الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لو كان.. والمكلمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن لو حرف متعلق في الجو يفيد الامتناع لوجوب، نجدها قاسم مشترك بين الأحاديث التليفزيونية والإذاعية تثار تندما وتحسرا، فيصاب المشاهد والمستمع بالإحباط بين لسانين كلاهما دفع صحابه لإثارة الضجة حتى تصل إلى شائعة طويلة المدى. 
إن الكلام عن الواقع المعيشي وإعطاء الأمل لا الرجوع إلى الوراء هو عين الكلام فما كان يومك إلا أمس غدك، فلنعش في الغد ونرى استشرافات المستقبل بعين الرضا ونستقبل وجهتنا المستقبلية بكل ارتياح، فما فائدة الكلمة الذي يطول بالساعات، وما تجد إلا المشاهد أن يحول وجهه شطر قناة أخرى فيصطدم بمذيع أكل الآذان والتهم الألسن وعلى صراخه مستظرفا، عارفا ببواطن الأمور، فيسير المشاهد وراءه حيث حط ركابه فلا يجد إلا القشور من المعلومات. 
لا شك أن الضيوف تتكرر عبر القنوات في اليوم الواحد بل في الساعة الواحدة ملونين ملابسهم، وقد جعلوا أيضا ألسنتهم متلونة حسب نهج البرنامج حتى لا تضيع السبوبة فعل فكر القائمون على البرنامج أن المشاهد هو نفسه ينتقل بمؤشره من قناة لأخرى في فترة الإعلانات ليجد نفس الموضوعات والضيوف الذين طاروا بسرعة البرق إلى القنوات يجد تكرارا مثار وحديث ممل، وتشدقات لا معنى لها، محللين لظاهرة بأكثر من رؤية، تسبقها العاطفة والتوجهات، غير موظفين التحليل العلمي المقنع وليس التذوق والميل كل الميل لجانب واحد والتحيز الأعمى.
لقد وعى المشاهد نتيجة تعدد الرؤى وحفظ الوجوه وتوقع كل ما يقال ويخرج منها حول كل مسألة.
فمن لم يتجدد يتبدد فهل عقمت البرامج أن تجدد في الوجوه والآراء؟!
إننا في زمن متغير متجدد سريع الخطى لا يرحم من ينظر إلى الوراء ومن يعيش في الأمس، فيكتفي أن ننظر نظرة واحدة ثم ننطلق نحو الغد بسرعة لنواكب العصر. 
إن غياب المتخصصين المعتدلين في جميع المجالات في البرامج، قد يفسح المجال للمنظرين أن يبيعوا الوهم، فما كان شغل الشاغل للقنوات أن تحظى باهتمام من غيرها بإثارة ضجة في اليوم التالي، وقد أوقع المذيع ضيفه في أزمة ليكسب نقطة تثار حوله. 
فهل هذا يعد إعلاما أم مكلمة فارغة؟!
إن عرض الحقائق بالمستندات هي عين الحقيقة التي يحترمها عقل المشاهد والمستمع دون شك، فلم يعد المشاهد يطيق ما لا يحتمل من الآراء دون توثيق، فمشاهد الأمس ليس كمشاهد اليوم، فهل أدرك القائمون على المكلمة ذلك؟!