تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كانت لي تجربة صحفية مثيرة في حياتي الصحفية والمهنية، عن قطار الغلابة منذ 6 إلى 7 سنوات، لا أتذكر الوقت، لكن للأسف لم تخرج للنور.
استقللتُ قطار خط الصعيد "قطار الغلابة" - الغلابة فقط.. دون تحضير مسبق ﻷرصد أسباب الحوادث وانقلاب القطارات، حملت معي كاميرا "ديجيتال" من محطة الجيزة وصولا لمحافظة المنيا.
كنتُ أتمنى أن أكمل الطريق، لكني خشيتُ من دخول الليل، لأنه لا بد أن أعود للقاهرة في اليوم نفسه، وكان معي زميل يساعدني.
رصدت أثناء الرحلة القصيرة داخل قطار الغلابة صورًا وفيديوهات تدون منها كتب وأساطير، بدءًا من سائق الكابينة الأمريكانية الصنع التي لم يمر على تاريخ صنعها إلا أربع سنوات، كما ذكر السائق لي، التي حولها لمطبخ خاص لتحترق أركانها، مرورًا بأمن القطار الذي يهرب للجرار بمجرد إقلاع القطار من الجيزة حتى نهاية الخط ليستغرق في النوم، وكأن جرار القطار غرفة نومه الخاصة للاستراحة فقط.
إضافة إلى الباعة الجائلين، وما أدراك ما "الباعة الجائلون"، وعالم الباعة الجائلين ولغة "قرن الغزال" والمطواة والسيف إذا لزم الأمر، ليكون إجباريًا على سائق القطار أن يتوقف في المحطات التي تتبعهم حتى لو كانت ليست خط سيره، وإذا لم يفعل تكون الكارثة بأن يسحب البائع سكينة فرامل اليد، وفي هذه الحالة إما أن ينقلب القطار أو يعطل لمدة 45 دقيقة، في منتصف الطريق في غير المكان المخصص له أو المحطة التي من المفترض أن يقف فيها، لتكون الكارثة بأن يحتضنه قطار آخر من الخلف "يا عيني ميقدرش يهدّي" وتحدث الكارثة.
إضافة إلى الركاب - حدث والله أمامي - طلبوا من السائق التهدئة في مغاغة، وقالوا له نصًا: "إحنا كتير، هدي بس وإحنا ننط من القطار، ينطوا، عادي ينطوا، وإذا لم يستجب السائق سكينة فرامل اليد فوق رأسه".
الفكاهة "هو أن المزلقانات المفتوحة ع البحري.. للي عايز يعدي بحمارته أو جاموسته أو اللى معاه عياله، وهو مش مهم يستني، المفروض القطار يهدي".. "آه وربنا زي ما بقولك كده".. "كل ده رصدناه صوتًا وصورة وفيديو كمان".
"خد عندك بقى الحمامات، بعتذر مينفعش يتقال عليها بيت الراحة دي ممكن تسمي ببيت الزواحف.. واللي قاعد فيها خماشر بني آدم"، "آه وربنا"، "ما هما يا عيني مش لاقيين مكان تاني".
معايشة لم تخرج للنور.. معايشة الإهمال وعدم الرقابة وسلوك البشر هما البطل الأوحد فيها.. معايشة الموت البطيء لبني آدمين والله بني آدمين أقسم بالله العظيم بني آدمين.. لكن يعاملون معاملة الخنازير.. والسبب عدم الرقابة وعدم الصيانة، "السبب الإهمال، الإهمال يا سادة، الإهمال يا مسئولين"، الأمن اللي بينام في القطار، والسماح للسائق باستخدام بوتاجاز داخل الكابينة، عدم تأمين فرامل اليد علشان مش كل من هب ودب يستخدمها، قلة عدد القطارات وتأخرها عن موعدها مما يتسبب في تكدس لحم البشر فوق بعضه.
"للأسف لو المسئول اتجرأ وركب القطار كمواطن يمكن يحس ويفهم ويكون عنده دم".