لم يترك قطاعا اقتصاديا إلا وكان له فيه دور وتأثير سواء من خلال التدخل للمنفعة الشخصية أو خدمة لأفراد العائلة أو أصدقاء أو قيادات من الحزب الحاكم.

وسبق أن فجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فضيحة أخرى في سجل نجل أردوغان حين كشفت أنه قام بعقد عدد من الصفقات التجارية مع إسرائيل في أعقاب حادثة مرمرة التي راح ضحيتها عدد من الأتراك ذهبوا لمساندة غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من المعارضة التركية، قولها: إن سفينتين تابعتين لشركة "إم بي" التي يملكها "نجل أردوغان" كانتا تنقلان المواد التجارية بين موانئ تركيا وإسرائيل خلال السنوات الأخيرة.

وعلق معارضون أتراك بالقول إن علاقات بلال مع إسرائيل تكشف نفاق أردوغان نفسه الذي ينتقدها في العلن لكنه يقود العلاقات معها في السر إلى درجة أن المعاملات التجارية بين البلدين خلال أزمة مرمرة بلغت 4 مليارات دولار بارتفاع يصل إلى نسبة 30% عما كانت عليه في السابق.

ويحمل بلال؛ النصيب الأكبر من فضائح عائلته فقد قام في السابق بارتكاب حادث سيارة قتل خلاله مغنية تركية ما أثار الرأي العام هناك ضده.