الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الروائي هاني عبدالمريد: المتعة شرط أساسي في الإبداع.. أنا كاتب أقدم محاولات لرواية ينشدها ولم يصل إليها.. ولا أحد يحصل على شهرة لا يستحقها

الروائى هانى عبدالمريد
الروائى هانى عبدالمريد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صوت روائى شاب تستطيع أن تدرك تميزه عن غيره من الكُتاب بما يملكه من لغة وأسلوب، إنه الكاتب هانى عبدالمريد. 
تلحظ تميزه وتفرده ليس فقط من خلال قراءة إحدى روايته أو مجموعاته القصصية، إنما أيضًا يمكن أن تتلمسه من اختياره لعناوين كتبه، التى وصل عددها إلى 6 وتتنوع بين الرواية والقصة القصيرة، وتعد رواية «محاولة الإيقاع بشبح» هى أحدث ما صدر له عن الدار المصرية اللبنانية.
«البوابة نيوز» أجرت مع «عبدالمريد» حوارًا حول علاقته بالكتب.
■ ماذا تقرأ حاليًا؟
- أقرأ حاليًا «مدينة الحوائط اللانهائية» لطارق إمام، وهى مجموعة قصصية بديعة، كتابة غير تقليدية، تحتفى بالخيال وسعدت جدًا لخبر ترجمتها، لأنه يعد انحيازًا للجمال ولهذا النوع من الكتابة التى درجنا ألا يلتفت إليها عند الترجمة، فهى كتابة لا تحمل همًا سياسيًا، ولا تخبر بتفاصيل اجتماعية.. قبلها مباشرة انتهيت من مجموعة «حروب فاتنة» لحسن عبدالموجود، التى أعجبتني، وأراها نقلة حقيقية مع سابقتها «السهو والخطأ» فى كتابة حسن، كتابة بها طزاجة وتنوع وتناول لعوالم غير مطروقة.
■ ما الكتاب الذى أعجبك خلال السنة الماضية؟ ولماذا؟ 
- ها أنا أذكر لمرة ثالثة، مجموعة قصصية، وهى «عشرون ابنة للخيال» لمحمد الفخرانى التى تعتبر استكمالا لمشروعه القصصى الذى بدأه مع «قبل أن يعرف البحر اسمه»، مرورا بـ«قصص تلعب مع العالم»، ثم «طرق سرية للجموح»، وهى من أروع المجموعات القصصية بالفعل، والتى كان يجب الاحتفاء بها بشكل أكبر مما حدث، كتابة تحتفى بالخيال وبالجمال، وبفكرة الحكى والكتابة، وإن كنت قرأتها منذ ما يقرب من سنة ونصف، ولكنى لا أزال أذكر أثرها، وأذكر مقولة أحبها كثيرًا وهى عنوان لإحدى القصص البديعة بالمجموعة «قلبى بأمان ما دام بالعالم حكايات»، أرى أنها الجملة بل والمعنى الذى يتردد داخل كل كاتب، حتى لو لم يلحظ ذلك.
■ من الكاتب العربى الأكثر تأثيرًا لديك؟
- لا أعرف بالضبط ما هو المقصود بكلمة «تأثير»، إذا كان الكاتب القادر على إحداث تغيير وتأثير فى المجتمع، فأستطيع أن أقول بكل تأكيد إنه غير موجود، ولكن إذا كنا نتحدث على مستوى الكتابة والكتّاب، فهو الكاتب الذى يستطيع عمل التوازن الجيد بين الكتابة الجيدة الممتعة التى تحقق نجاحا جماهيريا ومبيعات، وفى نفس الوقت تحقق قبول النقد والرضا الأكاديمي، أما الكاتب الأكثر تأثيرًا فى كقارئ فهى أعمال لكتاب كثيرين ومختلفين، وليس كاتب واحد بعينه.
■ من الكاتب الأجنبى الأكثر تأثيرًا لديك؟
- أستطيع أن أحدد على سبيل المثال خوان مياس، إيتالو كالفينو، هاروكى موراكامي.
■ ما الكتاب الذى تعيد قراءاته من وقت لآخر؟
- فى الغالب أعود لدواوين الشعر، فمن حين لآخر يمكن أن أقرأ محمود درويش، صلاح عبدالصبور، أمل دنقل، محمد أبوزيد.
■ من الكاتب الذى ترى أنه أخذ شهرة لم يستحقها؟
- كيف يحصل كاتب على شهرة لم يستحقها! أنا شخصيًا أرى أن الشهرة دومًا مستحقة، وهى تأتى كرد فعل طبيعى لمجهود ما قمت به، حتى لو كان المجهود له علاقة أكثر بالترويج لعمله، فهذا جهد قام به، وحصل على المقابل، ثم إن هناك ما يسمى فى التسويق بالتوجه للعميل، أى أنك تستهدف عميلا ما عند إنتاجك لمنتج ما، والتصور الذهنى لهذا العميل يتوقف عليه العديد من الأشياء، أنت تكتب لمن، هذا هو محور الحكاية.
■ من الكاتب الذى لم يحظ بشهرة ولم تقرأ أعماله جيدا؟
- هؤلاء كثيرون، منهم مشاهير وكان لا بد أن يحظوا بشهرة أكبر، مثل سعد مكاوي، صلاح عبدالسيد، محمد حافظ رجب، عبدالحكيم قاسم، سليمان فياض، وللأسف الأمر يتكرر فى كل الأجيال، فى جيلنا هناك كثيرون منهم محمد أبوالدهب، الذى يقبع منعزلًا فى مدينة بنها يكتب قصصا قصيرة جميلة، دون أن يُلتفت إليه بالشكل الذى يليق بموهبته.
■ ما الموضوع أو المجال الذى يمثل لك تحديًا ككاتب؟
- التحدى الأعظم بالنسبة لى هو «المتعة»، هل ما أقدمه يحقق متعة ما للقارئ؟ هل سيستمر فى القراءة، أم أنه سيقرر فى وقت ما ترك كتابى بلا عودة؟ المتعة هى الشرط الأساسى فى الإبداع، كيف تقول ما تود قوله دون مباشرة وفى نفس الوقت دون غموض، كيف تخلق أسطورتك الخاصة وتخلق عوالم خاصة بك، تحدد أنت شروطها ومعاييرها التى يصدقها ويتعايش معها القارئ، كيف تجعل القارئ لا يرى ولا يهتم أن يرى الحدود الفاصلة بين الواقع والخيال، هذه بعض التحديات التى تواجهني، أما إذا كان المقصود موضوعا للكتابة فأنا أحب أن يكون لى ولو رواية واحدة تتكئ على فكرة تاريخية، وفى نفس الوقت لا تفتقد للخيال. 
■ كيف تختار الكتب التى تقرأها؟
- بالتأكيد هناك كتّاب ننتظر أعمالهم أيًا كانت، ولكن دون ذلك أفضل قراءة الروايات، خاصة الروايات القصيرة، أحب متعة تقليب كتاب بين يدي، قراءة غلافه الخلفي، الفهرس إن وجد، قراءة فقرة يتم اختيارها بشكل عشوائى من داخل الكتاب، فى الغالب يكون ذلك كاف جدًا لاتخاذ قرار.
■ كيف تقيس نجاح كتبك؟ الجوائز أم قوائم «البيست سيلر»؟
- الكتابة الروائية والقصصية، هى شكل من أشكال الإبداع الذى لم ولن يستقر على تعريف جاهز محدد، لذلك وارد فى أى وقت أن يضاف إليه، أو أن يهدم ركنا كان يبدو أساسيا فيه، ومن هنا فليس هناك معيار واضح أو ما يطلق عليه «مازورة» خاصة بالكتابة، أنت تكتب حسب ذائقتك ووعيك وقدراتك أيضًا، وبالطبع أنت تنشر ما تراه الأفضل بالنسبة لك، وهنا تنتظر وتتلمس رد الفعل فى كل ما سبق، أن يحقق الكتاب مبيعات جيدة، أو أن يحصل على جائزة، أو تكتب عنه المقالات أو يحقق رد فعل جيد تلمسه بنفسك من ردود أفعال أصدقائك من الكتاب أو عبر رسائل تأتيك على بريدك الإلكتروني.
■ ما أفضل نصيحة تلقيتها؟ ومن مَن؟
- نصيحة خاصة بالحياة كانت من أبى أن أستمتع بما أفعله وأحبه، وكل نصيحة يمكن أن تكون مجرد كلمات، شيء نظرى لا يفيد ولا يضر، ولكن أهميتها حين تتذكرها أحيانًا، ثم تقرر تطبيقها، فتتذوق الكلمات حين تقرأ، وتطير فرحًا بجملة أمسكت بها حين تكتب، أن تخرج سماعة أذنيك، وتستمع لموسيقى مفضلة وسط الزحام، وأنت تتذكر أنه عليك أن تستمتع.
■ ما نصيحتك لشباب الروائيين؟
- فيما يخص الكتابة على وجه التحديد لا أحب تقديم النصائح، وهذا لسببين الأول أننى أرى نفسى مجرد كاتب يقدم محاولات لكتابة رواية ينشدها ولم يصل إليها حتى الآن، ثانيًا لأننى أرى أن الكاتب هو أحق شخص بأن تكون له تجربته الشخصية الحرة، كما أنه أكثر شخص لا يهتم فى الأساس بنصائح الآخرين.
■ لماذا تحظى الروايات دون غيرها بالمكانة الأكبر لدى القارئ العربى حاليًا؟
- أظن لأنها الشكل الذى استطاع أن يستوعب كل الأشكال الفنية الأخرى، كما أن الترويج الإعلامى والجوائز الكبرى، واهتمام دور النشر، كل ذلك أسهم فى مجد الرواية، ولكننى أرى صحوة لافتة فى كتابة القصة القصيرة وفى جودة المقدم منها.
■ ما الكتاب الذى تعمل عليه حاليًا؟
- أعمل حاليًا على مجموعة قصصية وضعت لها عنوان مبدئى «نظرة أخيرة على شارع هادئ»، أتعشم أن أنتهى منها وأن تظهر فى منتصف العام المقبل، وهى تعتمد أيضًا على المواقف الصغيرة التى من خلالها يتولد السرد، ويروح بنا لأبعد من الموقف العابر.