الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التعليم وتحديات الإفاقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن وزير التربية والتعليم يحمل حقيقة حقيبة من التطور والتقدم، وطبيعي أننا كنا في سبات عميق من التقدم لذا سيجد حائلا في الفكر وتحديا في المضمون، وعوائق من أصحاب المصالح من طباعة الكتب والدروس الخصوصية، إنها حرب ضروس تتأطر في أسئلة جمة تحمل مخاوف عديدة، لكن الخطأ كل الخطأ في عدم تفسير المنظومة بشكل جيد مليء بالمصطلحات غير المناسبة في الشرح كاستخدام مفردات باللغة الإنجليزية يصعب على وليّ الأمر تفسيرها فينفصل تمامًا عن كلام الوزير والمتحدثين باسمه، وإن استخدامه لمنظومة التابليت يفسر كأنه سيحضر عفريتا من الجن يدخل كل البيوت.
إن الموضوع أسهل من تلك المصطلحات والكلمات غير المفهومة، فدخول التقنيات الحديثة أمر معمول به في جميع الدول المتقدمة، وببساطة شديدة ستكون المعلومات مصاحبة للأفلام والألعاب، وبها يدرك الطفل والطالب قيمة العلم، وسينطق اللغة الإنجليزية نطقًا سليمًا، واللغة العربية كذلك، وقد شاركتُ بنفسي في تدريب الكوادر التعليمية منذ فترة في برنامج تطوير التعليم، ونقلنا خبرات الدول المتقدمة، لذلك لم يكن بالمنظومة الجديدة إجبار المدرس طالبه على درس خاص، ولن تتصنع المطابع ودُور النشر في تجنيد المدرسين والأكاديميين لتعقيد المناهج وتنسج خيوطا من العنكبوت حول كل مادة، وتضيع من بين أيديهم معنى قيمة العلوم والجغرافيا واللغات، ويكون طريق التلقين والحفظ هو السبيل الوحيد والنجاح بشتى الطرق هو الوسيلة وتكون المحصلة "صفر".
إن التعليم الحكومي بات مغضوبًا عليه من قِبل معظم الناس، ومن ثم أراد الوزير أن يعيد له اعتباره مساويًا له بالتعليم الخاص لكن الخطأ في العرض. فالتعليم الحكومي كان قديمًا هو أساس التقدم، وإن مَن كان يأخذ "درسًا خصوصيا" يُنظر إليه بالضعف والهوان، فأصبحت الحالة عكسيا التناول في العرض. فآن لنا أن نستفيق بعدما تعرضت المدارس إلى تهالك في الفكر وسيطرة المدرسين الذين حوّلوا المناهج إلى رقصات وإيقاعات مبتذلة. وتعلم الأولاد ألفاظا سوقية من عبده موته، أوكا وأورتيجا، اللمبي، وصاحبت جيوبهم السنج والمطاوي والآلات الحادة، وعدم احترامهم للمدرس الذي بات منكفئًا على التنقل بين البيوت يرتشف لقمة مخلوطة بالذل والمهانة. 
فالمنظومة التعليمية الجديدة ستغير وجه مصر التعليمي، لكن هيهات هيهات أن تسلم من "الإشاعات" من نسور وصقور ومافيا الدروس الخصوصية ومتاجري الغباء بين الطلاب. لقد هجر الطلاب الكتب المدرسية العقيمة وذهبوا إلى الكتب الخارجية والملخصات، وانصرفوا إلى المحمول والإنترنت في الكافيهات والمقاهي، ومن ثم سيكون التابلت هو مذاكرتهم و"حلّهم للواجب"، وهو مدرسهم بمعلومة شيقة ولعبة يحبونها وسيكون الاختبار مقايسا لقدراتهم على الفهم وليس ما كانوا يحفظونه.
بقي أمر هو راتب المعلم المتدني جدا، وتفوه بعض المسؤولين مدّعين أنه راتب جديد، وهذا في حد ذاته إعاقة للتطور كمن وضع حجرا أمام متسابق في الجري، فيجب على الوزارة أن تجد حلا سريعا لـ"مرتب" المدرس مربوطا بإنتاجه داخل الفصل .
آن الأوان أن نتحدى إعاقة التعليم بحق، وكفانا التلقين دون البحث وراء الحقيقة.