السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

"جارديان": هل كان انفصال جنوب السودان عن الشمال خطأ؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إطار الصراع السوداني والحرب الأهلية الدائرة منذ ثمانينيات القرن الماضي، كان قد صرح الدكتور جون جارانج، مؤسس المقاومة في جنوب السودان، بأنه لا يستبعد إمكانية الانفصال عن الشمال وإنشاء دولة جديدة، لكنه لم يناصرها أيضاً مشيراً إلى أن الانفصال قد يكون هو الملاذ الأخير.
وقال "جارانج" خلال أحد خطاباته: "إذا لم نرتق إلى مستوى التحدي وننتقل إلى السودان الجديد، فمن الأفضل للسودان أن ينفصل على أن ينهار"، مؤكداً أن حلمه دائماً هو مواجهة التحدي من أجل سودان جديد يستوعب شعبه المتنوع، ويمنحهم الرأي في تسيير الدولة، وهو نفس ما قام بتكراره أثناء حفل توقيع اتفاق السلام الشامل في العاصمة الكينية نيروبي خلال يناير 2005، بحضور 20 ألف سوداني وقادة 15 دولة إفريقية، حينما قال إن "الاتفاق يُعدّ بداية جديدة للسودان بغض النظر عن الاختلاف الديني أو العرقي أو القبلي"، وبعد ستة أشهر من الاتفاق تحطمت طائرة "جارانج" في ظروف تنذر بالمؤامرة، ليموت ويموت معه أي أمل في سودان موحد. 
ومن المعروف أن رؤية "جارانج" هذه لم تحظ بتأييد من جانب رجاله، ففي داخل حزبه كان البعض يضغط بقوة من أجل الدفع في اتجاه الوحدة، ولكن بعد موته تحول رجاله إلى الاتجاه المعاكس، وساعد المجتمع الدولي بقيادة نشطاء من الولايات المتحدة الأمريكية في الضغط تجاه هذا الأمر، وبمرور الوقت جاء استفتاء 2011 الذي كان التصويت فيه بأغلبية ساحقة أدت إلى ميلاد جنوب السودان. 
وأصبحت أحدث دولة في العالم على شفا الانهيار بعد ثلاث سنوات ونصف السنة فقط من مولدها، بسبب انقسام الجيش بين مؤيدي الرئيس "سلفا كير ميارديت" ونائبه السابق "رياك مشار"، واحتدام القتال في العاصمة "جوبا" ما أدّى إلى موت الآلاف وتشريد عشرات الآلاف داخل جنوب السودان. 
وعلى أثر أعمال العنف التي اندلعت في البلاد توقف ضخّ البترول - الذي يتمّ تصديره عن طريق شمال السودان - بشكل كامل، ما دعا الصين التي لا تفضل التدخل في شؤون إفريقيا الوسطى لأن توجه نقداً شديد اللهجة للحكومة من أجل مصالحها المتعقلة بالطاقة، ويستحق المنعطف التاريخي الذي تمر به السودان التأمل، فربما كان "جون جارانج" على حق، وكان يجب على السودانيين أن يحاولوا إصلاح السودان في مجمله والارتقاء به بدلاً من الانفصال.