«اللى أوله حب آخرته ابتزاز».. البداية تكون علاقة غرامية تجمع بين الطرفين، سريعًا ما تتحول تلك المشاعر إلى حب الحرام والوقوع فى براثن الرذيلة، يستغل أحد أطرافها الآخر، ويقوم بتصويره بفيديوهات وصور أثناء تلك العلاقة المشبوهة، وعند اختلاف الطرفين على أى شىء، يخرج كل منهما ما يهدد به الآخر ويقوم بابتزازه، وسريعًا يتحول الحب إلى كره وغل يقود إلى جريمة.
فى الفترة الأخيرة، شهد المجتمع العديد من جرائم الابتزاز، ففى النهضة، عنتيل يستدرج الفتيات بحجة تنظيف الشقة ويعتدى عليهن جنسيًا ويوثق تلك الجرائم بفيديوهات لهن، ويقوم بتهديدهن وابتزازهن بتلك الفيديوهات وتمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة من ضبطه.
وفى الخصوص، ربة منزل تستعين بطليقها بعد قيام عشيقها بتهديدها بفيديوهات جنسية تجمعهما سويًا مقابل مبلغ مالى ضخم، وقامت الزوجة وطليقها بتهديد العشيق بكلاب شرسة، فأضطر الأخير للقفز من الطابق الخامس فلقى مصرعه فى الحال.
وفى الوراق، ربة منزل تستعين بزوجها وشقيقها للتخلص من عشيقها بعدما هددها بفيديوهات جنسية، فقاموا بذبحة وقطع رأسه داخل شقة سكنية، ونجحت الأجهزة الأمنية فى ضبط المتهمين وكشف غموض الواقعة.
ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، الاستشارى النفسي، إن أسباب الابتزاز كثيرة، ولكن أهم تلك الأسباب التفكك الأسري، كما أن المخدرات سبب رئيسى أيضًا فى حدوث كل الجرائم، وكذلك ضعف الوازع الدينى والانحدار الثقافى فى المجتمع، ودخول وسائل الاتصال الحديثة بصورة كبيرة فى حياة الجميع، والتى ألغت الحواجز والسواتر بين الجنسين، مع عدم معرفة الفتيات بضوابط الاستخدام، أو ما يسمى بالأمن المعلوماتي.
وطالب الاستشارى النفسى بضرورة التوعية الأسرية وزيادة الوازع الدينى من خلال تفعيل دور العبادة ورجال الدين فى بث روح الكتب السماوية والسير على خطاها، وكذلك تفعيل الرقابة على المادة المعروضة، ومحاولة التقرب من الأبناء واحتوائهم ومحاربة ظاهرة التفكك الأسري.
وفى سياق متصل، قالت الدكتورة فاطمة زغلول المحامية بالنقض، إن جريمة الابتزاز إذا اقترنت بطلب تعد جناية، وتلك الجناية تتخطى عقوبتها الـ٣ سنوات سجنًا، ويحددها القاضى حسب رؤيته للقضية برمتها، وطالبت بضرورة تشديد العقوبة لكل من تسول له نفسه ابتزاز شخص ليدخله فى نطاق الضغط النفسى وتحوله إلى مجرم أو يدفعه للانتحار.
