السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتبة تركية تفضح النظام الفاشي لـ"أردوغان"

أسلي أردوغان والرئيس
أسلي أردوغان والرئيس التركي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فتحت الكاتبة التركية الشهيرة «آسلي أردوغان»، النار على الأوضاع في تركيا والسياسات الديكتاتورية، التي ينتهجها الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلة: «أعتقد أننا حاليا في تركيا أمام نظام فاشي، لا أقول إننا في ما يشبه ألمانيا في الأربعينيات، ولكن في الثلاثينيات».

وهاجمت «آسلي أردوغان»، التي لا تمت بأي صلة قرابة لأردوغان، النظام القضائي في تركيا، قائلة: «إن القضاة لا يملكون الخبرة الكافية ولكنهم يعملون فقط على تنفيذ أوامر وتعليمات الإدارة السياسية التركية».

وأبدت الكاتبة التركية، المحكوم عليها بالسجن المؤبد في بلادها، والتي تعيش في منفى بألمانيا، قلقها إزاء الوضع الراهن ببلادها: «الوضع خطير وقد تحولت تركيا، في ظل حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى دولة فاشية»

وأضافت «آسلي»، في مقابلة مع وكالة «فرانس بريس»، من ألمانيا، حيث منفاها، أن الطريقة التي تسير بها الأمور في تركيا، تشبه ألمانيا النازية.

 


نظام فاشستي

وتضيف «آسلي أردوغان»، البالغة من العمر 51 عاما: «أعتقد أننا أمام نظام فاشستي، لا بل أقول إننا لا نشبه ألمانيا في الأربعينيات، ولكن في الثلاثينيات، قبل أن يشتد حكم النازيين»، ولا تبدي الكاتبة الحاصلة على جوائز عالمية، أي ثقة بالقضاء التركي، فهي نفسها ملاحقة بتهمة «الدعاية الإرهابية»، خصيصا بعد أن عملت في صحيفة «أوزغور غونديم»، الممولة من حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة والغرب، منظمة إرهابية.

وترى «آسلي»، أن «غياب النظام القضائي، يشكل عاملا حاسما في تردي تركيا»، فتقول في هذا الصدد: «إن سجون تركيا مكتظة والتحقيقات توكل لقضاة شباب ليس لديهم أية خبرة، ولكنهم موالون للسلطة، وقد حلوا مكان أولئك الذين تم إقصائهم من مهامهم بعد الانقلاب الفاشل في يوليو 2016».

«آسلي أردوغان» هي اليوم واحدة من عشرات الآلاف من الأشخاص المطلوبين من السلطات، وقد سبق أن تم احتجاز الكاتبة التركية 137 يوما، إبان التوقيفات التي كانت تستهدف أنصار الداعية «فتح الله غولن»، الذي تتهمه السلطات بالمسئولية عن الانقلاب الفاشل، كذلك استهدفت هذه التوقيفات بعض المعارضين والموالين للقضية الكردية.


انتهاك حقوق الإنسان
وفي المقابل، ترفض أنقرة الاتهامات الموجهة لها والخاصة بانتهاك حقوق الإنسان، وتقول إنها تتحرك بما يتلاءم مع الإجراءات المناسبة لمواجهة تهديد وجود الدولة. 
وتنتقد الكاتبة «آسلي أردوغان» استحواذ الرئيس التركي على مقاليد الأمور في البلاد: «هو من يحدد أسعار الدواء ومستقبل الرقص الكلاسيكي، وهو من يولي أفراد من عائلته الشئون الاقتصادية، أما الأوبرا التي يكرهها، فهي أيضًا من الأمور المرتبطة به مباشرة»، وتضيف: «إنه أمر مضحك ومبك في آن واحد».
ومع تعزيز صلاحيات الرئيس التركي، بعد الانتخابات الأخيرة والاتجاه لإصدار قانون مثير للجدل باسم «مكافحة الإرهاب»، ليحل محل حالة الطوارئ، فإن الكاتبة التركية ترى أن الأمور تتجه من سيئ إلى أسوأ، ولذا فهي لا تتشبث بأي أمل، بأن يأتي اليوم ويتم تبرئتها من قبل القضاء، في جلسات المحاكمة التي ستبدأ في أكتوبر القادم.

أقسى أنواع العذاب
وتذكر الكاتبة الصحفيين، الذين تم الحكم عليهم بالسجن، وصولًا للسجن المؤبد في الأشهر الماضية، وتقول «أسلي»: إن وجودها في المنفى في ألمانيا يعطيها بعض الأمان، ولكنها تنتظر بفارغ الصبر، الحكم الذي سيصدر بحقها، فتقول: «من أقسى أنواع العذاب، أن يبقى مصير المرء مجهولًا». 
وتم إطلاق سراح «آسلي أردوغان»، من السجون التركية، في ديسمبر 2016، وفي سبتمبر 2017 استعادت جواز سفرها، وانتقلت على الفور إلى الخارج، على غرار عدد كبير من المثقفين والفنانين.
وهي تعيش الآن، ومنذ ذلك الحين، في فرانكفورت، وتستفيد من برنامج دعم الكتاب الهاربين من الملاحقات، ولكن ما زالت «آسلي أردوغان» عاجزة عن الكتابة وتعيش تحت الصدمة والإحباط وتعاني قلة النوم وانعكاساته الصحية، إلا أنها تشارك كثيرا في الندوات الثقافية والمؤتمرات وتسعى للدفاع عن المسجونين في تركيا لأسباب سياسية، فتقول: «لقد تم دفعي إلى دور سياسي وعليّ أن أؤديه بشكل جيد».