الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

عائشة عبد الرحمن.. للتحدي نساؤه

الدكتورة عائشة عبد
الدكتورة عائشة عبد الرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلدت وسط مناخ حضري بدمياط في 6 نوفمبر 1913، ولكن بوادر رحلتها كانت لا تدل إطلاقا على مدى النجاح الذي حققته، فبطبيعة الحال في تلك الفترة المعروفة بحرمان الفتيات من التعليم، جاء رفض والدها التحاقها بالمدرسة خلال فترة التعليم الأساسي بعد حفظها القرآن بالكُتاب، ولكنه سمح لها بتلقي العلم بالمنزل حيث أظهرت قدرة هائلة من الاستيعاب والمعرفة، هي الكاتبة والباحثة عائشة عبد الرحمن صاحبة لقب "بنت الشاطئ".
والدها كان أزهريًا يعمل مدرسًا بالمعهد الديني بدمياط وجدها لأمها أحد شيوخ الأزهر الشريف، وبعد انتهاء مرحلة التعليم الأساسي بالمنزل أرادت الالتحاق بجامعة القاهرة ولكنها واجهت رفضًا من والدها، ولكن هذا الرفض كان يقابله تشجيع من والدتها التي ساعدتها على الالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة.
ظهرت بوادر بنت الشاطئ وحبها للكتابة منذ دراستها بالعام الثاني، فكتبت "الريف المصري" والذي يُعد أول أعمالها الأدبية، وبعد انتهاء مرحلة التعليم الجامعي سريعًا ما سجلت دراستها بالماجستير وحصلت عليه بمرتبة الشرف الأولى في 1941.
تزوجت عائشة من أستاذها بالجامعة أمين الخولي، وكان له صالون أدبي وفكري يُقبل عليه الكثير من المثقفين، وأنجبت منه ثلاثة أبناء.
واصلت عائشة نجاحاتها بحصولها على الدكتوراه في 1950، وكان عميد الأدب العربي طه حسين من اللجنة المُناقشة لها خلال عرض رسالة الدكتوراه، ثم سافرت إلى عدد من البلدان العربية كأستاذ زائر بجامعات كثيرة، كما تقلدت منصب أستاذ التفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة في جامعة القرويين بالمغرب، مرورا بمنصب أستاذ آداب اللغة العربية في جامعة عين شمس بمصر.
إلى جانب مسيرتها العلمية، اهتمت عائشة بالصحافة واتجهت نحو العمل بهذا المجال حيث كتبت بجريدة الأهرام باسم مُستعار "بنت الشاطئ" والذي ينتمي لحياتها منذ طفولتها على شواطئ دمياط، وكانت في هذه الفترة بمثابة ثاني فتاة تكتب بجريدة الأهرام بعد مي زيادة صاحبة واحدًا من المقالات الأسبوعية بشكل مستمر.
حصلت على مجموعة كبيرة من الجوائز الأدبية نتيجة لمجموعة الإنجازات التي حققتها ومنها جائزة الدولة التقديرية في الآداب بمصر في 1978، جائزة الحكومة المصرية في الدراسات الإجتماعية والريف المصري 1956، وسام الكفاءة الفكرية من المملكة المغربية، جائزة الأدب في الكويت، جائزة الملك فيصل للأدب العربي مناصفة مع كاتبة أخرى، ومجموعة أخرى من الجوائز عبر مجموعة من المؤسسات الإسلامية، وكُرم اسمها بإطلاقه على عدد من القاعات بكثير من الجامعات المصرية والعربية.
ألفت بنت الشاطئ مجموعة هائلة من الكُتب والروايات مثل التفسير البياني للقرآن الكريم، القرآن وقضايا الإنسان، رواية على الجسر ومجموعة من الأعمال الأخرى تركتها وأثقلت بها التُراث الأدبي قبل رحيلها في مثل هذا اليوم 1 ديسمبر من عام 1998 وذلك عن عمر يناهز 85 عامًا.