السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

حليم بين "التفاؤل" و"نبرة الحزن" بسبب البلهارسيا

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأ عبد الحليم مشواره الفني بشكل رسمي عام 1951 بعد إجازته في الإذاعة من خلال إنشاده لقصيدة "لقاء" التي قام بكتابتها صلاح عبد الصبور ولحنها كمال الطويل، ومنذ هذا التاريخ وضع حليم قدمه على أولى خطوات سلم النجومية في مجال الغناء والطرب، حيث قدم العديد من الأغاني للإذاعة عبر موجة الاغاني من خلال برنامج "منتهي الطرب" مع ابراهيم حفني وبرنامج "ساعة طرب" مع المخرج سيد عبد العزيز. وقد قدر المؤرخين والإذاعيين والمهتمين بالشأن الغنائي تراث عبد الحليم بما يقرب من "231" أغنية، يوجد منهم "112" أغنية معروفة بين أغاني الأفلام سواء بالصوت والصورة أو بالصوت فقط بالإضافة إلى الأغاني المصورة في التلفزيون،أي ان أكثر من نصف تراث عبد الحليم الغنائي يعد مجهول وهو ما ارجعه المؤرخين لاحتفاظ الإذاعة بهذه الأغاني وعدم أذاعتها باعتبارها من التراث المجهول،وهو ما أكده صديقه مجدي العمروسي من خلال كتاب " كراسة الحب والوطنية...السجل الكامل لكل ما غناه العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ " الذي وضع فيه جميع اغانيه، كما أكدته "موسوعة الغناء المصري في القرن العشرين"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. 
وبالنظر الى عدد الأغاني المعروفة التي قدمها عبد الحليم حافظ في الفترة من عام 1951 الى عام 1956 وما يليه،سنجد ان هناك فارق كبير بين نوعية ولون الأغاني التي انشدها خلال السنوات الخمس قبل عام 1956 وبين ما قدمه من أغاني بعد هذا العام،وهو العام الذي أكتشف فيه مرضه ب"البلهارسيا" التي ادت الى تليف كبده ورحيله عن عالمنا، فقد كان لاكتشاف حليم لهذا المرض في عام 1956 بعد أن أصيب بأول نزيف في المعدة،بالغ الاثر على مشواره الفني الذي تأثر بحالته النفسية التي تأثرت بحالته الصحية،وهو ما أكده المقربين من حليم، نظرًا لعاطفته الشديدة وظهور تأثره النفسي من خلال اعماله،وهو ما حاول التخلص منه خلال السنوات الاخيرة من عمره بعد مواجهته للمرض ومحاولة محاربته من خلال اغانيه وحفلاته المتنوعة.
ومن خلال أغانيه في هذه الفترة نرى أن عدد كبير منها يحتوي على نبرة من التفاؤل الواضح في كلمات والحان هذه الأغاني مثل "ذلك عيد الندى، أقبل الصباح، مركب الأحلام، فرحتنا يا هنانا، العيون بتناجيك، غني..غني، الليل أنوار وسمر، نسيم الفجرية، اصحى وقوم، الدنيا كلها".
كما قدم بعض الأغاني عن الطبيعة الجميلة من خلال بعض الأغاني العاطفية التي اظهر فيها عشق الانسان للطبيعة والجمال خاصةً عندما يقع في الحب، واخرى للطبيعة فقط، مثال "الأصيل الذهبي، هل الربيع، الأصيل، في سكون الليل، القرنفل، حبيبي ف عنيه، صحبة الورد، ربيع شاعر، الجدول، إنت إلهام جديد، هنا روض غرامنا، فات الربيع".
وفى الفترة من عام 1956 تحولت أغاني حليم من نبرة التفاؤل والامل الى نبرة الحزن سواء في اغانيه التي قدمها منفردة او في الاعمال السينمائية التي قدمها وغلب عليها طابع الحزن والفراق والالم من الحبيب،خاصةً التي لمست لديه معاناته الحقيقية مع الفتاة الوحيدة التي احبها ولم يتمكن من الزواج منها، مثال فيلم "حكاية حب" الذي قدم من خلاله أغاني " في يوم في شهر في سنة، حبك نار" وفيلم "معبودة الجماهير" الذي قدم من خلاله مجموعة من أغاني الفراق والالم " جبار، بلاش عتاب، لست قلبي"، وفى فيلم" ابى فوق الشجرة" قدم اغنية" في احضان الحبايب".
وفى اغانيه خارج الاعمال السينمائية قدم مجموعة من الروائع الغنائية التي غلب عليها طابع الحزن سواء في كلماتها او الحانها مثال "يا ناكر المعروف، يا خلي القلب، موعود، قارئة الفنجان، حبيبتي من تكون، رسالة من تحت الماء".
الى جانب العديد من الابتهالات الدينية التي قدمها في الفترة من عام 1956 الى عام 1977 الذي رحل فيه عن عالمنا، ومنها "أنا من تراب، أدعوك يا سميع، خليني كلمة".