تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
ماذا لو لم يلق الرئيس عبد الفتاح السيسي خطاب 3 يوليو، سؤال صعب أرى أن المجتمع كله يحتاج إلى الإجابة عنه، لندرك قيمة ما حققته ثورة 30 يونيو من إنجازات يعود الفضل فيها أولا للشعب الذى قال كلمته وثار فى وجه الجماعة الإرهابية المشبوهة، وإنحازت القوات المسلحة المصرية وفقا لعقيدتها الأزلية إلى مطالب الشعب وقامت بحمايتها وساندتها فى أشد أوقات الوطن بل المنطقة بأثرها صعوبة.
تحتاج الإجابة عن مثل هذا السؤال العودة بالذاكرة للحظات ما قبل الثلاثين من يونيو العسيرة، حيث كان الشعب المصرى قد فاض به من خيبات الجماعة الإرهابية ومندوبها في رئاسة الجمهورية ومرشدها واحدة تلو الأخرى، وقد ثبت بالدليل الدامغ عمالة وخيانة الجماعة التى تحكمها مصالحها ولو تعارضت مع مصالح الوطن، تحكمها انتماء أفرادها للتنظيم الدولى الذى يسعى إلى السيطرة على المنطقة بأسرها، كانت التظاهرات السياسية رفضا للإعلان الدستورى المشبوه، والأنباء تتسرب عن عزم الجماعة إقامة المذابح للمعارضين ولمؤسسات الدولة التى تعيق مخططها المشبوه، وفى تحد سافر للشعب المصري، جماعة حاولت جاهدة احتلال الدولة المصرية وتحقيق أهدافها الإجرامية.
لو لم يلق الفريق أول عبدالفتاح السيسى خطابه حينها والذى دعا فيه الجماعة للإنصات إلى صوت الجماهير الرافضة لمحمد مرسى بعد فشله، والبحث عن توافق مع الجماعات السياسية والدينية لاشتدت شوكة الجماعة الإرهابية وازداد عتيها، لكنها أبت واستكبرت.
كانت الجماعة الإرهابية تنوى الالتفاف على رفض الشارع المصرى للإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى، في محاولة لإصداره فى صيغة أخرى ربما أكثر جورا هذه المرة، وهو إعلان كان الهدف الوحيد منه إلغاء النظام الجمهورى وتكريس نظام جديد يمنح الجماعة الإرهابية مقاليد الحكم المطلق بكل استبداد.
وكأى جماعة ظل كانت الإخوان تعرف جيدا أنها لا تستطيع هزيمة مجتمع موحد، لذا استمرت الجماعة فى البحث عن مكامن الفتن فى المجتمع باستهداف واضطهاد الأقباط والأقليات الأخرى سواء الدينية أو العرقية.
ربما كان المتوقع أن تنتقم الجماعة من الحراك الشعبى الجبار ضدها بمزيد من الاضطهاد والتمييز الدينى ضد الأقباط، لتبدأ مرحلة جديدة منه التأصيل لتمييز اجتماعي يعطي السيادة والأولوية للمسلمين السنة على بقية مكونات الشعب المصري، ثم تمضى عملية فرز تلو الأخرى لنصل فى النهاية إلى أفضلية مطلقة لأعضاء الجماعة فوق بقية الشرائح الاجتماعية، وهو أمر ظهرت بوادره فور وصول مرسى للحكم، الذى توجهت خطاباته للأهل والعشيرة فقط.
كانت تعتزم الجماعة الإرهابية تفتيت المجتمع وتمزيقه ونشر الفتن بين أبناء الوطن الواحد، ضاربين بعرض الحائط كل ما تبقى من سمات الشخصية المصرية من تسامح وإخاء وتقبل للآخر والبحث عن المصالح المشتركة لبناء الوطن الواحد.
لذلك جاء خطاب 3 يوليو ليحافظ على هذا المكون فى الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية المصرية بعد تعرضهم لكثير من التشوهات نتيجة انتشار أفكار متطرفة تلغى انتماءات الشباب للوطن وتمنحها لأفكار هى بعيدة عن صحيح الدين، وتتنافى معه وتضع الشباب أمام خيارين إما دينه أو وطنه، ويضعون تصورات للوطن مشوهة طبقا لمعتقداتهم المريضة، يتصورون الوطن لهم وحدهم ولا يقبل بوجود أي مكون آخر مختلف معهم.
إن أهم درس من دروس خطاب 3 يوليو، أن للشعب قوات مسلحة تحميه، وأن للقوات المسلحة ظهيرا شعبيا وطنيا لا يتوانى عن الدفاع عن جيشه ضد التطاول والمؤامرات. وأن الخطاب جاء بعد أن استنفدت القوات المسلحة المصرية كل البدائل حقنا للدماء، وحفاظا على أمن المجتمع وسلامته.
لكن الجماعة الإرهابية اختارت العنف نهجا سواء استمرت فى الحكم، أو خلعت منه.