الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ملتقى الفن التشكيلي السعودي بين القيمة والتراث

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن المملكة العربية السعودية تخطو خطوات تقدمية ببراعة، فانبثق منها مبدعون في جميع المجالات الأدبية والفكرية والعلمية ولعلنا حول الفن التشكيلي الذي يشكل عوالم البيئة، أداته التعبير واللون فهو يملك ما يملكه الشعر والقصة كان سعد العبيٍّد قد حول منزله منذ زمن إلى مرسم جمع فيها الشباب من كل مكان في السعودية، وكان التراث ملهمه وقيمته الذي يسير على نبراسه، فقد قضى سنواته بين الريف مستلهما تراث البادية وصور الجبال الشاهقة فغلبت على طبائع لوحاته اللون الأصفر والألوان الهادئة فالفنان ابن بيئته، أقام مجموعة الملتقي للفنون التشكيلية التي تضم فناني المملكة منهم عبدالمحسن السويلم، ومحمد المجرش وعلوية العمودي، وخديجة الربعي، ورفيعة البيشي، وجيهان الهلالي، وتحرص هذه المجموعة على إقامته معرضها السنوي بصفة دورية، تتنوع أعمالهم بين الفن التجريدي والتصويري، تجمعهم ورش عمل دائمة ومحاضرات عن الفن بأنواعه المختلف، لكل منهم طابعه المتميز.
تنقلت بين حكاياته وإبداعاته وعلاقته بقامات المجتمع والأدباء والمفكرين أمثال الدكتور غازي القصيبي رحمه الله، وقد أفضي بحكايات طريفة، استلهم منها لواحات، متذكرا أن أول من علمه أستاذه المصري ودرس الكون ومعرفة تركيب الألوان، فكانت سماؤه صافية زرقاء، وأرضه خضراء وخلفيته صفراء، داعب بها عوالم لوحاته بين الواقعة والرمزية، لم تنفصل ذاكرته عن البيئة المحيطة بكل ما بها، وكانت المرأة قاسما مشتركا في التشكل لأنها الأم والزوجة والابنة والحبيبة فهي التي تساهم في إرساء قواعد الفنان فلا يمكن لأي مجتمع أن ينهض فيه تهميش للمرأة، فهي الجمال عند الفنان التشكيلي بعامة وهي الرمز عن الشاعر، وهي الموقف عن الأديب والروائي، وهي الرأي والتقويم عند المسرحي، فهي بمفردها عالم شكل الواقع، ومن ثم وجدت خلية نحل تعمل متطوعة تنمي موهبتها بجلاء، تحت مرشد واحد، تتلاقي الأفكار والرؤى في بوتقة فنية تجمع خيوطا متناغمة وألحانا حريرية تصب في قالب الفن، فعلى أنغام تقاسيم السنباطي على العود وغناء أم كلثوم التي تشدو من بعيد في داخل المرسم يستلم كل فنان ريشته ويدخل في عالم غيبي لا يعرف دروبه إلا هو. تناقشنا حول كل لوحة، التي حملت في طياتها قصة، كانت باعثا لها، فلم يكن الفن في هذا الملتقى وليد لحظات عبثية ولكن لكل لوحة منها قصة تؤطر مفرداتها، بالألوان بدرجاتها الباردة والساخنة التي أخرجتها المشاعر المدفونة بين وكأن الفنان يعزف على العود برشته ولعل الاسمين متوحدان في الأداء الريشة عند العازف الريشة عند الفنان كلاهما تحركه المشاعر باستفاضة، ولا شك أن المملكة العربية السعودية تدب بقوة في الفن التشكيلي وتفصح عنها لوحات ملتقى الفن التشكيلي في الرياض الساحرة الملهمة.