الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"التيارات الفكرية ومآلاتها في الشرق العربي".. آخر أعمال عبدالله إسحاق

كتاب التيارات الفكرية
كتاب التيارات الفكرية ومألاتها في الشرق العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يصدر قريبًا عن دار ابن رشد للنشر كتاب للباحث اليمني عبد الله إسحاق بعنوان "العقل العربي: التيارات الفكرية ومآلاتها في الشرق العربي" وهو الكتاب الثاني للكاتب اليمني الذي يصدر عن الدار.
يقول الناشر عن الكتاب: في التاريخ العربي شكل أصحاب العقل النقلي التيار السائد منذ عهد العباسي خاصة بعد محنة القرآن في عهد الخليفة المأمون حتى يومنا هذا، بينما شكل أصحاب علم الكلام وعلى الأخص المعتزلة قديمًا والتنويريين حديثًا، الفريق المناصر للاتجاه العقل النقدي، الذي يتعقل النصوص من خلال وجوب التوافق بينه وبين الواقع، واستبعاد كل ما يتعارض من النص مع العقل، أو في أدنى الأحوال، إعادة تأويله، إلا أن الشرارة التي يطلقها هذا الفريق سرعان ما يتم إطفاؤها على يد الفريق الثاني المنتصر لسلطة النقل.
الصراع الدائر بين التيارين خلف اشكالية أكبر وأعمق هي إشكالية «إعادة إنتاج التأخر التاريخيّ» مجددا بأدواتٍ جديدةٍ وبيئة خطابٍ جديدة. فمنذ النصف الأول من القرن التاسع عشر ساد في الفكر والثقافة العربية المعاصرة خطابان فكريّان، خطاب النهضة الذي بدأ مع جمال الدين الأفغاني، ومع محمد عبده الذي بحث عن حلول لمشاكل المجتمع العربي في الفكر الإسلاميّ والتراثيّ فكان خطابًا في النهضة الإسلامية وخطابًا تراثيًا ماضويًا مؤسسا للسلفية الفكرية المعاصرة. وخطاب الحداثة، ونقيضه خطاب الحاكمية، مع شبلي شميل وسلامة موسى ومحمد عابد الجابري وعبد الإله بلقزيز وأجيال متعاقبة من رواد الحداثة العربية، والثاني مع حسن البنا وأفكار سيد قطب.
عكست هذه الأجيال المتعاقبة بين رواد النهضة والحداثة ودعاة السلفية الفكرية الخلافات الفكرية على شكل الدولة والمجتمع في الثقافة العربية المعاصرة، إلا أنّ السبب الحقيقي لهذه الخلافات هو وجود نمطين من التفكير في كل مرحلة تاريخية وخطاب فكريّ، هما العقل النقلي والعقل النقدي،
ويقول الكاتب إن السلطة لعبت في كثير من الأحيان دورًا جبروتيًا طاغيًا في تشكيل العقل العربي ليس العقل السياسي الإسلامي فحسب بل العقل الجمعي للإسلام العام، وهذه الإشكالية تكمن في معظم المعضلات التي تثخن العقل العربي الإسلامي بالنتوءات والعقم على مستوى العقيدة والفكر والعلم والسياسة والاقتصاد والاجتماع بل وعلى المستوى السيكولوجي تجاه الفن والجمال ومباهج الحياة. 
وصار العقل العربي المسلم أسيرًا للفعلين معًا لفعل السلطة في التاريخ أي تاريخ السلطة ولفعل التاريخ في العقل أي سلطة التاريخ فأمَّا تاريخ السلطة فقد أورث هذا العقل خضوعًا شبه كلي لنظام السلطة بالمعنى المطلق وأما سلطة التاريخ فقد أورثته خضوعًا شبه كلي للماضي بالمعنى المطلق كذلك. غير أن التاريخ السياسي للمسلمين من ناحية والطرح الراهن للإسلاميين من ناحية أخرى وهما متلازمتان تلازم العلة بالمعلول قد فشلا معًا في إبراز الحقيقة وتقديمها على الوجه الصحيح وذلك بسبب العداوة البينية للتفكير العقلي وكذلك في عرض الوجه الحقيقي الروحاني للإسلام ذلك الذي يقدمه النص الخالص والبريء من بصمة الجغرافيا والتاريخ.