الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أتمتة العمليات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ نعومة أظافرنا نحفظ تلك الأغنية عن ظهر قلب وتنتهي بالضحكة وبالمداعبة، وكنا نضحك ولم نعرف أنها تمارس حقيقة في حياتنا اليومية ولم نكد نصل إلى الصراحة والوضوح في أمر ما حتى في مصالحنا، روتيننا اليومي الذي تعودنا عليه من البيروقراطية، والباذنجانية والملوخية العقيمة في خطوة نخطوها تتبعيها فكرة دوخينا يا ليمونة دوخينا حتى نصاب بالفرهدة وتعب الجسد، لكن هذه المرة لم تنته بالضحك، لكن بالضجر وسوء الحال، ولو أن كل مصلحة حكومية لجأت إلى الميكنة والشباك الواحد لغابت الرشوة والمحسوبية بما يسمى أتمتة العمليات، وهي ربط المنظومة بالجهات الأخرى وتحديد المطلوب من المواطن بصراحة ويسر، لقضينا على كل ما يعرقل مطالب المواطن من موظفين، فالكمبيوتر هو الذي يجري كل الحسابات ويرسل لك رسائل فور انتهائها، لكن هيهات هيهات أن نتخلص من هذا سريعا، ولقد وضعت بعض الوزارات مثل وزارة التموين خطوطا ساخنة ولكنها أبرد من الثلج، في حالة من سبات عميق، فعندما تعد - قلما تفي، قس على ذلك بعض الوزارات، لكني أستثني من ذلك وزارة الاستثمار، أما ماعدا ذلك فهم يملكون مسكنات فقط، رغم أن رئاسة الدولة لا تألوا جهد في الوضوح والمباشرة، لكن من يسمع لهم، بفضل تنسيق الأوراق وتقديم الإجابات الجاهزة دون عمل وتحرك، فقد بُح صوت المواطن على أخذه حقه فى التموين وإضافة مواليد منذ خمس سنوات ولم يضافوا ولم تأت الوزارة بجديد ولم يكن لمكاتب التموين جواب شاف يثلج صدورهم، لأن الموظفين لم تأتيهم معلومات، فقد يتعلق المواطن بقشة وتصريح مزين من مسئول في الوزارة فيطير فرحا بتحقيق رغبته رغم قسوة العيش وضيق الرزق فيجد سلواه في زيادة زجاجة زيت وكيس من السكر، لكنه يعود بخيبة أمل راكبة جمل من الصد، ومن التصريحات في وسائل الإعلام البراقة، وتقديم الوعود المجانية الجاهزة، فبدلا من كمية المستشارين في أماكنهم، هل اطلعوا على معاناة المواطن البسيط الذي شرف على الهاوية، وسمعوا شكواه؟!
إننا حقا في بناء دولة جديدة ونلاحظ ونشاهد تطورا عظيما، لكن لو عملت الوزارات بفاعلية الكمبيوتر وتفعليه حقا دون صورة، لصعدنا وارتحنا، ففي الدول العربية المجاورة تستطيع أن تنفذ كل مهامك بضغطة زر فقط ويأتيك الرد قبل أن تقوم من مكانك أو يرتد إليك بصرك، تدفع التليفونات والكهرباء والتقديم عليها والغاز، تحول الأموال وتضاف إليك الأموال عبر رسائل على الهاتف وإذا تأخر الموظف عن أداء نفقة أولاده يقف حساب مباشرة من البنك أو يخصم لصالحهم، دون اللجوء إلى استجدائه كما أن المواطن لا يلجأ للوقوف في طوابير بين النهر والزجر والتعب، ولا يتعرض للمساومات، والاستفزازات، كلها أمور بسيطة لو أعملنا العقل وفكرنا خارج الصندوق، فالدول تتقدم بفضل منظومة بسيطة ساعتها يعترف المواطن بالتقدم، بفضل راحته، وعدم ضياع وقته وأمواله في المواصلات والتردد على المصالح الحكومية، التي تقشر له البيضة وتأكلها وتشويها، في كعب دائر.