الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"زينب" أم لمدمن وقاتلة حفيدها في دار السلام.. الابن أضاع أمواله على المخدرات وتركها تنفق على طفليه.. تعدت بالضرب على الطفل الأكبر فمات.. والجيران: ضحية أفعال ابنها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

واقعة مأساوية شهدتها حارة جمال المنشاوى بمنطقة دار السلام عندما لقى طفل عمره (٦ سنوات) مصرعه بعد تعدى جدته عليه بالضرب ليلفظ الطفل أنفاسه الأخيرة وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها، تشكو له ظلم العباد.


يقول الحاج محمد محمود، ساعاتى، وجار السيدة المتهمة والطفل القتيل حديثه إن الست زينب سيدة مسنة، ولديها ابنتان متزوجتان وولد اسمه أحمد وهو سبب نكبتها، ويعمل سائق توك توك بالمنطقة، أحمد رافق أصدقاء السوء منذ فترة، وأخذوه معهم فى سكة الإدمان، وهو متزوج ولديه طفلان، وزوجته اتطلقت منه بسبب إدمانه وعدم إنفاقه عليها أو على أطفالها، وتركت له الطفلين، وكانت الست زينب جدتهما هى من تنفق عليهم خاصة أن ابنها مدمن وكان يسرق كل شيء فى البيت لبيعه وشراء المواد المخدرة.


وأضاف الجار أن حالة جارته المتهمة كانت صعبة جدًا، وعانت فى حياتها كثيرًا منذ طلاقها من زوجها وتربيتها أولادها بمفردها.

وتابع الساعاتى: أن السيدة المتهمة اقترضت قرضًا منذ فترة، واشترت عربة كبده لابنها للعمل عليها فى الشارع، لكنه باعها وبعدها دخل المصحة للعلاج من الإدمان، وفى اليوم الذى خرج فيه من المصحة توفى ابنه الأكبر أحمد والذى كان يعانى من إعاقة فى قدمه، وكانت بها شرائح ومسامير، لمساعدته فى النهوض، كما أن الطفل كان يعانى من قلة التغذية.


أما عن يوم الواقعة فيقول الجار: «كنت أجلس فى محلى الذى أعمل به ساعاتى وأخبرونى بوفاة الطفل، وطلبوا منى الصعود إلى أعلى لتغسيله وتكفينه، خاصة أنهم يعلمون أننى أغسل الموتى أحيانًا، وعندما صعدت إلى أعلى شاهدت الطفل ممددًا على كنبة ويخرج من فمه دم، لكن خروج الدم حالة عادية، خاصة أن الطفل يعانى من سوء تغذية، كما أنه كان يرتدى بامبرز، وطلبت منهم تصريح الدفن حيث إننى لا أغسل أحدًا إلا بعد رؤية تصريح الدفن فأخبرونى بأنهم لم يستخرجوه بعد، فنزلت ورفضت تغسيل الطفل، وبعدها أتى طبيب لمعاينة الجثة ورفض استخراج تصريح بالدفن لشكه فى وجود شبهة جنائية وبعدها فوجئنا بحضور رجال المباحث وصعدوا إلى الشقة واصطحبوها معهم، فيما كانت هى فى حالة ذهول مما حدث.


والتقط سيد م، صاحب محل وجار المجنى عليها طرف الحديث من جاره وقال: الست زينب جدة الطفل ست غلبانة، وفى حالها، ومنذ فتحى للمحل بجانبها لم أسمعها تثير أى مشكلة فى المنطقة، وعلاقتها بجيرانها ممتازة، فهى كانت فى حالها تمامًا رغم حالتها المادية السيئة.

وأضاف الجار أن بنات السيدة كن يساعدنها فى تدبير شئون حياتها، خاصة أنها لا تعمل ولا يوجد لهم مصدر دخل، حيث إن السيدة كانت متقدمة بطلب فى الشئون الاجتماعية للحصول على معاش لها، ويوم الواقعة جاءت اللجنة إلى منزلها لفحص حالتها فأخبرناهم بما حدث.


وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء أشرف الجندى، مدير مباحث القاهرة، إخطارًا من المقدم شادى الشاهد، رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام، مفاده تلقيه بلاغًا بالعثور على جثة الطفل «أحمد إسلام « (٦ سنوات).

وعقب إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن الطفل المتوفى يقيم بصحبة شقيقه طرف جدته لوالده «زينب.ع.أ» ٥٨ سنة «ربة منزل»، ومقيمة بمحل البلاغ نظرًا لانفصال والديهما منذ ٤ سنوات، وعدم تواجد والده بصفة دائمة بالمنزل، وأن الأخيرة دائمة التعدى على المجنى عليه وتعذيبه وأنها وراء ارتكاب الواقعة.

وتم ضبط المتهمة، وبمواجهتها أقرت بالتعدى على المجنى عليه باستخدام ماسورة حديدية، وحال قيامها بإيقاظه اكتشفت وفاته، وقد أرشدت عن الأدوات المستخدمة فى ارتكاب الواقعة، وأمر اللواء محمد منصور مدير أمن القاهرة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.


وكشفت المناظرة التى أجرتها نيابة دار السلام الجزئية، لجثة طفل قُتل على يد جدته بعد تعذيبه، عن أن الطفل الذى لا يتعدى عمره الخمسة أعوام، مصاب بكدمات متفرقة بالجسم، كما تبين وجود آثار ندبات قديمة فى الفخذ والساقين، وحروق بالجسم ما يدل على أن الضرب والتعذيب قديم وليس مستحدثًا.


واستمعت النيابة إلى أقوال مجرى الضبط، الذى أكد أن البداية كانت بتلقى بلاغ من المستشفى العام يفيد بوصول طفل مصاب بكدمات وآثار تعذيب فى الجسم، انتقلت الأجهزة الأمنية، وبالفعل تبين أن الطفل متوفى نتيجة التعدى عليه بالضرب، وبرفقته جدته التى أحضرته للمستشفى وتبين أنها هى المتسببة فى الوفاة، وأمرت النيابة فى وقت سابق بتشريح جثة المجنى عليه، لبيان سبب الوفاة، وحبس المتهمة، ثم قرر قاضى المعارضات التجديد لها ١٥ يومًا على ذمة التحقيقات.