السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإعلام بنكهة دينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمر الإعلام بصحوة فكرية، لكن بعضًا منهم ما زالوا في غيّهم ينعمون في السيطرة على أفكار الناس غير مدركين أن الزمن قد تغير وأن وعي الناس بات صحوا، فالذين يخاطبون الناس بخطاب إسلامي مضيفين عليه روح الجنة والنار لابسين ثياب التطهر والنقاء، واستعادة وجوه قديمة قد غمست في جماعات إرهابية محاولة السيطرة على عقول الشباب مثلما فعلت في الماضي، لم يدركوا حتى الآن أن الزمن تغير، وأن اللعبة قد انكشفت تمامًا وانقشع الغيم عن عقول الناس التي وعت كثيرًا ووضعت أيديها على الحقيقة.
إنها الأيدي الناعمة التي تتسلل الآن لتعلن عن وجودها بكل الطرق، حتى لو كانت بإعلان بدجاج مدفوع الأجر، وآخر ينصب قاعدته ليخطب في الناس عن التقوى والصلاح، جامع لفيف من المثقفين والفنانين والساسة وغيرهم ، لم يكن له هدف إلا التواجد دون موضوع يثري ولا فائدة منه، بيد أنه شكل جديد للعودة في الحياة السياسية، فهؤلاء تربوا على أن يقوموا بأية أدوار حتى يلتف إليهم الشباب من جديد ، لم يعلموا أن الأرض كروية ولم يكن لهم ملعب يلعبون عليه، ولا أرض، ولا جمهور يشاهدهم أو يستمع إليهم، ويتيم بهم أينما ولّوا وجوههم شطرا، أولئك الذين تربّوا في مجموعات وجماعة تأمرهم فيطيعون الأوامر وينفذونها بكل الطرق، دون يأس، فكل فرد فيهم له مهمة، لو أعملوا عقولهم ما نفذوا ما يقومون به . لكن الأمر فوق العقل لديهم.
إنهم مثيرون للجدل والسخرية، فعند ظهورهم تحول مؤشرات التلفاز، باستفزازاتهم ووجوههم التي لا تعرف الحياء، وسرعان ما تكشف عوراتهم الكلامية وسقطاتهم، لكن من يأمرهم بذلك يثنى عليهم ويثبت أقدامهم ولو باتصالات زائفة وكلام معسول.
لم يعد الشكل الدرامي الفج الذي يقومون به، والمتخيل لهم أنه الأمثل، هو المحبب للشعب المصري الذي غاص في الحقيقة وعرفها وسالت منه الدماء حتى عرف حقيقتهم المرة، لم يعد ينسى كلام دعاتهم المعسول بالسكر والعسل والزيت والدجاج المحمر. 
فقد ظنوا أن الشعب المصري من طبيعته النسيان، ولكن من ينسى لدغة العقرب وسم الثعبان، هل ينسيه مجرد صياح الديوك والدجاج؟ من عمرو وحسن، ومصطفى وغيرهم! فمهما لبسوا كاجول وجينز، وانقلبوا (واتشقلبوا واتلعبكوا) في سيرك، فهم عراة أمام الشعب المصري الذي استفاق وكان إفاقته بجرح عميق.
قد يلجئون إلى دموع التماسيح والتأثير على الناس في حكايات نسجوها من خيالهم لا تمتّ إلى الإسلام بصلة كي تجذب الناس جذبًا، لكن الشعب لم يعد ساذَجًا بهذه الصورة المتخيلة لهم، وإن حاولوا التغير في ثياب مختلفة فتظل انتماءاتهم لجماعتهم ، فهم الذين قسموا الشعب المصري إلى جماعة ومجتمع، رغم أن الدين الإسلامي أمرنا بألا يكون هناك فضل للعربي على الأعجمي إلا بالتقوى . وكذلك معاملة غير المسلم والمساواة في كل الحقوق والواجبات . فهل ننسى لدغة الثعابين؟! فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.